Menu
in

شمام يحاول تزوير التاريخ .. ومتري يفند

الدعوات التي أطلقها النائبان بالمجلس الرئاسي فتحي المجبري وعلي القطراني لخروج المنطقة الشرقية من الاتفاق السياسي، أثارت قريحة وزير الإعلام السابق محمود شمام فغرد قائلا: إن المبعوث الأممي السابق للأمم المتحدة طارق متري قدم منذ 4 سنوات حلًّا يقوم على تقاسم السلطة، رفضه معظم أنصار الدولة المدنية، ويصف ما قام به نائبا المجلس الرئاسي المقاطعَين، بأنه مشروع تقاسم بدائي بأسلوب “غوغائي” و”شعبوي” قد يحوّل الحرب الأهلية ذات الطابع الأفقي إلى حرب أهلية عمودية، متناسيًا الطرف الذي رفض دعوة متري حينها وفجّر الحرب بين أبناء الوطن الواحد للحصول على مكاسب سياسية وتصفية خصومه.

متري يفنّد

من جهته، فنّد مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى ليبيا طارق متري كلام شمّام قائلا: “إنني لم أقدّم حلًّا في عام 2014، بل دعوت إلى الحوار من أجل تفادي النزاع المسلح حينها”، مؤكدًا أن “البعض نجح في إجهاض مبادرتي”.

تعنّت وإقصاء

وفي سياق متصل أوضح الكاتب والمحلل السياسي علي أبو زيد، أن الحوار الذي دعا إليه المبعوث السابق “طارق متري” تعطل بسبب تعنت ما يسمى بالتيار المدني، من خلال ممثليه في المؤتمر الوطني آنذاك، ومن خلال التصعيد عبر ما عرف بحراك “لا للتمديد”، وأيضًا بدعم الانقلاب المتلفز الذي قاده حفتر وتطور بعد ذلك ليصبح عملية عسكرية.

واعتبر أبو زيد، في تصريح للرائد، أن هذا التيار ما زال يتحرك بعقلية الإقصاء، ويصرّ إلى اليوم على أن يبقى ضمن مشروع العسكرة المستبدة، مبينًا أن إصراره على إقصاء الآخرين بتحالفه مع مشروع العسكرة يجعل الصراع مستمرًّا.

رهان خاسر

وقال الناشط السياسي محمد إسماعيل، إن رئيس حزب تحالف القوى الوطنية محمود جبريل ومن سانده اعتبروا مبادرة متري صيف 2014، إنقاذًا لمن وصفوهم آنذاك بالإسلاميين، وفق قوله.

وأضاف إسماعيل، عبر صفحته الرسمية بفيسبوك، أن الرافضين لدعوة متري كانوا يظنون بل يعتقدون أن انتصارهم في انتخابات مجلس النواب وبدء عملية الكرامة سيزيل خصومهم إلى الأبد، ولهذا رفضوها ورأوا أنها جاءت لإنقاذ خصومهم من الغرق.

وأكد إسماعيل “أن وزير الاعلام السابق محمود شمام، ورئيس حزب تحالف القوى الوطنية محمود جبريل، كانا سببا رئيسيا فيما يعانيه الوطن اليوم بمراهنتهم على الحرب المسلحة والإقصاء السياسي”.

شهادة على العصر

المبعوث الأممي السابق طارق متري قال، في تصريحات صحفية، آنذاك، بعد تعرضه لهجمة شرسة واتهامه بأنه أحد منفذي مخططات “الإخوان المسلمين” الدولية في ليبيا، إن “تفسيري للحملة الموجهة ضدي وضد بعثة الأمم المتحدة هو أن هناك قوة سياسية غيّرت رأيها في الحوار”، مضيفًا أن “انطلاق الحملة العسكرية التي يقودها خليفة حفتر غيّر ميزان القوى، وأن ذلك سينعكس لمصلحتهم في الانتخابات”، حسب تعبيره.

وبيّن متري أن “هذه القوة اعتبرت أن الحوار يخدم الضعيف ضد القوي، وبناء عليه فالحوار سيخدم الإسلاميين، وبالتالي فإن الدعوة إلى الحوار هي لإنقاذ الإسلاميين من هزيمة ساحقة ماحقة في الانتخابات”، وفق قوله.

وقال متري: “يعرف كثير من الليبيين أن قادة عملية فجر ليبيا بطرابلس ليسوا من الإسلاميين المتشددين، بل هم من تيار ثورة فبراير الذي يحاول منع استنساخ الانتكاسة المصرية”.

وأشار إلى أن “ما استفزهم حقا ـ تيار جبريل ـ أنه في إعلان المبادئ الذي حضّرناه، قلنا بالتزام جميع الأطراف الإحجام عن استخدام لغة الكراهية والشجار والحملات الإعلامية، فاتهمتني وسائل الإعلام التي لا تعتاش إلا على الشتائم، بأنني أمارس كمَّ الأفواه، والسبب الحقيقي هو اعتقادهم بتغيّر موازين القوى، وأن الحوار سيأتي لمصلحة الجهة الأضعف، أي الإسلاميين”.

ومع وضوح الجهات التي تعرقل المسار الديمقراطي في ليبيا بحجج واهية، ومحاولتها إقصاء الآخرين من المشهد السياسي، نرى الآن من يمارس تزوير الحقائق واختلاق الأكاذيب للغرض ذاته.

أُترك رد

كُتب بواسطة علي عبدالله

Exit mobile version