مع انتهاء عصور العبودية وسقوط القذافي في ليبيا، إلا أن المنطقة الشرقية لا تزال تقبع تحت سلطة حفتر العسكرية التي يمنع فيها إبداء أي رأي مخالف أو انتقاد.
آخر ضحايا الرأي في معسكر حفتر كان الناشط السياسي والمدوّن خالد السكران الذي غُيّب قسرًا لإبدائه رأيًا رأت ترسانة حفتر القمعية أنه مناهض لسياستها فاقتادته إلى مكان غير معلوم؛ تكملةً لمسلسل القمع والإخفاء الذي طال النائبة “سهام سرقيوة”، والمدون “منير زغبية” الذي اعتُقل ثم أفرج عنه لانتقاده لجنة مكافحة كورونا.
اعتقال مجموعة مسلحة للسكران تعسفيًّا ولّد ردود فعل وإدانات محلية ودولية، خاصة أن ذلك حدث دون أي إجراء قانوني ولم يعلن عن مكانه منذ أسبوع.
البعثة منزعجة
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أعربت عن انزعاجها من استمرار احتجاز خالد السكران في بنغازي منذ أسبوع بسبب نشاطه السلمي.
وأكدت البعثة، في بيان لها، أنه يحق للسكران بموجب القانون الدولي الحرية والأمن الشخصي، وإخطاره على الفور بأي تهم ضده، وأن يمثل أمام القضاء، وإذا لم يتحقق ذلك فيجب الإفراج عنه فورًا.
الاتحاد الأوروبي يدين
رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا “آلن بوجيا” عبرّ عن قلقه لاعتقال الناشط خالد السكران واحتجازه تعسفيّا في بنغازي.
ودعا “بوجيا” السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات قضائية فورية بحقه أو الإفراج عنه حالًا، مؤكدا متابعته باستمرار لجميع حالات الانتهاكات بحق النشطاء وأعضاء المجتمع المدني في ليبيا.
انتهاك صارخ
“المنظمة الليبية للإعلام المستقل” نددت باعتقال السكران على يد الاستخبارات العسكرية في مدينة بنغازي، وعدّته إخفاء قسريا.
المنظمة أكدت، في بيان لها، أن اعتقال السكران يمثل انتهاكا صارخا للقوانين المحلية والمواثيق الدولية، بعد قبض جهات عسكرية تابعة لحفتر عليه من أمام بيته في مدينة بنغازي وإيداعه في مقر الاستخبارات العسكرية في شارع جمال عبد الناصر وسط المدينة.
ولا تزال حوادث اللجم في معسكر حفتر مستمرة دون أي محاسبة، ولعل حادثة إخفاء النائبة سهام سرقيوة منذ يوليو الماضي قسريًّا بعد رفضها للعدوان على طرابلس ـ خيرُ دليل على ذلك.