Menu
in

تلويح المجبري بالاستقالة مشهد متكرر وعبثية إدارية

لم يمض وقت طويل على كشف ديوان المحاسبة تبديد النائب فتحي المجبري نحو مليون دينار ليبي على “تجهيز وتأثيث” مكتبه، ليظهر من المنطقة الشرقية ويعلن انسحابه من المجلس الرئاسي، بحجة أن طرابلس تتحكم بها المليشيات، ونسي أو تناسى أنه يتردد عليها مرارا وتكرارا.

ويظهر المجبري، في ندوة صحافية جمعته بعضو المجلس الرئاسي المقاطع علي القطراني، وعددٍ من أعضاء مجلس النواب عن المنطقة الشرقية، بنبرة تَشِي بمنطق جهوي وعبث سياسي.

قرار مرتبك

الأكاديمي والمحامي خالد زيو يقول، إنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها نائب رئيس المجلس الرئاسي فتحي المجبري استقالته، مضيفًا أن المجبري لا يستطيع أن يقنع أحدا، فطرابلس التي دخلها مذ عامين أو أكثر، هي ذاتها طرابلس اليوم.

وأكد زيو، في تصريح للرائد، أن المجبري لم يسق حججًا مقنعة لقراره المرتبك بين الانسحاب والاستقالة، متمنيًا أن يتصرف ولو لمرة واحدة بالأصالة لا بالوكالة، وفق قوله.

مسرحية هزلية

في المقابل، قال الكاتب والصحفي عبد الله الكبير، إنه لا يمكن اعتبار ما قام به المجبري استقالة، بل هو يصرّ على أنه انسحاب، لافتًا إلى أنه عوّدنا على هذه المسرحيات الهزلية.

وأضاف الكبير في تصريح للرائد، أن المجبري لو كان جادًّا في توجهه لأعلن استقالته منذ بداية اكتشافه أن حكومة الوفاق مسيطر عليها من مليشيات طرابلس، مفيدًا بأنه قال كلمة حق، ولكن ليس لأجل إحقاق الحق وإنما لمزيد من التسويف والعبث السياسي.

وأشار الكبير إلى أن المجبري لا يدري أنه سقط في عيون الناس مثل غيره من متصدري المشهد، بعد انتشار “إيميلاته مع مديرة مكتبه”، وبعد تقرير ديوان المحاسبة الذي كشف أنه جهّز مكتبه بنحو مليون دينار، حسب تعبيره.

مناورة سياسية

وأوضح المحلل السياسي فرج فركاش، أن المجبري لم يعلن استقالته بل أعلن تعليق المشاركة في جلسات المجلس الرئاسي، مشيرًا إلى أن هناك عدة تكهنات حول سبب انسحابه.

وبيّن فركاش في تصريح للرائد، أن انسحابه قد يكون مناورة سياسية هدفها التهرب من المساءلة والمحاسبة المالية؛ لأنه كان رئيسا للجنة المالية بالمجلس، وخوفًا من بدء التحقيق الذي طالب به رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، بمساعدة مجلس الأمن ولجان دولية متخصصة، وبسبب تقارير ديوان المحاسبة الأخيرة عنه؛ ولهذا لم يقدّم استقالته بشكل رسمي.

وأكد فركاش أن المجبري سيرجع قريبا إلى طرابلس، ولن يتخلى عن منصبه بسهولة، معتبرًا أن خطاباته الجهوية المعتادة ما هي إلا دغدغة لمشاعر الناس في المنطقة الشرقية، وقد لجأ إلى هذا الخطاب في أكثر من مناسبة خاصة عندما يشعر بعض المحسوبين على المنطقة الشرقية بالخطر والتهديد لمصالحهم الشخصية وطموحاتهم السياسية.

الرئاسي لن يتعطل

ويرى الكاتب فيصل الشريف أن المجلس الرئاسي لن يتعطل؛ لكون البديل هو الفراغ السياسي، موضحًا أن المجتمع الدولي سيدعو المجبري إلى العدول عن قراره.

وأكد الشريف في تصريح للرائد، أن الرئاسي سيستمر، ولو كان بقيادة السراج وحده؛ لأن السلطة الواقعية لا تستمد شرعيتها من الاتفاق السياسي، بل بشكل بارز من قرار مجلس الأمن المعني بالاتفاق.

ويبقى السؤال هل سيعود المجبري لمنصبه ومكاسبه راكضًا حتى بعد أن وجّه رئيس مكتب السراج رسالة لمدير مكتب المجبري يخبره فيها بأن مصالحه المالية ستُوقَف؟

أُترك رد

كُتب بواسطة علي عبدالله

Exit mobile version