Menu
in

تقرير مفصّل عن حادثة الحرائق في مدينة الأصابعة

تم إعداد هذا التقرير بناءً على جولة ميدانية وتحقيق شامل حول سلسلة الحرائق التي اندلعت في مدينة الأصابعة، والتي تضرر جراءها أكثر من 150 منزلاً حتى تاريخ 27 فبراير 2025. استمرت الجولة الاستقصائية لمدة يومين متتاليين، بهدف فحص أماكن اندلاع الحريق والبيئة المحيطة بها، وجمع المعلومات من الشهود العيان وأصحاب المنازل المتضررة، وتحليل طبيعة النيران وأماكن اشتعالها، وذلك للوصول إلى الأسباب المحتملة لهذه الحوادث واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد منها وتفادي تكرارها.

♦️ تنويه مهم:
هذا التقرير يعكس تحليلي الشخصي القائم على خبرتي المتواضعة في التحقيق في الحوادث وتحليلها، ولا يمثل بأي شكل من الأشكال أي جهة رسمية في الدولة الليبية. إنما هو نابع من إحساسي بالمسؤولية ووطنيتي ورغبتي في المساهمة في كشف الحقائق لضمان سلامة أهلنا في مدينة الأصابعة.

🔸 أولًا: الفحص الميداني ورصد الغازات

تم استخدام أجهزة الكشف عن الغازات لرصد أي انبعاثات غازية في المواقع التالية:

الأماكن التي تعرضت للحرائق.
المناطق المنخفضة.
شبكات الصرف الصحي.
المزارع والشوارع المحيطة بمواقع الحريق.

النتائج:
لم تُسجل أي قراءات تدل على وجود غازات قابلة للاشتعال في أي من هذه المواقع، بما في ذلك المنازل المتضررة. وبالتالي، تم استبعاد فرضية أن تكون هذه الحرائق ناتجة عن تسرب غازات من باطن الأرض أو عن تكوّن غازات في الجو.

🔸 ثانيًا: استبعاد العلاقة بين التوصيلات الكهربائية والحرائق

تم فحص جميع العوامل الكهربائية التي قد تؤدي إلى اندلاع الحرائق، بما في ذلك:

التوصيلات الكهربائية.
الأجهزة الكهربائية.
الأحمال الزائدة.

✅ النتائج:
لم يتم العثور على أي دليل يشير إلى أن الحرائق ناتجة عن ماس كهربائي أو خلل كهربائي آخر. كما تم تفنيد هذه الفرضية بعد تسجيل حالات اشتعال في منازل غير موصولة بالكهرباء وأماكن لا تحتوي على أي مصادر كهربائية.

🔹 بناءً على ذلك، تم استبعاد أي علاقة للكهرباء أو الأجهزة الكهربائية بهذه الحرائق بشكل قاطع.

🔸 ثالثًا: شهادات الشهود وتحليل طبيعة الحريق

تمت مقابلة عدد من الشهود العيان وأصحاب المنازل المتضررة وطرح أسئلة دقيقة حول طبيعة النيران، وأماكن اندلاعها، والمواد المساعدة في الاشتعال، وتوقيت الحرائق.

✅ النتائج:
لم تُسجل أي إصابات بشرية مباشرة نتيجة للحريق، باستثناء حالات اختناق بسبب استنشاق غاز أول أكسيد الكربون (CO) أثناء محاولات الإطفاء.
اندلعت بعض الحرائق على الجدران مباشرة دون وجود مواد قابلة للاشتعال في محيطها.
اشتعلت النيران في الملابس داخل دولاب مغلق دون احتراق الدولاب نفسه، كما اشتعلت في وسادة داخل الدولاب.
بعض الأثاث الذي تم إخراجه إلى فناء المنازل اشتعل تلقائيًا بعد إبعاده عن مكان الحريق.
رُصدت حرائق اندلعت على البلاط مباشرة دون وجود أي مواد قابلة للاشتعال، كما اندلعت في الطابق الثاني دون أن تشتعل في الطابق الأرضي.
توقيت معظم الحرائق كان في فترات المساء، مع تسجيل بعض الحالات في الفترة الصباحية.
🔸 رابعًا: التفسير والتحليل الأولي

لم يتم العثور على أي دليل علمي أو تقني يثبت أن الحرائق ناتجة عن غازات قابلة للاشتعال أو أسباب كهربائية.
طبيعة هذه الحرائق غامضة وغير منطقية، ما يفتح الباب أمام فرضيات أخرى، منها التفسيرات غير المادية المتعلقة بمردة الجان.
يُوصى بالتعاون مع الجهات المختصة مثل مشايخ برنامج (حصين) للتحقيق في البعد غير المادي لهذه الظاهرة.
🔸 خامسًا: التوصيات والإجراءات المقترحة

1️⃣ المراقبة المستمرة باستخدام أجهزة كشف الغازات:

وضع أجهزة كشف الغازات في المواقع التي شهدت أكبر عدد من الحرائق، ومراقبة القراءات على مدى يومين إلى ثلاثة أيام.
2️⃣ تعزيز المراقبة الأمنية والبصرية:

تركيب كاميرات مراقبة عالية الجودة لمراقبة مواقع الحريق واستبعاد فرضية الفعل المتعمد.
3️⃣ تحليل العينات من مواقع الحرائق:

إجراء فحوصات مخبرية لمعرفة تركيب المواد المحترقة، وتحديد ما إذا كانت هناك مواد غير طبيعية ساهمت في اندلاع الحرائق.
4️⃣ تعزيز إجراءات الوقاية والاستجابة السريعة:

توفير أسطوانات الإطفاء المحمولة والمجرورة لسكان المنطقة.
توعية المواطنين حول كيفية التصرف عند حدوث حريق والتواصل الفوري مع فرق الإطفاء.
5️⃣ إشراك الجهات المختصة في التحقيقات:

التعاون مع خبراء العلوم الطبيعية والجهات الأمنية لاستكمال التحقيقات والوصول إلى نتائج مؤكّدة.
📌 ملاحظة مهمة:

🔹 على الرغم من تسجيل أكثر من 150 منزلًا متضررًا، لم تُسجل أي إصابات بشرية بحروق، مما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه الظاهرة.
🔹 جميع الحرائق اندلعت في منازل المواطنين فقط، دون أن تمتد إلى المحال التجارية أو المباني العامة أو الأراضي المفتوحة، مما يجعل هذه الحوادث غير مسبوقة وتستدعي تحقيقًا دقيقًا.

🔹 نظرًا لغموض طبيعة هذه الحرائق، يُوصى بأن تكون لجنة (حصين) هي الجهة الأقرب للتحقيق في هذه الظاهرة، واتخاذ التدابير اللازمة إذا ثبت ارتباطها بمردة الجان.

الخلاصة:

بعد إجراء التحقيقات وجمع الأدلة وتحليل المعطيات، يمكن التأكيد على عدم وجود أي دليل علمي يثبت أن هذه الحرائق ناتجة عن تسرب غازي، أو ماس كهربائي، أو فعل فاعل. بناءً على ذلك، يُوصى بمواصلة التحقيقات بالتعاون مع لجنة حصين، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المواطنين وضمان سلامتهم.

أرحب بأي ملاحظات أو إضافات من ذوي الخبرة أو من لديه معلومات قد تساهم في كشف مزيد من التفاصيل حول هذه الظاهرة.

📝 إعداد: م. أحمد ذيوبة
استشاري سلامة وصحة مهنية وبيئة (HSE Consultant)

كُتب بواسطة Journalist

Exit mobile version