Menu
in

تحركات أمريكية متواصلة لنزع فتيل الحرب في سرت والجفرة هل تنجح في وأد التصعيد العسكري فيهما؟

تحركات أمريكية حثيثة شهدتها الأسابيع الأخيرة للتوصل لإيقاف إطلاق نار دائم في كل مدينتي سرت والجفرة.

وكثفت الإدارة الامريكية اتصالاتها مع كافة الفرقاء الليبيين، كان آخرها بين السفير الأمريكي لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند” ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا؛ لدفع العملية السياسية، وإيجاد حل لنزع السلاح في كل من سرت والجفرة اللتين تحتلهما مرتزقة الفاغنر الروس، واستئناف تصدير النفط.

في المقابل، لا تزال التعزيزات العسكرية لمرتزقة “فاغنر” تصل تباعا إلى منطقة الهلال النفطي وسرت والجفرة.

مصادر صحفية نشرت صورا ومقاطع مصورة لتشييد تحصينات وخنادق في طريق سرت والجفرة وجارف، وتركيب منظومات دفاع جوية روسية جديدة من نوع “إس 300” في منطقة رأس لانوف مع وصول تعزيزات عسكرية هجومية، وفق آخر تقرير للأفريكوم بالخصوص.

الوهن والتردد

وفي هذا الصدد، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد غميم، أن الأمريكان ما زالوا يتعاملون مع القضية الليبية بشيء من التردد لأسباب كثيرة، على رأسها طبيعة إدارة ترامب التي تصطف مع منظومات الحكم الاستبدادية كالتي في الإمارات ومصر والسعودية، وهي أساس المشكلة في ليبيا.

وأضاف غميم، في تصريح للرائد، أن أمريكا أفلحت في الاستفادة من وجود تركيا في ليبيا والعمل بالتنسيق معها بسبب ما يتمتع به الأتراك من علاقات قوية مع الروس، خصوصا أن العالم متجه نحو صراعات سياسية بالمواقف الدبلوماسية لا المواجهات العسكرية، وفق تعبيره.

وذكّر غميم بما نشرته الصحافة الأمريكية عن سعي لجنة السياسات الخارجية بالكونغرس الأمريكي لإصدار قانون يفرض عقوبات على المعرقلين للحل في ليبيا، ويضاف إلى ذلك القضايا الجنائية المرفوعة أمام القضاء الأمريكي على حفتر بصفته مواطنا أمريكيا، كل ذلك سيساعد في إضعاف حفتر وإفشال الرهان عليه.

وتوقّع غميم أن ينشط البيت الأبيض في مساعيه وتواصلاته مع الحليف التركي لدعم موقفه الانتخابي أولا ثم للمحافظة على مصالح شركات النفط الأمريكية التي لن تكون لها الأولوية إذا ما استقر الروس في ليبيا.

مساعٍ ناجحة

ومن جانبه، رأى الكاتب الصحفي عبد الله الكبير، أن مساعي أمريكا لا تبدو ناجحة حتى الآن، ولكن لا يُتوقع أن تركز السياسة الأمريكية، والانتخاباتُ على الأبواب، على ما هو أبعد من تجميد الوضع في ليبيا.

وتوقع الكبير، في تصريح للرائد، استمرار الولايات المتحدة في نهجها الحالي دون تغيير جوهري، مشيرا إلى أن نَصْبَ المرتزقة الروس لمنظومات دفاع جوي متطورة لن يكون له تأثير كبير؛ لأن تدميرها متاح للقدرات العسكرية الأمريكية إذا تطورت الأمور إلى مواجهة عسكرية محدودة، وفق قوله.

غياب الآلية الواضحة

الكاتب والمحلل علي أبوزيد رأى صعوبة نجاح المساعي الأمريكية مع غياب الآلية الواضحة لجعل سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح وخطا لوقف إطلاق النار.

واعتقد أبوزيد، في تصريح للرائد، أن الأتراك لديهم خبرة جيدة مع الروس من خلال تجربتهم في سوريا عبر الخطة التي عرفت بمناطق خفض التصعيد، ولكن هذا يحتاج لوقت لا تملكه إدارة ترمب التي تريد تحقيق نجاح في السياسة الخارجية قبل نوفمبر القادم، وفق قوله .

ويعتقد أبوزيد أن التصعيد العسكري ربما يكون بعيدا حاليا في ظل التحشيد الكبير، ولكن ستبقى التسوية بطيئة بسبب الانقسام الدولي وتضارب المصالح وهشاشة الفواعل السياسية المحلية وعجزها.

فهل نرى خارطة طريق واضحة لإيقاف التصعيد العسكري في المنطقة الوسطى قبيل إجراء الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل أم أن الأطراف الداعمة لحفتر ستستغل هذه المدة لتمرير أجندتها وسط انشغال الإدارة الأمريكية بخوض الانتخابات الرئاسية؟

أُترك رد

كُتب بواسطة ليلى أحمد

Exit mobile version