أعلن الناطق باسم حفتر “أحمد المسماري” ترحيبه بالمبادرة التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفقة نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن وقف إطلاق النار والعمليات القتالية على تخوم العاصمة طرابلس.
المسماري في بيان مقتضبّ أكد ما تم تداوله منذ بدء المعارك جنوب طرابلس وهو صعوبة الحسم العسكري في ليبيا، ما دفع حفتر ومن يعول عليه للقبول بالمبادرة.
موافقة الداعم الأقوى
عُرفت روسيا منذ إعلان حفتر انقلابه على الشرعية، على أنها من أكبر وأقوى الدول الداعمة له، واستقبلته في العديد من المرات بصفة “قائد للجيش” ومدته بالأموال والأسلحة والمستشارين، وبالمرتزقة في أحيان أخرى ولو بشكل غير رسمي.
تغيّر الموقف الروسي من انقلاب حفتر، وإعلان يوم الـ 12 من يناير الجاري موعداً لوقف إطلاق النار؛ جاء بعد لقاء ضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتن في العاصمة التركية أنقرة.
بعد إعلان المبادرة وجد حفتر نفسه في موقف حرج لا سيما وأن أحد أطراف المبادرة هو الدب الروسي الداعم الأول لحفتر والحصن الدبلوماسي الذي يحميه في المناسبات الدولية الأمر الذي يصعب عليه الرفض.
كلمات لحفظ ماء الوجه
خلال كلمته
التي لم تتجاوز الـ 3 دقائق، حاول المسماري طمأنة أنصار حفتر من خلال حديثه عن
استمرار الأعمال القتالية ضد من أسماهم “الإرهابيين”؛ إلا أن هذه المرة
ليسوا “الإرهابيين” في عيون حفتر وأنصاره بل من وضعوا وفقاً لمجلس الأمن
في هذه الخانة.
المسماري وللمرة الأولى ظهر وكأنه مخضرم في الأمور السياسية فأخذ يتحدث عن الدولة
المدنية وتوزيع الثروات بشكل عادل وضمان وجود قوة حكومية تفرض سيطرتها على كافة المدن
الليبية؛ بالإضافة لحديثه عن دمج التشكيلات المسلحة التي كانت توصف بحسب المسماري قُبيل
المبادرة بـ “التشكيلات الإجرامية الإرهابية”.
يحاول أنصار حفتر تخفيف وطأة الصدمة من خلال قولهم أن حفتر لم يقبل بالمبادرة وأن
هذا مجرد ترحيب؛ إلا أن المعطيات تقول عكس ذلك وإن رفض هؤلاء الأنصار فجُلهم يعلم
بأن الرفض يعني ضياع الدعم الروسي لا سيما وأن موسكو وأنقرة باتتا قوة اقتصادية في
شرق المتوسط، ولا يمكن لهذه الشراكة أن يعكر صفوها كائناً من كان.