قال رئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان، إن الحزب دفع باتجاه الخروج من دائرة الاتهامات المتبادلة بالخيانة واحتكار رفع الشعارات الوطنية إلى شعارات التصالح وطي صفحة الماضي، وتأجيل حسم القضايا الجزئية، والعمل على مشروع التوافق الوطني القائم على الثوابت الوطنية التي لا خلاف عليها.
وأكد صوان، في لقاء مع موقع عربي 21، نجاحهم في إزالة كثير من الحواجز التي كانت تُجَرِّمُ وتُخَوِّن مجرد جلوس الليبيين مع بعضهم البعض حتى أصبح الجميع يلتقي ويتحاور ويسعى إلى الحل، مبيناً أن الحاجة الآن تكمن في إيجاد وسيط دولي وقوي وقادر وموثوق يساعد على جمع الأطراف الفاعلة؛ للوصول إلى تسوية للخروج من الأزمة.
تيار وطني يساهم في حل الأزمة
وكشف صوان أنهم قطعوا خطوات كبيرة ومتقدمة تجاه تكوين تيار وطني عريض يساهم في حل الأزمة، ويُشكّل قوة مجتمعية فاعلة وضاغطة لترجيح كفة أي تسوية سياسية قادمة، موضحا أن هذا التيار يتسع ويستوعب عددا كبيرا من القادة العسكريين، والمجتمع المدني، والقادة السياسيين، وتجمع الأحزاب السياسية.
مجرد شعارات
واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي أن المجتمع الدولي غير جاد في دعم أي تسوية حقيقية بين الليبيين، منوها أن ما يُقال مجرد شعارات لتسويق مواقف تقليدية أصبحت مكشوفة، وفق قوله.
وأضاف: في الوقت الذي تدعو فيه هذه الدول الأطراف المحلية لتقديم التنازلات إلا أن هذه الدول نفسها هي من وقف في وجه التسوية الأخيرة بين مجلسي النواب والدولة التي أنتجت الحكومة الليبية.
التقارب التركي المصري مفتاح لحل الأزمة
صوان أشاد بالتقارب المصري التركي الأخير والدور القطري في هذا التقارب الذي يأتي في إطار دبلوماسية التوافقات التي تنتهجها الدوحة.
وأكد رئيس الحزب الديمقراطي أن الموقف التركي ليس بعيدًا عن الموقف المصري بخصوص رفض مبادرة باتيلي؛ لأن هناك رفضًا لتجاوز الأجسام الشرعية.
البعثة تهمش دور الأحزاب
وقال صوان إن البعثة الأممية تمارس دورا سلبيا تُجاه تهميش الأحزاب والمجتمع المدني، وبإعطاء القبيلة دورا سياسيا زائفا، مشدداً على أن القبيلة في ليبيا مكون اجتماعي محترم، ولا أثر كبير لها في الصراع السياسي.
ظاهرة خطيرة
هذا وحذر رئيس الحزب الديمقراطي مما أسماه بالظاهرة الخطيرة المتمثلة في تشجيع البعثة وبعض الدول قادة التشكيلات المسلحة وإقحامهم في العملية السياسية، مبيناً أن ذلك يهدد العملية السياسية.
وقال صوان إن إقحام التشكيلات المسلحة في العملية السياسية أمر خطير على قادة هذه المجموعات وعلى العملية السياسية والدولة المدنية، مقرا بدورهم الإيجابي إذا ما أحسن توجيههم والاستفادة من حماسهم ووطنيتهم.
من المعرقل؟
وقال صوان إن كل طرف في الأزمة السياسية يرى الطرف المقابل له معرقلا لإجراء الانتخابات، ويستطيع حشد الأدلة لتعزيز موقفه وإقناع مؤيديه.
وأشار صوان إلى عدم اتخاذ المجتمع الدولي موقفا واضحا تجاه فشل الانتخابات السابقة، مبينا أن بعض الدول كانت ترغب في انتخابات وفقا لمصالحها لا غير.
الدعم الدولي للانتخابات
واتهم صوان بعض الأطراف الدولية بأنها ترغب في بقاء حالة التشظي في البلاد، مشدداً على عدم وجود أي جهود دولية حقيقية للدفع باتجاه استقرار ليبيا وإجراء الانتخابات.
وأوضح أن ما يهم بعض الأطراف الدولية هو استمرار تدفق النفط، وما يتعلق بقضايا الإرهاب والقبض على أي مشتبه به، والحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأما مصالح الشعب الليبي ونجاح النموذج الديمقراطي فهو لا يمثل أي أهمية تذكر لهذه الأطراف.
شروط الترشح
إلى ذلك رأى صوان عدم التشدد في وضع شروط الترشح للانتخابات، خاصة في ظل الهشاشة الدستورية والأمنية وغياب سلطة عليا موحدة.
وبيّن أنه لا يرى منع أحد من المشاركة في السباق الانتخابي إلا مَن يمنعه القضاء أو القوانين السارية في الدولة الليبية.