in

دماؤنا معصومة وطرابلس لن تكون حفرةً للدم

الحمد لله أولا وآخرًا.. والآن وبعد أن هدأ غُبار الفتنة التي أشعلتها “العائلة”، أريد أن أذكر بعض الأمور حسب وجهة نظري وقناعتي بأفضلية فتحي باشاغا عن عبدالحميد الدبيبة؛ لأنني أعرفهما الاثنين، ولست في مقام المفاضلة بينهما، لأنّ من قلة المروءة المقارنة بين السيف والعصا، كما أنني لست مهتما إن لم يقتنع البعض بماأطرحه، فلكل منا أفكاره وقناعاته مع احترامي للجميع، أما فزاعة حفتر فإنني أشفق على من يرددها؛ لأنه لو يعلم مدى التنسيق الذي كان بين الدبيبة وحفتر لجلَد نفسهعقابا على سذاجته وغبائه، على أية حال، الحمد لله على نعمة الفهم، أما النقاط فهي كالآتي:

🔹 إن رئيس الحكومة السيد باشاغا لم يأتِ خلسة كما يسوق تيار التأزيم ونشطاء المربوعة، وإنما دخل لطرابلس بطريقة سلمية بسيارات مدنية دون أدنى مظاهرمسلحة، رغم قدرته على ذلك.

🔹 إن رئيس الحكومة السيد باشاغا دخل العاصمة بأهلها (خش البلاد بهلها) واستقبلوه بالود والترحاب، وهذا ليس غريبا على أهل طرابلس الكرام، وليس كما يفعلالدبيبة الذي يحتمي بكل من هب ودب ممن رضوا بقبض الثمن دراهم معدودة.

🔹 إن السيد باشاغا وعد وأوفى بوعده بخصوص حرمة الدماء ورفض الاقتتال، وأكد في كلامه أنه لم يأتِ مقاتلا أو متعديا على أحد، وليس كما يروج إعلام الدبيبة بأنباشاغا مسعر حرب، فأحداث الأمس أوضحت من هو مسعر الحرب.

🔹 حجم التسلح والإفراط في استخدام الذخيرة والتحشيد الذي رعته حكومة العائلة هو أكبر دليل علي نيتهم إثارة الفتنة، واستهتارهم بالدماء وأرواح الناس، حتى وإنخرج في مسرحية مفضوحة لتعويض من أتلفت سيارتهم، خاصة أنه لا يدفع من جيبه.

🔹 إن الشاب الذي قُتِل على يد الجماعات المسلحة التابعة لحكومة العائلة هو من أبرز مقاتلي البركان، ومصراتة تعرفه وله أخ شهيد ولا يستطيع أحد المزايدة عليه، ولكنذنبه الوحيد أنه اختار الوقوف مع مشروع التوافق ورفض استمرار حكم العائلة، فدفع حياته ثمنًا لهذا الموقف ودفاعا عن نفسه أمام رفاقه الذين أعمت الفتنة بصرهموبصيرتهم .

🔹 إن دم ابن الاشهب في رقبة كل من:

🔻الدبيبة: لأنه من أعطى الأوامر للمجموعات المسلحة باستخدام القوة المفرطة في مواجهة الإخوة بعضهم أمام بعض.

🔻المفتي: لأنه هو من أفتى عندما طلب منه بعض أفراد الجماعات المسلحة، وصرح لهم بجواز المواجهة وبارك غزوتهم وحرّض بعضهم على بعض، ليعود بنا لحدثمشابه قبل 6 سنوات حين أفتى بذات الحكم، وقبل أيام جددها وقال لهم: “ليس كل الدماء معصومة”.

أخيرا.. سجال السياسة لن ينتهي، وعلى رئيس الحكومة السيد باشاغا ترتيب نفسه وشؤونه من جديد، ليكون مع أهله وأبناء شعبه، ولا يغلّب حسن الظن مع مثل هؤلاءالطامعين.

أما ما نتج عن أحداث الأمس فبمرارة أقول، إن القاتل والمقتول ليبيون، وربما كانا رفيقين يوما ما في جبهات القتال ولكن.. {لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُالْأُمُورُ} وللأسف هذا حال بلادنا عندما يبتلينا الله بعائلة تحكم البلاد، وآخر ما يهمها دماء وأرواح الليبيين.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

باشاغا:غادرنا طرابلس تغليبا للمصلحة الوطنية، ولم نرض بمجاراة الخارجين عن القانون وتعريض المدنيين للخطر

“ويليامز”: لا يمكن حل النزاع بالعنف والخيارات العسكرية ولكن بالحوار والتفاوض