Menu
in

بعد مقتل بريغوجين.. هل سيكون الوجود الروسي في ليبيا رسمياً؟

أصبح مقتل “يفغيني بريغوجين” زعيم مرتزقة فاغنر الذراع العسكرية غير الرسمية لروسيا مع نحو 10 قيادات عسكرية لفاغنر كانوا على متن طائرة تحطمت شمال العاصمة الروسية موسكو ـ حديث الإعلام الغربي والعربي على حد سواء، بيد أن اللافت فيما يتعلق بالأزمة الليبية هو زيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف لمدينة بنغازي، في أول زيارة رسمية له ولقائه خليفة حفتر قبل يوم واحد من مقتل بريغوجين، وهو ما أثار تساؤلات هل تخلت روسيا عن فاغنر في ليبيا أو أن لها وجهة نظر أخرى؟

تعاون رسمي عبر وزارة الدفاع

الخبير الدولي والمحلل السياسي الروسي غريغوري تروفيمشوك يقول، في حوار مع الرائد، أن موسكو ستتعامل مع ليبيا بعد زيارة نائب وزير الدفاع الروسي ومقتل يفغيني بريغوجين زعيم مجموعة فاغنر بشكل رسمي عبر وزارة الدفاع، وليس عبر شركات خاصة كالسابق، مبيناً أن موسكو اتخذت مسارا للحد من نشاط الشركات العسكرية الخاصة وتركيز جميع أنواع التعاون في أيدي وزارة الدفاع.

وبيّن المحلل الروسي أن موسكو مضطرة إلى ملء مكان فاغنر بوجود رسمي للمحافظة على المواقع الاستراتيجية التي حققتها الشركة في ليبيا قبل تمرد رئيسها، ولو ارتبط ذلك بمشاكل صعبة، قائلاً: تعُدّ موسكو حفتر الطرف الأهم في العملية السياسية في ليبيا، وعلى هذا سنشهد المدة القادمة علاقات رسمية بين حفتر والقوات الروسية.

وأضاف تروفيمشوك “أفريقيا مهمة لموسكو، خاصة ليبيا التي تمثل الأهمية الكبرى، ويجب أن تعمل موسكو على توطيد علاقاتها مع كافة الأطراف الليبية والمحافظة على وجودها الدبلوماسي في طرابلس، وإذا تحول الوجود الروسي في ليبيا إلى رسمي بعد مقتل بريغوجين، فإن علاقات تركيا والدول الأخرى ذات المصالح في ليبيا قد يشوبها التوتر مع موسكو”.

ستبقى فاغنر

وفي المقابل، يخالف المحلل السياسي المتخصص فى الشأن الروسي ناصر اليوسف، رؤية غريغوري تروفيمشوك إذ يستبعد أن ترسل روسيا مقاتلين تابعين لوزارة الدفاع إلى ليبيا في بدل مجموعة فاغنر في الوقت الحالي، معللا ذلك بأن موسكو لن تجازف بتشتيت قواتها والتدخل الرسمي في ليبيا ودول أخرى في ظل الحرب الشرسة التي تخوضها في أوكرانيا.

ويشدد اليوسف في حوار مع الرائد، أن شركة فاغنر أنشئت في الأساس لتنفيذ الأهداف الحكومية الروسية التي لا يستطيع الجيش النظامي تنفيذها، وستبقى لتحقيق تلك الأهداف بقيادة جديدة، بعد مقتل زعيمها السابق يفغيني بريغوجين، في ليبيا والدول الأفريقية الأخرى.

تحالفات جديدة

ويرى الباحث التركي في العلاقات الدولية مهند حافظ أوغلو، أن الأمر الذي توليه موسكو اهتماما في ظل التطورات على صعيد الساحة الدولية حاليا، هو المحافظة على المواقع الاستراتيجية التي حققتها فاغنر في ليبيا والدول الأفريقية بصناعة تحالفات علنية إقليمية ودولية جديدة.

وأردف “موسكو تعُدّ ليبيا مفتاحا للقارة الإفريقية ونقطة ارتكاز لتحالفاتها مع الدول الإفريقية، وزيارة نائب وزير الدفاع الروسي لبنغازي تأتي في إطار تحقيق هذا الهدف، سواء أكان بصناعة تحالفات علنية جديدة أم بتولية رئيس جديد لفاغنر يكون مضمون الولاء للرئيس الروسي بوتين”.

تجديد التحالفات

ويعزز رأيَ غريغوري وأوغلو، الكاتبُ السياسي عبدالله الكبير الذي قال، في حديث للرائد، إن هدف موسكو من إرسال نائب وزير الدفاع إلى بنغازي ولقائه حفتر قبل يوم من مقتل مؤسس فاغنر، هو تجديد تحالفها مع حفتر، وترتيب الأوضاع في ليبيا بعد مقتله، متوقعاً أن المفاوضات قد شملت الأوضاع في النيجر وتشاد ومالي والسودان أيضا.

وأردف الكبير “مقتل بريجوجين متوقع بعد تمرده، وفي الوقت نفسه لا يمكن لروسيا أن تتنازل عن مناطق تقدمها الاستراتيجي في أفريقيا عامة، وليبيا خاصة لأنها بوابة العبور إلى منطقة الساحل الأفريقي، وذات موقع مهم لروسيا لوضع أوروبا والناتو تحت التهديد والضغط، فضلا عن كونها غنية بالنفط”.

قائد جديد

وفي تسريب جديد قالت وكالة رويترز إن نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف أبلغ قائد ” خليفة حفتر خلال اجتماع في بنغازي أمس الثلاثاء أن قوات فاغنر ستتبع قائدا جديدا.

وأضافت رويترز نقلا عن مصدر ليبي مسؤول أن نائب وزير الدفاع الروسي أبلغ ⁧‫حفتر‬⁩ بأن مقاتلي مجموعة ⁧‫فاغنر‬⁩ سيبقون في البلاد ولكن تحت سيطرة ⁧‫موسكو‬⁩.

تفجير متعمد

وخلُص تقرير أوليّ من الاستخبارات الأميركية، إلى أن تحطم الطائرة الذي قتل فيه قيادات لمجموعة فاغنر كان نتيجة تفجير متعمد وفقا لمسؤولين أمريكيين وغربيين.

ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين في واشنطن، أن الاستخبارات الأمريكية تدرس احتمال أن تكون الطائرة تحطمت بعد وقوع انفجار داخلها مع تأكيد عدم وجود دلائل عن استهداف الطائرة بصاروخ أرض – جو.

مسارات خطرة

وفي ظل الفرضيات التي يطرحها المحللون والمراقبون عن الأوضاع في ليبيا ومستقبل الوجود الروسي فيها بعد مقتل بريغوجين، فهي أمام مسارين كلاهما خطر، فإمّا أن تبقى فاغنر راعية لمصالح روسيا في ليبيا بقيادة جديدة موالية لبوتين، وإمّا أن يصبح الوجود الروسي رسميا ولن تنكره موسكو مستقبلا.

اتفاق ليبي ينهي التدخلات

التهديدات التي تلاحق البلاد أسوؤها ما حذر منه مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولي في جلسة المجلس الأخيرة، حول إمكانية وقوع حرب بالوكالة في ليبيا تكون لها تداعيات سلبية.

ومواجهة هذه التهديدات تتطلب تدارك أطراف النزاع المحلية للأمر ببدء حوارات تفضي إلى توافقات تُنجي البلاد من الوقوع تحت وطأة التدخلات الخارجية.

كُتب بواسطة Journalist

Exit mobile version