في أحدث زيارة لمسؤول أمريكي رفيع إلى ليبيا، قالت السفارة الأمريكية إن نائب قائد القيادة العسكرية في أفريقيا (أفريكوم) الفريق جون برينان، التقى في بنغازي خليفة حفتر ورئيس أركان القوات البرية التابعة له، نجله صدام، وبحث معهما “سبل توسيع التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وليبيا ودعم الجهود التي تقودها ليبيا لإعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية”.
وفي وقت لاحق وصل نائب قائد “أفريكوم” إلى طرابلس، حيث التقى رئيس الأركان الفريق أول محمد الحداد، ليعبر له عن دعم “الخطوات في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية، لتحقيق مستقبل آمن يتسم بالازدهار الاقتصادي والاستقرار الإقليمي” قبل أن يجتمع المسؤول العسكري الأمريكي بوكيل وزارة الدفاع في طرابلس، عبدالسلام الزوبي ، حيث ناقش معه “ملفات التعاون الأمني والعسكري” و المواضيع ذات الاهتمام المشترك “لتعزيز الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد”، بحضور مدير إدارة الاستخبارات العسكرية محمود حمزة، ومدير مكتب التعاون العسكري الأميركي بالسفارة.
قوة مشتركة
وتأتي التحركات الأمريكية الجديدة، في ظل التقارير المكثفة عن توجه روسي حثيث نحو نقل الثقل العسكري لموسكو في المتوسط إلى ليبيا، بعد سقوط نظام حليفها بشار الأسد في سوريا، وزيادة الشكوك حول نوايا الحكومة الانتقالية الجديدة في دمشق اتجاه القواعد الجوية والبحرية الروسية في الساحل السوري، والتي كانت تشكل محور التحركات الروسية في إفريقيا، وتوفر الداعم اللوجيستي الأساسي لها، وهو ما يثير قلق الأمريكيين والغرب عموما.
ويرى المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون الأمريكيون أن الدفع نحو توحيد القرار العسكري الليبي في جهة واحدة، أو على الأقل تشكيل قوات مشتركة بين شقي المؤسسة العسكرية في طرابلس وبنغازي، لنشرها في الجنوب الليبي، من شانها كمرحلة أولى أن يحد من خطط الانتشار الروسي في المنطقة.
داعم أو مواز للجنة 5+5 ؟
وبدأت معالم هذا التوجه الأمريكي تظهر في الشهور الأخيرة، بشكل متزامن مع تراجع حضور ونشاط اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، التي أوكل إليها الاتفاق العسكري قيادة جهود توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية في ليبيا وتثبيت وقف إطلاق النار، وهو ما أبرزه التقرير الأخير لخبراء الأمم المتحدة، عندما قال إن الطرفين النافذين في بنغازي وطرابلس لم يعودا واثقين في أن تنجز اللجنة العسكرية المشتركة المهام المطلوبة منها، وهو ما سبق أن حذرت منه البعثة الأممية في إحاطات سابقة من أن يؤدي غياب الإرادة السياسية لدى اطراف الأزمة في إنهاء الانقسام، إلى تآكل المكاسب التي حققتها اللجنة العسكرية المشتركة منذ بداية عملها في خريف 2021.
حضور إنجليزي
زيارات المسؤولين العسكريين الامريكيين سبقها زيارات من الجانب البريطاني حيث استقبل رئيس المجلس الرئاسي، القائد الأعلى للجيش الليبي محمد المنفي، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للدفاع البريطانية (الاستراتيجية والعمليات العسكرية)، لبحث أوجه التعاون الأمني والعسكري المشترك بين ليبيا وبريطانيا، بحضور كل من رئيس الأركان العامة محمد الحداد، ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب.
كما التقى نائب رئيس هيئة الأركان العامة للدفاع خليفة حفتر لمناقشة الشراكة بين البلدين.
ووصفت السفارة البريطانية اللقاء مع حفتر بالمثمر لمناقشة الأمن والاستقرار على المدى الطويل.
تزايد النفوذ الروسي
وتتزامن هذا التحركات مع تقارير صحفية حول زيادة النفوذ العسكري الروسي في ليبيا.
وقال تقرير لموقع “ميليتري أفريكا” أن ليبيا أصبحت تمثل قاعدة عمليات جديدة لموسكو في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، مشيرا الي وجود القوات الروسية في قاعدة معطن السارة الجوية بالقرب من الحدود بين تشاد والسودان.
ونشر التقرير صورا من الأقمار الصناعية تفيد بقيام مرتزقة روس بتوسيع قاعدة السارة، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا الذي دفع موسكو إلى البحث عن بدائل.
وأكد التقرير نقل روسيا رادارات وأنظمة دفاع من سوريا إلى ليبيا، بما في ذلك بطاريات إس-300 وإس-400 المضادة للطائرات.
ولفت التقرير إلى أن روسيا تدير حاليا أربع قواعد جوية رئيسية في ليبيا، بما في ذلك قاعدة الخادم التي يُرجح أن تستضيف “الفيلق الأفريقي” الروسي.