في مواقف مغايرة لما كانت عليه في بداية عدوان حفتر على طرابلس ـ بدأت وزارة الخارجية تحركات ملموسة قد تؤتي أكلها في المستقبل القريب.
وهذه التحركات يرى مراقبون أنها جيدة لكنها لا تلبي الطموحات، مطالبين إياها ببذل المزيد من الجهود التي ترتقي لتضحيات الجيش الليبي في الميدان باعتبار أن الخارجية جسم سياسي خارجي إذا ما تحرك تحركت معه سياسة العالم لصالح الوفاق.
محاسبة حفتر
هذا التحرك الملموس بدأ عقب استهداف طيران حفتر منزل عائلة قشيرة الذي أسفر عن مقتل 3 من بناتها وإصابة أختهن وأمهن، وحينها صرح وزير الخارجية أن صمت المجتمع الدولي هو من جعل حفتر يتمادى في استهداف المدنيين، مطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم بحق المدنيين.
وعقب تصريحات سيالة، طالبت الخارجية بإيعاز من حكومة الوفاق مجلس الأمن بإدراج خليفة حفتر في قائمة العقوبات، وفق قرار مجلس الأمن 1970 المعني بحماية المدنيين.
مخاطبة الصين
وفي خطوة أخرى تُحسب لها، طالبت الخارجية في رسالة للقائم بأعمال السفارة الصينية لدى ليبيا بفتح تحقيق في الطائرات الصينية المسيرة التي باعتها للإمارات والتي تستخدم لقصف المدنيين في طرابلس.
ووعد الدبلوماسي الصيني بفتح تحقيق في استخدام هذه الطائرات في العدوان على العاصمة طرابلس.
رد على البحرين
وفي رد على تصريحات وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة، رفضت الخارجية الزج باسم ليبيا من أجل تصفيات حسابات بين دول ليست هي طرفا فيها، مؤكدة حق ليبيا الكامل في إقامة علاقاتها مع الدول وفق مصالح شعبها.
وزير الخارجية البحريني اتهم قطر بلعب دور في عرقلة الاستقرار في اليمن وليبيا وتونس والعراق والبلدان الخليجية، وقد عدّت الخارجية الليبية الزج باسم ليبيا في الصراع الخليجي أمرا مرفوضا.
وطالبت الوزارة دولة البحرين بدعم حكومة الوفاق، وممارسة ضغوط على الدول التي تتدخل سلبيا لدعم العدوان على العاصمة طرابلس، مجددة تأكيدها أن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هو الذي تتعامل به مع كل دول العالم.
وأكدت الخارجية عمق العلاقات مع دولة قطر، وتطويرها وفق مبدأ التعاون والمصالح المتبادلة بين الدولتين وكل الدول الداعمة لوقف العدوان على طرابلس.
فهل تستمر تحركات الخارجية وتقوى لهجتها أم أنها مرهونة بتحركات الأبطال في الساحات والمحاور؟ أم أن الخارجية تنتظر المواقف الدولية وترد عليها دون تحرك جدي وقوي يساند الأبطال في المحاور؟
