انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومسؤولون في الدولة الليبية اتفاق رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، في مدينة أبوظبي الإماراتية، على رفع حالة القوة القاهرة عن حقل الشرارة.
الغضب لم يكن بسبب الاتفاق ولكن بسبب مكان انعقاد هذه الجلسة، مواطن يسأل قائلًا: يبدو أن ليبيا خلت من “طاولة الحوار الصحيحة” حتى تُوفر لنا الإمارات في كل مرة طاولة جديدة بمباركة أبناء زايد، ويجيب آخر: إن لم توفرها الإمارات فجُلّ الدول تطرح مبادرات حوار بين الليبيين وجميعهم لديهم طاولة حوار إلا نحن.
إهانة ليبيا والمباركة الإماراتية على خلفية اجتماع السراج مع صنع الله في أبوظبي، عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر يقول “إن مثل هذه الأفعال هي إهانة لليبيا”.
الشاطر، في تغريدة له عبر حسابه بتويتر، وفي إشارة لتدخل الإمارات في الأزمة الليبية قال، إن الدعوة السابقة من الإمارات لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لإجراء انتخابات جديدة، من الممكن أن تجعله يدعو للانتخابات في الإمارات العربية كأقصر الطرق لضمان قبول نتائجها.
المسافة لا تتعدى “5 كيلومترات”
من جانبه، انتقد عضو مجلس النواب عبد السلام نصية، اجتماع رئيسي المجلس الرئاسي والمؤسسة الوطنية للنفط بالإمارات مع أن المسافة بين مقر رئاسة مجلس الوزراء ومبنى المؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس لا تتعدى “5 كيلومترات”.
وعلق نصية، على حسابه في تويتر الثلاثاء، بقوله “رغم قرب المسافة بينهما عجز رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ورئيس الوطنية للنفط مصطفى صنع الله عن اللقاء في أحد مقراتهم، واجتمعوا في أبوظبي؛ لمناقشة رفع القوة القاهرة عن حقل الشرارة”.
ضعف الإرادة والبحث عن الضمان الخارجي
من ناحيته، رأى الكاتب والمحلل السياسي علي أبو زيد، أن جلوس الليبيين للحوار في الخارج بدل الداخل يؤكد ضعف الإرادة السياسية لديهم في حل الأزمة، مؤكدًا أنهم لا يجلسون إلى بعضهم إلا بضغط دولي.
بوزيد، في تصريح خاص للرائد، أوضح أن مثل هذه الأمور تجعل المجال السياسي في ليبيا مفتوحًا أمام كل أنواع التدخلات، وقد يعدّ دلالة على إصرار الأطراف السياسية على إبقاء العملية السياسية هشّة وغير موثوقة، وهو ما يجعلهم يبحثون عن الضامن الخارجي لمخرجات أي لقاء يحدث بينهم.
أما الكاتب الصحفي إبراهيم عمر فأكد أن هذا اللقاء يثبت أن المسؤولين الليبيين تحركهم أيادٍ خارجية، ويحدث هذا نتيجة التدخلات الخارجية الواضحة والمعلنة من بعض الدول في الشأن الداخلي الليبي، وأنهم بدون ضغط خارجي لن يجتمعوا أبدا على حلحلة قضايا الوطن.
وأوضح عمر، في تصريح للرائد، “أن المسؤولين الليبيين لو كانوا أحرارا في قراراتهم ولا تحركهم المطامع والأطماع الخارجية لوجدوا فرصة للالتقاء داخل الوطن”.
وهذا الاتفاق الحاصل خارج حدود الوطن بين صنع الله والسراج لم يكن هو الأول من نوعه، فهل يكون الحل في الأزمات الليبية عبر طاولات الحوار الخارجية؟!