في كل مجزرة يرتكبها حفتر والطائرات الداعمة له يخرج علينا المسماري لينفي ارتكابهم لها بل ويوجه أصابع الاتهام إلى قوات الجيش الليبي بالوقوف وراءها؛ لكسب تعاطف أهالي طرابلس ـ لكن الحقائق والصور والتصريحات دائما ما أسكتت المسماري وفندت روايته التي ينسجها من وحي خياله إرضاءً لسيده حفتر.
كان آخر روايات المسماري ما يخص مجزرة الكلية العسكرية التي ارتكبها الطيران الداعم لحفتر وراح ضحيتها 30 مستجدا من طلبة الكلية.
فقد خرج المسماري متخبطا ليخاطب مجموعة من الصحفيين الموالين لمعسكره ويقول إن الطلبة قتلوا نتيجة سقوط قذيفة هاون أطلقتها قوات الجيش التابع لحكومة الوفاق، متحدّيًا الجيش أن يخرج المقاطع التي صورتها الكاميرات الموجودة بالكلية.
الولايات المتحدة: حفتر المسؤول
مزاعم المسماري سرعان ما فُندت عندما أخرجت سفارة الولايات المتحدة الامريكية لدى ليبيا بيانًا حمّلت فيه حفتر وعناصره مسؤولية قصف الكلية العسكرية في منطقة الهضبة، مُدينةً بشدة هذا التصعيد العسكري الذي شهدته طرابلس في الآونة الأخيرة.
السفارة استمرت في سرد الاعتداءات وأدانت أيضاً الهجمات التي وقعت في الأيام الأخيرة على مطار معيتيقة بطرابلس، والقصف العشوائي الذي استهدف البنية التحتية المدنية والأحياء السكنية في طرابلس وأسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين.
دول داعمة لحفتر هي المسؤولة
وتأكيدا لبيان السفارة الأمريكية في ليبيا، أفصح المبعوث الأممي غسان سلامة، عن أن الهجوم على الكلية العسكرية، وهو أحدث تصعيد للقصف الجوي، وربما نفذته “دولة تدعم حفتر”.
وطالب سلامة، الدول المتدخلة في ليبيا برفع أيديها وإيقاف إرسال المرتزقة الذين يصلون بالمئات إلى ليبيا، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة مصممة على إيجاد طريق للخروج من الأزمة الحالية في ليبيا.
كاميرات المراقبة وشهود عيان
وأظهرت كاميرات المراقبة بالكلية العسكرية تعرض الطلبة لقصف جوي عبر طائرة مسيرة أثناء التمام الليلي لفصيل من الطلبة.
وسرد طلبة ناجون من المجزرة تفاصيل القصف، مؤكدين أن طائرة مسيرة هي من شنت غارة جوية على زملائهم في وسط ساحة الكلية العسكرية بالهضبة.
لكن ما يثير الاستغراب هو صمت المجتمع الدولي وعدم إدانته لحفتر والدول الداعمة له لما ترتكبه من جرائم حرب بحق المدنيين في طرابلس وغيرها من المدن.