كعابر في صحراء قاحلة وموحشة، بلا ماء ولا طعام، وقلبٍ مترع بالخوف والقلق؛ هكذا سأصف حال الرياضة الليبية في مقالي هذا، وهو قليلٌ من كثير بكل أسف.
عند التطرق لأي إخفاق يحدث في رياضتنا وما أكثرها؛ البعض يتهم حروفي بالاصطياد في الماء العكر وتعكير صفو المناخ الرياضي والتضييق على المسؤول في الفضاء الأزرق، لكنني على الأقل أعيش متصالحاً مع ذاتي مبتعداً عن الوهم والأطلال.
دائماً أحاول الإنصاف ما استطعت إليه سبيلاً وأسعى وأجتهد في تبيان الحقيقة والعمل على تصحيح المسار، لا إلى تنفيذ القرارات المصححة للاعوجاج، فالصحافة ليست جهة تنفيذية.
النجاح يبدأ من اقتناعنا بإفلاس من يدبرون أمر الرياضة في بلادنا، ومن يدور في فلكهم، ومن اقتنع برؤاهم وأفكارهم التي ما أطلت يوماً إلا بحلول ترقيعية، فلا بصمت على تميز ولا أسست لنجاح ولو مؤقتاً.
لو سألت سؤالاً بريئاً؛
كم تمتلك ليبيا شخصية إدارية في الاتحاد الدولي لأي لعبة؟
كم ليبيًّا يتواجد في الاتحاد الأفريقي والعربي؟
كم شخصية إدارية من بني وطني تتواجد بمنصب نافذ في الفيفا أو الكاف أو الأولمبية الدولية؟
الجواب لا أحد لا أحد .. وإن ثمة شخص أو اثنان فهم في الهامش موجودون مع وافر الاحترام لمجهوداتهم.
سبب تخلف الرياضة الليبية عن الركب هي العشوائية والارتجالية اللامتناهية والقفز على الاختصاصات، لأشخاصٍ جُبِلَتْ نفوسهم على حُب الكرسي والتشبث بالمنصب قدر ما أمكن، غير آبهين بفشلِ سنين ولايتهم ولا بالعبث من حولهم، وإلا فليذكروا لي حسنة واحدة حُقّقت “كإنجاز يُفتخر به”.
فهذا جَلَب كتيبةً مدجّجةً بالسلاح في يوم الانتخاب قبل سنوات، مهدداً خصومه ومتوعّداً إياهم بالبقاء في منصبه، وفعلاً بقي، وكأن الكرسي حكر لاسمه.
وآخر حافظ على كرسيه وفاز بالولاية الجديدة بغذاء فاخر وإقامة مريحة “لمطبّليه” في صورة مخزية لجهوية مقيتةٍ أكسبته الولاية الثانية توالياً، مُطِلاً علينا بثوب الوطنية والنزاهة والشرف، وبوعود التطوير وحسن التدبير في رباعيته الجديدة، مدغدغاً المشاعر ومتلاعباً بالقلوب على وتر الوطن والوطنية.
فأي تطوير نرتجيه وهؤلاء من يقرر مصير رياضتنا ويتصدر قُمرة الرئاسة، ويمثلنا في الداخل والخارج سواء في القارة السمراء أو خلف البحار؟
العالم العربي تجاوزنا كثيراً..
فمتى نصحو من صمت القبور ونزيل من اعتقد يوماً أن المنصب أورثه له أبوه.