Menu
in

انكسار حفتر على أسوار طرابلس … يجعل حلفاءه يستغيثون للجلوس على طاولة الحوار

شهدت محاور الاشتباكات جنوب العاصمة طرابلس تغيرات ملحوظة في الآونة الأخيرة، بعد تمكن قوات الجيش الليبي من دحر عدوان حفتر الذي حاول السيطرة على طرابلس وتعزيز مواقعها ليتحول حفتر من الهجوم إلى الدفاع والتقهقر.

هذا التقهقر والانكماش الذي حدث لعناصر حفتر جعل الدول الداعمة له تبحث عن مخرج سياسي له في محاولة منها لإبقائه في المشهد إلا أن المجلس الرئاسي أعلن رفضه التفاوض مع حفتر، وأكد مواصلة الدفاع عن طرابلس حتى يتم إرجاع حفتر وقواته إلى معاقل انطلاقها بالرجمة في الشرق الليبي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي “إيمانويل ماكرون” اتفق على ضرورة السعي لإنهاء الصراع في ليبيا والعودة للحوار السياسي؛ لتخرج بعدها الرئاسة الفرنسية متحدثة عن سعيها للتوصل لحل يرضي جميع الأطراف.

الوزارة الخارجية المصرية لم تتمالك أنفاسها بعد أن طالت المدة التي وعدهم حفتر بها بالسيطرة على طرابلس في أيام أصبح شهورا؛ لتدعو إلى البدء بعملية تسوية شاملة في ليبيا، مطالبة الأمم المتحدة بانخراط أكبر مع برلمان طبرق الداعم لخليفة حفتر، دون الإشارة إلى حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا.

البحث عن مخرج سياسي لحفتر

من جانبه قال الكاتب الصحفي علي أبوزيد إن الدول الداعمة لحفتر تعلم جيداً أن حفتر فشل في الحسم العسكري، وأن استمرار المعركة ليس في صالحه، باعتباره هزم في حرب طرابلس وأن هذا لن يضعف موقفه في التفاوض فحسب، بل سيؤثر على شعبيته في المنطقة الشرقية وسيؤدي إلى تآكل حاضنته الشعبية.

وأوضح أبوزيد للرائد بأن هذه الدول تبحث الآن عن مخرج سياسي لحفتر يجعله موجوداً في المشهد السياسي، ويمكن القول إن المجلس الرئاسي والقوى السياسية المؤمنة بمدنية الدولة مطالبة بقطع الطريق أمام هذه المحاولات.

إدراك الداعمين ألا حل عسكري

أما الكاتب الصحفي فرج فركاش فأكد أنه بعد حديث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الهاتفي مع نظيره المصري وتصريحات ماكرون عن العودة لمفاوضات على أساس حوار أبوظبي وما تسرب من كلمة ستيفاني ويليامز بعد زيارتها الأخيرة لمصراتة مؤخرا يؤكد أن هناك تغيرا في الموقف الدولي بصفة عامة خاصة الداعمين، ولو من تحت الطاولة للعدوان على طرابلس وإدراكهم استحالة الحسم العسكري.

واعتبر فركاش في تصريح للرائد أن المعضلة ستكون في كيفية الوصول إلى مرحلة المفاوضات هل سيكون قبل أو بعد وقف إطلاق النار فهناك “صقور” في الطرفين يرفضون الجلوس، ولا زالوا يصرون على الحسم العسكري الذي نراه ويراه العالم مستحيلا مع توازن القوى الحالي والدعم المتوفر للطرفين.

لقناعتها باستحالة الحسم العسكري

الكاتب الصحفي عبدالله الكبير رأى أنه ليس بالضرورة مؤشرا على انهيار قواته إذ ما زال بوسعه الصمود بعض الوقت، ولكنه يعد علامة واضحة على قناعة هذه الدول باستحالة انتصاره عسكريا.

وأوعز الكبير في تصريحه للرائد إلى أن البحث عن حل سياسي هو الخيار الأفضل الذي ربما لن يكون متاحا مع استمرار تراجع حفتر العسكري وتنامي الحراك ضده في مناطق نفوذه بالإضافة إلى الحرج الذي تسببه انتهاكات قواته لحقوق الإنسان وكافة الاتفاقيات الدولية الخاصة بالحروب.

هذا التراجع العسكري لحفتر أظهر للعالم أنه ليس بالرجل القوي الذي يمكنه السيطرة على طرابلس وبين صلابة قوات الجيش التي أثبتت للعالم والدول الداعمة لحفتر أنها أقوى من حفتر عسكريا، ولن يقدر على تجاوزها والدخول للعاصمة.

أُترك رد

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

Exit mobile version