تنتهى غدا الإثنين، ولاية البعثة الأممية في ليبيا، في ظل استمرار الخلاف والجدل بين روسيا والولايات المتحدة حول تعيين ماهية المبعوث الجديد الجدل القائم منذ استقالة المبعوث السابق غسان سلامة وخلافة “ويليامز” له قبل أن يأتي السلوفاكي “يان كوبيش” خلفا للأمريكية التي قادت جهود تشكيل السلطة التنفيذية في فبراير الماضي في مدينة جنيف السويسرية هذا الخلاف ظاهره حول تمديد ولاية البعثة الأممية في ليبيا، لكن حقيقته هو خلاف حول الجهة الذي ستقود العملية السياسية في ليبيا وهل ستستمر من اختصاص مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الذي استحدثه غوتيرش من خلال تعيينه للأمريكية “ستيفاني وليامز” في بداية ديسمبر، أم تعود مهمة قيادة العملية السياسية مجددا إلى شاغل منصب المبعوث الأممي كما تريد روسيا وتطالب لأجل ذلك بتسمية مبعوث جديد بديلا لـ”كوبيش” الذي استقال بشكل مفاجئ نهاية نوفمبر، وبقي منصبه شاغرا يشغله بالإنابة منذ نحو شهرين منسق البعثة الزمبابوي “رايزدون زينينغا”.
استحداث منصب المستشار هرباً من الفيتو
بعد الرفض الروسي المتكرر للأسماء المقترحة لشغل منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا واستخدامها لحق الفيتو؛ استحدث الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” منصب المستشار الأممي َللأمين العام حول الشأن اللييي والذي لا يطاله “الفيتو” الفيتو الروسي طال فيما سبق البريطاني “نيكولاس كاي”، والأمريكي “ريتشارد ويلكوكس”، بالإضافة إلى أن عديد المراقبين رأوا أن تعيين “غوتيريش” المبعوثة الأممية بالإنابة -السابقة- “ستيفاني ويليامز” استفزازاً أمريكيا لروسيا، غير أنه يدخل ضمن صلاحيات “غوتيرش” ولا يتطلب موافقة رسمية من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر خلافاً لمنصب المبعوث “سيتفاني”.
عقدت “ستيفاني” فور وصولها إلى ليبيا عديد اللقاءات مع القادة الليبيين، والمترشّحين الرئاسيين والبرلمانيين، بالإضافة إلى رؤساء بعض الأحزاب وسفراء بعض الدول، حيث أكّدت “ستيفاني” في لقاءاتها المتكررة على ضرورة العمل بخارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي تونس – جنيف؛ للوصول إلى انتخابات رئاسية برلمانية؛ للخروج بالبلاد من المراحل الانتقالية المتعاقبة.
صراع روسي غربي
روسيا دعت إلى تعيين مبعوث إلى ليبيا دون تأخير تمديد مهمة البعثة حتى 30 أبريل، وتكليفه بدور الوسيط في إدارة العملية السياسي في ليبيا، لكن المملكة المتحدة والولايات المتحدة رفضتا، لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة جدد التأكيد على دعم “غوتيريش” الكامل لـ”وليامز”.
واعتبرت روسيا أن بقاء البعثة في ليبيا دون مبعوث يعتبر فراغاً يشوب البعثة، مطالبةً الأمين العام بالبت في إجراء تعيين مبعوث في أقرب وقت، وآخر هذه المطالبات كان في جلسة مجلس الأمن لتقديم الإحاطة حول ليبيا.
وعرقلت روسيا التمديد للبعثة للأممية خلال نهاية ولايتها السنوية السابقة في شهر سبتمبر الماضي، ما دفع مجلس الأمن لأول مرة إلى التمديد لها لفترة قصيرة تنتهي الإثنين 31 يناير دعم أممي لـ “ويليامز”.
حرص “غوتيريش” على سحب العملية السياسية من البعثة الأممية، وقال إن المستشار الخاص هو من سيقود الجهود والوساطة مع الليبيين والفاعلين الإقليميين والدوليين لمتابعة تنفيذ مسارات الحوار الليبي الثلاثة -السياسية والأمنية والاقتصادية- ودعم إجراء الانتخابات المتحدث باسم الأمم المتحدة جدد مؤخراً التأكيد على دعم “غوتيريش” الكامل لـ”وليامز” لما لها من دور كبير في جمع الأطراف الليبية في ملتقى الحوار السياسي، واتخاذ خطوات ملموسة، من وقفٍ لإطلاق النار والعمل على الانتخابات، الأمر الذي لم يُنجزه أي مبعوث أممي سابق.
وهذا ما أكده السفير الأمريكي لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند” حول دعمه لجهود “ويليامز” في الملف الليبي.
تفاؤل بالتمديد
رئيسة مجلس الأمن الدولي سفيرة النرويج منى يول أبدت تفاؤلاً كبيراً، حول جهود البعثة الأممية لدى ليبيا، مرجّحة اعتماد المجلس قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم في ليبيا التي تنتهي غدا الاثنين، بالتزامن مع وصول المفاوضات الروسية الأمريكية في هذا الشأن إلى نفق مسدود.