قال تقرير لصحيفة “ديلي صباح” التركية، إن غياب طرف سياسي شرعي في ليبيا حاليا يعد أهم مشكلة، حيث برزت ليبيا مؤخرا كمصدر للتوتر المحلي والإقليمي، رغم تجاهلها تقريبا في خضم أزمات المنطقة الكبرى.
وأضاف التقرير أن الاشتباكات في طرابلس في مايو الماضي، والتوترات المستمرة في العاصمة “بين القوات العسكرية الموالية لحكومة طرابلس ومجموعات أخرى، جاء في حين أن قضية السلطة الشرعية في البلاد قائمة”.
عملية بتنسيق تركي
ويشرح تقرير “صباح” كيف “يمكن لتركيا إطلاق عملية” لتسوية أزمة الشرعية والانقسام في ليبيا، على أن تستفيد من “دعم الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وربما بالتعاون مع مصر ودول أخرى في المنطقة”، لكنه يؤكد على وجوب “استبعاد جهات فاعلة مثل اليونان، التي تُعلي مصالحها على الاستقرار السياسي في ليبيا”، وتخلص الصحيفة إلى ضرورة ضمان الاستقرار ليس فقط في ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط، بل في المنطقة بأكملها “إذا تولت دول المنطقة مسؤولية العملية في ليبيا بالتنسيق مع تركيا” .
مصالح وتصالح مع الشرق
وعاد تقرير “صباح” للتقارب الجديد بين تركيا وحفتر وبقية الأطراف الفاعلة في الشرق الليبي، وقال إنه “رغم افتقارها للشرعية، فقد حافظت جهات فاعلة عديدة، بما فيها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على حوارها مع حفتر”، مضيفا أن تركيا لا تتخلف عن الركب في اختيار الممثلين الذين سيعملون كمحاورين دبلوماسيين لحفتر، على الرغم من أنها تبدو وكأنها وضعت مشاكلها معه جانبا، “ولتجنب المخاطرة بمكاسبها ومنع البلاد من الانزلاق إلى مزيد من الفوضى، اتخذت تركيا هذه الخطوات تجاه شرق ليبيا، المرتبط ارتباطا مباشرا بقضية شرق المتوسط”.
ولهذا، بحسب “صباح” التركية، فمن البديهي أن على الأطراف الفاعلة في المنطقة الشرقية من ليبيا التعاون مع تركيا بما يتماشى مع الواقع الإقليمي الراهن، وحثت على موافقة مجلس النواب على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا.
ظروف دولية مواتية
وأبرز التقرير كيف أصبحت الظروف الدولية مواتية لتفعيل الدور التركي حيث “كثفت تركيا تعاونها مع الولايات المتحدة استجابة لرغباتها” عقب انتخاب ترامب لولاية ثانية، كما أن “المخاوف الأمنية للدول الأوروبية في أعقاب الصراع الروسي الأوكراني جعلت من تركيا حليفًا محتملًا بالغ الأهمية لها” ، وفي هذا السياق، تكتسب قدرة تركيا على تحقيق الاستقرار في ليبيا “أهمية كبيرة في ضوء الحقائق التاريخية والمعاصرة، فروسيا، التي كانت واحدة من القوى المهمة النشطة في ليبيا حتى اليوم، فقدت قوتها بسبب الجبهة الأوكرانية، كما وصلت سياساتها الإقليمية إلى طريق مسدود مع الإطاحة بنظام الأسد الذي دعمته في سوريا” .
* توحيد الجيش أولوية
وترى الصحيفة إمكانية تشكيل “حكومة معترف بها من الجميع، خالية من أيّ مشاكل شرعيةٍ، إذا ما استكملت تركيا العلاقةَ الشاملةَ التي أقامتها مع كل من شطري البلاد الغربي والشرقي في العمليةِ الأخيرةِ بدستور شامل، وإذا ما منعت أنقرة أطرافا ثالثة من تخريبِ العملية” .
وبحسب التقرير التركي فسيكون توحيد القوات المسلحة الخطوة الأولى والأهم في هذا الاتجاه، في عملية انتقالية من هذا النوع، تُدرك جميع الأطراف الدور المهم الذي يُمكن أن تلعبه جهة فاعلة مثل تركيا في بناء علاقة متساوية مع جميع الأطراف في ليبيا “على عكس دول انتهازية كاليونان” .