عام ونيف مضى على بدء العدوان على طرابلس، استجلب فيه المعتدي كل ما يملك وما أمدته به قوى الشر والطغيان من أسلحة ومرتزقة روس وجنجويد ومعدات من أجل السيطرة على طرابلس وإعادة البلاد إلى الحكم العسكري.
لكن قوات الجيش الليبي أثبتت جدراتها وجاهزيتها أمام كل هذه التحديات طوال هذه المدة، واستطاعت في النهاية كبح جماح القوى الباغية وردها على أعقابها، وفي مقدمتها مرتزقة الفاغنر الروس، وتدمير فخرهم العسكري “بانتسير”.
تقدمات كبيرة
قوات الجيش استطاعت تحقيق إنجازت عسكرية كبيرة ومتسارعة على مليشيات حفتر، فقد أحرزت تقدمات عسكرية في محاور جنوب العاصمة، وسيطرت على معسكرات ومناطق مهمة كمعسكرات حمزة والتكبالي واليرموك والصواريخ هذا اليوم.
كما أحكمت قوات الجيش في 18 مايو سيطرتها على قاعدة الوطية غربي البلاد التي كانت منطلقا للهجمات على طرابلس، ودمرت أكثر من 8 منظومات دفاع جوي روسية الصنع من نوع “بانتسير” باهظة الثمن، إلى جانب تحرير عدد من المدن، أبرزها مدن الساحل الغربي إلى الحدود التونسية، وإطباق الخناق على ترهونة ومحاصرتها تمهيدا لتحريرها.
الوجود الروسي
قوات الجيش عثرت أمس على جثة لمرتزق من شركة “فاغنر” قُتل أثناء الاشتباكات جنوب العاصمة، وبحوزته أورق ومستندات تثبت هويته؛ لتثبت بما لا يدع مجالا للشك الوجود الروسي على الأرض.
ومن جانب آخر، فقد أكد سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند”، وجود نحو 2000 من مرتزقة شركة فاغنر الروسية مع معدات عسكرية، بينما كشف تقرير سري للأمم المتحدة نشر شركة فاغنر الروسية 1200 مرتزق، بينهم قناصة، بحسب رويترز.
وأفاد موقع “ذا هيل” الإخباري الأمريكي نقلا عن الباحثة “آنا بورشيفسكايا “من معهد واشنطن، أن مجموعة فاغنر الروسية استخدمت غاز الأعصاب ضد قوات الجيش.
وكان وزير الداخلية فتحي باشاغا أكد، في مؤتمر صحفي في أبريل الماضي، استخدام مرتزقة “فاغنر” غاز الأعصاب في محور صلاح الدين ضد مقاتلي الجيش الليبي، وأضاف أنهم يدعمون بشراسة عدوان حفتر على طرابلس.
الفتح المبين
الجنرال المأزوم حفتر فشل خلال حربه الشرسة لأكثر من عام في السيطرة على طرابلس رغم استخدامه عديد الأسلحة واستجلابه المرتزقة من جنسيات شتى، فقد كبحت قوات الجيش جماحه وردّته خائبا على أعقابه.
وقد استجلب حفتر مع “الفاغنر” مرتزقة الجنجاويد والمعارضة التشادية والسودانية، مع بعض الوحدات من الجيش المصري والفرنسي كالخبراء والمدربين.
وأفاد تقرير للأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، في يناير، أن طائرات حفتر شنت 1020 غارة منذ بدء عدوانه على طرابلس، 850 غارة نفذت بطائرة مسيرة، و170 غارة بطائرات مقاتلة، بينها 60 غارة جوية بطائرات أجنبية.