Menu
in

حرب أهلكت الحرث والنسل…لماذا لا يريد حفتر إنهاءها؟

حرب أحرقت الأخضر واليابس هكذا يمكن وصف عدوان حفتر على العاصمة طرابلس بعد مرور 9 أشهر على انطلاقتها، فمسلسل الدماء والدمار والنزوح لا زال مستمرا، ورغم هذا فإن حفتر يواصل تعنتهن ولا يريد إنهاء الحرب التي فاقمت الأزمة الإنسانية بالبلاد.

فمنذ بدء هجومه، تنوعت جرائم حفتر على المدنيين ما بين قصف عشوائي لمبانٍ وأحياء مدنية، ومنشآت طبية ميدانية، وإخفاء قسري لأطقم طبية، وتشريد آلاف المواطنين ونزوحهم من بيوتهم.

مجازر دموية

لم ينفك حفتر عن صب جل غضبه على المدنيين جراء الخسائر التي يتكبدها وصد محاولاته الفاشلة لدخول العاصمة، فكانت وسيلته الوحيدة القصف العشوائي؛ هربا من المواجهات الميدانية.

فسجل حفتر بعدوانه مستويات عالية في سجل جرائم الحرب ولم يسلم منه القاصي ولا الداني، وقتلت طائراته العسكرية في 3 من يوليو 53 مهاجرا، في مجزرة مروعة استهدفت مركزا لإيواء المهاجرين غير القانونيين بتاجوراء لتعود الطائرات ذاتها، وتشن غارة جوية على الحي السكني في مدينة مرزق أدت إلى سقوط 40 قتيلا و60 جريحا.

واستمرت مجازر الطائرات الداعمة له في استهداف المدنيين خلف صفوف القتال لترتكب مجزرة في منطقة الفرناج عندما سقط 3 أطفال أشقاء ضحايا نيران حفتر، وتسببت الطائرات في فقدان عائلة كاملة بينهم أطفال واثنان من العمالة الوافدة حياتهمح نتيجة استهدف منزل وشاحنة نقل مياه الشرب بحي الشركة الصينية بأم الأرانب.

آخر مجاز هذه الطائرات كان قبل وقف إطلاق النار بأيام معدودة بعدما نزل نيران طائراته على طلبة الكلية العسكرية بالهضبة، وحصدت أرواح 32 طالبا.

نازحون من ويلات الحرب

واذا ما تحدثنا عن مافعله العدوان على طرابلس فلا بد من ذكر النازحين الذي فروا من بيوتهم؛ نتيجة العدوان رغم وعود حفتر بالأمان لمن هو في بيته.

آخر إحصائيات النازحين ذكرتها البعثة الأممية إلى ليبيا التي أكدت أن 50 ألف أسرة نازحة مسجلة في سجلات النازحين من مناطق الاشتباكات، وقبل ذلك كشفت وزارة شؤون النازحين والمهجرين أن عدد النازحين تجاوز 120 ألف فرد.

تعطيل الدراسة

ومؤخرا بدأ العدوان على طرابلس يؤثر على الدراسة خاصة حينما بدأت عناصره تستهدف الأحياء السكنية وسط طرابلس بقذائف عشوائية طالت المرافق التعليمية.

وأعلنت مراقبات تعليم أبوسليم وعين زارة وسوق الجمعة منتصف ديسمبر المنصرم إيقاف الدراسة بكافة المدراس الواقعة في نطاقها؛ حفاظا على سلامة الطلبة وتحسبا لأي طارئ.

التعطيل أدى إلى حرمان 116 ألف طفل من الجلوس على مقاعد الدراسة نتيجة تعطيل الدراسة في بعض بلديات طرابلس الكبرى، وفق إحصائية الأمم المتحدة.

أزمة اقتصادية

بعد معالجات قام بها الرئاسي لحل الأزمة الاقتصادية فقد قال محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، هجوم عناصر حفتر على طرابلس لم يكن متوقعا وأنه تسبب في أزمة سيولة بالبلاد.

مضيفا الكبير لوكالة “رويترز” أنه كان هناك بصيص من الأمل في نهاية شهر مارس الماضي لكن القتال جنوب طرابلس عرقل تسليم الأموال للبنوك خارج العاصمة وزيادة أزمة السيولة النقدية بالمصارف”.

وبالحديث عن القتل والدمار فلابد من ذكر فاتورة خسائر جنود حفتر التي تجاوزت 7 آلاف قتيل على اسوار طرابلس بحسب المسماري ليبقى السوال ألم يكتفي حفتر من بعثرة دماء جنوده وينحو للسلم أم أنه لا يهمه من يموت منهم؟

أُترك رد

كُتب بواسطة محمد الغرياني

Exit mobile version