يستمر حفتر في عدوانه وقصفه المدنيين في طرابلس، وبعد هجوم مليشياته على منطقه أبوقرين الذي تكبدت فيه ميليشات حفتر قرابة 120 قتيلا بعد مواجهة باسلة مع قوات الجيش الليبي ـ تزايدت وتيرة الضغط الأمريكي على حفتر لوقف عدوانه، خاصة مع تسرب جائحة كورونا التي تفشت في العالم إلى البلاد، فقد سجلت ليبيا حالتين جديدتين ليصل المجموع إلى ثلاثة حتى الآن.
وتيرة الرفض الأمريكي ازدادت وتسارعت منذ دخول الروس على خط الاشتباكات، وهو ما تراه أمريكا تهديدا مباشرا لمصالحها في المنطقة.
تعليق الهجوم
طالب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا “رتشارد نورلاند” خليفة حفتر بتعليق هجومه على العاصمة طرابلس؛ للسماح للسلطات بمواجهة تفشي فيروس كورونا، وهذا ما قد يسمح للجانبين بالعودة إلى مسودة وقف إطلاق النار.
وأضاف “نورلاند”، في رسالة وجهها إلى القيادة السياسية والعسكرية في ليبيا والشعب الليبي، أن المرض والموت سينتشر بين صفوف الجنود والمدنيين على حد سواء، ولضمان نجاة ليبيا منه دون خسائر كارثية يتطلب قيادة شجاعة وعملا فرديا.
وقف التصعيد
الخارجية الأمريكية قالت، في بيان لها في 21 مارس الجاري، إنه آن الأوان لجميع الجهات الفاعلة، ومن ضمنها خليفة حفتر، تعليق العمليات العسكرية، ورفض التدخل الأجنبي، وتمكين السلطات الصحية من عملها للوقاية من وباء كورونا.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تعارض باستمرار التصعيد العسكري والنقل المستمر للمعدات والأفراد العسكريين الأجانب إلى ليبيا.
ونشر موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس الأمريكي، أن جائحة كورونا سبب إضافي لوضع خليفة حفتر في القائمة السوداء؛ وذلك لعدم اكثراثه بالمناشدات العالمية، ولا بصحة الشعب الليبي، ومواصلته محاولة احتلال طرابلس.
َوتابع الموقع، في تقرير نشره الجمعة، أن تصرفات حفتر ستعمق الفوضى فقط، ومن غير المتوقع أن يحقق أي هدف حتى مع الدعم القوي من الممولين الرئيسيين له، إلا أنه فشل في تحقيق جدول زمني لأهدافه، وفشل المرتزقة من السودان ومصر وتشاد وروسيا من دخول طرابلس.
تهديد للسلام
القائم بأعمال السفارة الأمريكية “جوشوا هاريس” أكد، أثناء لقائه وزير الداخلية فتحي باشاغا ومستشار السراج تاج الدين الرزاقي في الثاني من مارس الجاري، أنّ أمريكا ستعمل مع باشاغا لفرض عقوبات على الأفراد الذين يهدّدون السلام والأمن والاستقرار في ليبيا.
وأضاف “هاريس” أن الولايات المتحدة تدعم جميع الجهود الليبية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، والاجتماع في حوار سلمي.
التدخل الأجنبي
الولايات المتحدة اتهمت روسيا، في 15 نوفمبر الماضي، بشكل مباشر بمحاولة استغلال الصراع ضد إرادة الشعب الليبي من خلال مشاركة مرتزقة شركة “فاغنر” الروسية في القتال مع حفتر جنوبي طرابلس.
وبشكل سريع، تحركت واشنطن، نحو أحد أبرز داعمي حفتر الإمارات في 22 من نوفمبر، وكذلك التقى وفد أمريكي حفتر في 24 نوفمبر؛ لإبلاغهم عدم رضا أمريكا عن التدخل الروسي في الصراع، وجاءت هذه اللقاءات بعد 3 أيام من إسقاط قوات حفتر طائرة أمريكية مسيرة في منطقة طرابلس.
ويرى متابعون أن خليفة حفتر لايستطيع تجاهل الرفض الأمريكي لاستمرار القتال إلى آخر لحظة، بل هو يستخدم سياسة المماطلة والتمويه لكل المطالبات الأمريكة آملا أن يُحقق أي تقدم يذكر، بعد فشله المستمر في ذلك منذ أبريل الماضي.