كثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن ضرورة تجاوز مجلس النواب الذي لم يسنّ التشريعات المطلوبة منه، ولم يضمّن الاتفاق السياسي في الإعلان الدستوري للمجلس.
سلامة يهدد
فقد أوضح المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أن مجلس النواب استنفد كل الطرق التقليدية للدفع بالعملية التشريعية إلى الأمام، وأنه، إلى الآن، لا تزال هذه الطرق مسدودة أو مصممة بحيث لا تفضي إلى أي نتيجة.
وأكد سلامة، في إحاطته أمام مجلس الأمن، في 8 من سبتمبر المنصرم، أنه إذا لم يشرّع النواب قانون الاستفتاء على الدستور قريبًا، فإنهم سيتخذون طرقا أخرى لتحقيق التغيير السياسي على نحو سلمي تتبناها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
وأشار سلامة إلى إخفاق مجلس النواب في تشريع قانون الاستفتاء، والإعداد للانتخابات بعد عدة جلسات متتالية، مؤكدًا أن كثيرًا من أعضاء مجلس النواب يسعون إلى تخريب العملية السياسية؛ لتحقيق مآرب شخصية خلف ستار الإجراءات، ولا ينوون التخلي عن مناصبهم؛ لأنهم وضعوا أحكامًا قانونية من أجل البقاء في السلطة إلى الأبد، حسب تعبيره.
السراج: سنلجأ إلى بدائل
وقال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، إن المجلس سيلجأ إلى بدائل تمكنه من إجراء انتخابات يختار فيها الشعب ممثليه وحكامه، وإنهاء المرحلة الحالية بجميع مؤسساتها السياسية والتشريعية.
وشدد السراج، في كلمته بالاجتماع الوزاري حول ليبيا الذي عقد في سبتمبر الماضي بـ “نيويورك”، على أن المسار الديمقراطي لن يستمر رهينة لمجلس النواب، مؤكدا توفير كافة متطلبات المفوضية العليا للانتخابات، وتهيئة الظروف الملائمة لإجراء الاستحقاقات بطريقة نزيهة وشفافة تخضع لمراقبة وإشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية.
تجاوز النواب “ضرورة ملحة”
مطلب تجاوز النواب جدده عضو المجلس الأعلى للدولة إدريس بوفايد الذي قال، إن تجاوز مجلس النواب “أصبح ضرورة ملحة” إذا لم يصدر قانون الاستفتاء هذا الأسبوع، ويُحِلْه إلى المفوضية العليا للانتخابات.
وطالب بوفايد، على صفحته الرسمية، المجلس الأعلى للدولة بإصدار بيان للتبرؤ من التأخير والتعطيل الذي يمارسه مجلس النواب بخصوص إصدار قانون الاستفتاء، قبل إحاطة مبعوث الأمم المتحدة لليبيا غسان سلامة لمجلس الأمن في 8 من الشهر الحالي.
وفي ظل كثرة المطالبين بتجاوز مجلس النواب، هل يفعلها سلامة في إحاطته المنتظرة أمام مجلس الأمن ويعلن تجاوز النواب والذهاب إلى حلول بديلة؟.
