حمل البيان المشترك لسفراء الولايات المتحدة وأربعة دول أوروبية إضافة إلى البعثة الأممية، عقب لقاء افتراضي مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج عدة رسائل مهمة وذات دلالات واضحة تدعو بوضوح إلى عدم عرقلة المسار الأممي للحل في ليبيا.
بيان مشترك
ممثلوا الدول الـ 5، والذين من بينهم ممثلين لـ 3 دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، تحدثوا مع السراج في موضوع تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة في إطار ملتقى الحوار السياسي الليبي، وأكدوا له الحاجة إلى قيادة ليبية قوية ومشتركة قُبيل الانتخابات.
بيان الدول الـ 6 دعا حكومة الوفاق باعتبارها الحكومة المعترف بها دوليًا إلى لعب دور خاص في دعم الحوار السياسي الذي ترعاه البعثة الأممية بشكل كامل.
وأشار البيان إلى أن الجهات الدولية الفاعلة تراقب عن كثب الإجراءات التي تتخذها جميع الأطراف؛ للوفاء بالتزاماتها بنجاح الحوارات التي تُسيّرها الأمم المتحدة.
شهادة وفاة
بعض أعضاء ملتقى الحوار السياسي اعتبر هذه الرسالة “شهادة وفاة لما يسمى الخطة (ب)” المعرقلة لمخرجات للحوار، والتي ذكرت تفاصيلها وسائل إعلام إيطالية”
صحيفة “لاربيبليكا” الإيطالية، كشفت في 17 ديسمبر الجاري، أن رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي” نقل رسالة من السراج يقترح فيها تسمية حفتر لرئيس الحكومة من المنطقة الشرقية، على أن يستمر السراج برئاسة المجلس الرئاسي.
وقالت الصحيفة بأن “كونتي” نقل رسالة السراج إلى حفتر خلال زيارته بنغازي، والتي رافقه فيها وزير خارجيته “لويجي دي مايو” حيث أعلن، خلال الزيارة، إطلاق سراح الصيادين الإيطاليين المحتجزين في بنغازي منذ سبتمبر الماضي.
الرسالة الثانية التي تضمنها بيان الدول الـ 5 حسب بيانهم هي تذكير حكومة الوفاق باعتبارها الحكومة المعترف بها دوليًا، بدورها الخاص في دعم مخرجات العملية السياسية للحوار.
رسالة لحفتر
وفي ذات السياق وجه البيان رسالة مماثلة لحفتر عقب دعواته الأخيرة للحرب باعتباره يمثل السلطة الفعلية الحاكمة في المنطقة الشرقية، وذلك عندما أشار البيان إلى أن الجهات الدولية الفاعلة تراقب جميع الأطراف للوفاء بالتزاماتها بإنجاح الحوار.
خليفة حفتر، وخلال احتفالية نظمتها ما يعرف بـ ” القيادة العامة ” بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال ليبيا، في الـ 24 من ديسمبر الجاري و بحضور عدد من القيادات العسكرية التابعة له، قد دعا أفراد ميليشياته؛ لطرد من وصفه بـ”المحتل التركي” مشددا أن “المواجهة الحاسمة قد بدأت ملامحها تلوح في الأفق القريب”
دعم للمسار الأممي
بيان سفراء الدول الغربية جددوا دعمهم لنجاح الحوار السياسي الليبي والحوارات الاقتصادية والأمنية المرتبطة به، وهو ما يعد رسالة رفض لأي مسار مواز من شأنه أن يقوض الخطة الأممية للحل، وهي رسالة موجهة على ما يبدو للتصريحات الروسية الأخيرة لاقتراح خطة بديلة للحوار الأممي.
حيث وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال كلمة افتراضية أمام مؤتمر الحوار المتوسطي في الـ6 من ديسمبر الجاري،انتقاداته لمسار الحوار الليبي، وكانت موسكو قد أطلقت مبادرة في بداية العام لحوار يجمع الأطراف الليبية الأساسية، وبالرغم من فشل ذلك اللقاء في حينها لكن يبدو أن موسكو ما زالت ترى فيه الآلية الصحيحة بالنسبة لها