Menu
in ,

مدينة لبدة الأثرية بعد 3 أعوام على إدراجها على “قائمة الخطر” للتراث العالمي.

المُتجوّل في دروب ومسالك مدينة لبدة الأثرية في مدينة الخمس شرق طرابلس، إحدى حواضر الإمبراطورية الرومانية، سيجد أنها لا تزال بخير رغم مرور أزيد من ثلاثة أعوام على إدراجها مع 4 مدن أثرية ليبية أخرى في قائمة الخطر من قبل لجنة التراث العالمي.

متنفس

رغم افتقار المدينة التي أسسها بحارة فينيقيون في القرن السادس قبل الميلاد، لأعداد الزوّار الذين كانت تستقبلهم قبل سنوات، إلا أنها تشهد توافد عمال أجانب ومنظمات أجنبية تعمل في ليبيا، وعائلات ليبية تراها فيها متنفَّسًا لها.

الزائر “محمود حسّان” سوري الجنسية قال للرائد: “حدثني أصدقاء ليبيون عن آثار لبدة، فما كان لي إلا أن أتفرغ لزيارتها”، مُطالباً السلطات بزيادة الاهتمام بها.

ويُعدّ “حسّان” واحدًا من عشرات الزوّار الذين يزورون المدينة خلال العطلات الرسمية باعتبارها وجهة سياحية ومتنفسًا له وللكثيرين أمثاله، وفق قوله.

لا تزال بخير

يقول “عز الدين الفقيه” مراقب آثار لبدة، إن المدينة لا تزال بخير، مؤكداً أنها لم تشهد أية أعمال نهب أو سرقة، وأن ما يهددها فقط هو عوامل التعرية والتغيرات الجوية.

وبحسب محدثنا فقد شهدت الآثار أعمال ترميم شملت مسالكها والسوق الفينيقي بها، والبازيليكا – أحد المباني الهامة في حياة سكان المدن الرومانية- مضيفاً أن الترميم خطوة لا مفر منها؛ لحماية الآثار من أي انهيار يهددها.

يتابع بأسف أن الحكومة لم تقدم لهم أي دعم، وأن مواد الترميم توفرها لهم جامعة روما تري الإيطالية، فيما يقوم بالترميم نفسه خبراء ليبيون، وفق قوله.

خطر مبالغ فيه

رئيس مصلحة الآثار الليبية “محمد الشكشوكي” أكد أن وضع آثار لبدة يعدّ جيّداً من جميع النواحي، مقارنة بالظروف التي تمر بها البلاد، مضيفاً أنها أيضاً أفضل من غيرها من المدن الأثرية الأخرى.

وأضاف للرائد أنهم على تواصل مع لجنة التراث العالمي، موضحاً أنهم أقنعوا اللجنة في اجتماع عقد بأذربيجان خلال يونيو الماضي، بأن حال المدن الخمسة المدرجة في القائمة ليست بذلك السوء لكي تُدرج ضمن قائمة الخطر.

وأعرب عن سروره لوجود دور واضح للأهالي في حماية المدينة الأثرية الشهيرة، علاوةً على أنها لم تشهد أي اعمال تجريف أو بناء عشوائي.

جهود بلا حدود

وتبذل المندوبية الليبية لدى اليونسكو جهوداً عدة لإزالة آثار لبدة من قائمة الخطر، بعد أن أدرجتها لجنة التراث العالمي في قرارها الصادر في يوليو 2016 على قائمة الخطر نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا.

خبير الآثار ومندوب ليبيا في اليونيسكو “حافظ الولدة” لم يخفِ أن هذه الخطوة في صالح ليبيا لكي تكون الآثار الليبية محل اهتمام اليونيسكو والدولة الليبية، مشدداً على ضرورة وأهمية الحفاظ عليها من أي انهيارات.

ويضيف للرائد أنه زار المدينة الأثرية خلال المدة الماضية ضمن لجنة حفظ التراث المشكلة بقرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

صون التراث

استجابة لورود 5 مواقع أثرية ليبية في قائمة الخطر، شكّل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني خلال العام 2017م لجنة لإدارة وتنفيذ استراتيجية حفظ وصون مواقع التراث العالمي الليبية الخمسة.

وفي حديث متلفز في فبراير الماضي، كان رئيس حكومة الوفاق “فائز السرّاج” قد طالب القائمين على قطاع الآثار بضرورة التكاتف وخلق وعي لدى المواطن بالأهمية البالغة لهذه المواقع الأثرية التي لا تقدر بثمن.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version