in

هل ستؤثر نتائج اجتماع القطراني وعدد من المسؤولين ببرقة في مصير حكومة الوحدة الوطنية؟

يبدو أن حكومة الوحدة الوطنية تسير في نفس السياق الذي سارت فيه مثيلاتها من الحكومات السابقة التي لم تستطع أن تحتوي كل فئات وأقاليم البلاد.

وعلى الرغم من نيل الحكومة لثقة مجلس النواب الذي نجح لأول مرة منذ انتخابه في تمرير حكومة والتصويت على وزرائها إلا أن الوئام بين أطياف الحكومة المختلفة ما لبث أن تبدد وذلك على خلفية البيان الصادر عن مسؤولي الحكومة في بنغازي اليوم والذي عده البعض بداية لانهيار مسيرة هذه الحكومة وقدرتها على تمثيل كافة الليبيين

قرارت فردية

نائب رئيس الحكومة حسين القطراني، اتهم رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة بعدم الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق السياسي من توحيد المؤسسات والتوزيع العادل للمقدرات، مضيفا أن رئاسة الحكومة لم ترتق إلى مستوى المسؤولية الوطنية، ووقعت في مسالك الإدارة الدكتاتورية، وأن “الدبيبة” يقوم بإصدار قرارات بشكل فردي دون عرضها على مجلس الوزراء. واستهجن القطراني في بيان لمسؤولي “برقة” بالحكومة ما وصفه بتعنت رئيس الحكومة واحتفاظه بوزارة الدفاع، وعدم اتخاذه الإجراءات اللازمة لتسمية وزير لها

تجاوز للحقوق

وفي ذا السياق قال وكيل وزارة الداخلية فرج قعيم إنه جرى تجاوز حقوق برقة في المجالين الأمني والعسكري، حيث لم يراع المعيار الجغرافي في توزيع المناصب وأن تعيينات رئيس الحكومة في الشركات الخارجية تتم بعلاقات شخصية لأصدقائه والمقربين دون التشاور مع مجلس الوزراء، كما أن بعض المعينين عليهم شبهات فساد.

وتابع قعيم في تصريحات صحفية قبيل اجتماع ممثلي برقة اليوم في بنغازي أن رئيس الحكومة سحب جميع صلاحيات دواوين رئاسة الحكومة في المنطقة الشرقية، إضافة إلى سحب اختصاصات الوكلاء وبعض الوزراء، وأن رئيس الحكومة لا يتصرف كرئيس لحكومة وحدة الوطنية، مشيرا إلى أن الدبيبة والمحيطين به لا يعملون على توحيد الدولة بحسب قوله

دون تأخير
و دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان لها حكومة الوحدة الوطنية إلى السعي في معالجة ماجاء في بيان “مسؤولي برقة” دون تأخير كما ناشدت البعثة جميع الأطراف للدخول في حوار مباشر وبنّاء ومواصلة الالتزام بخارطة الطريق
وحث البعثة في بيانها وبقوة جميع الأطراف على تفادي التصعيد والامتناع عن أي عمل يمكن أن يهدد وحدة البلاد ومؤسساتها ويمكن أن يعرقل، بشكل مباشر أو غير مباشر، إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر.

مجرد ضغط

ومن جانبه فقد قال عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة في تصريح للرائد إن تصريحات القطراني ومن معه من الوزراء واضحة، وناشئة من معاناتهم والظلم الذي تعرضوا له من رئيس الحكومة، وأن اجتماعهم هو عبارة عن ضغط على الحكومة فقط؛ لنيل مكاسب وتمكينهم من ممارسة اختصاصاتهم التي سلبتها الحكومة.

وأضاف أوحيدة أن رئيس الحكومة محتكر لاختصاصات الوزراء وأنه كان يتمنى إعلان انسحابهم من الحكومة التي لا يوجد منها أمل، كما أن الأخطاء التي قامت بارتكابها أكبر من أنها تتصلح

إعلان للانهيار

وضمن استطلاعها للآراء حول هذا الحدث اعتبر الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد في تصريح لشبكة الرائد أن بيان اليوم، يعد إعلانا لانهيار تحالف الترضيات والمصالح الذي شكّل على أساسه الدبيبة حكومته، مشيرا إلى أن تداعيات هذا البيان قد لا يظهر أثرها بشكل مباشر على المدى القريب، خاصة أن الدبيبة يركز أغلب الصلاحيات في يديه، لافتا إلى أن هذا البيان سيكون بداية لحالة من التوتر والتصعيد الذي قد ينفجر لأعمال عسكرية في حال فشل إجراء الانتخابات أو تعطيلها.

حالة من العبث

أما الكاتب الصحفي موسى تيهوساي فيرى في تصريح للرائد أن ا الحكومة لم يعد يمكنها العمل في كامل البلاد عقب هذا البيان وذلك بعد ما أقفلت “الجهوية” الأبواب أمامها في شرق البلاد خصوصا وبالتالي ستكون غير قادرة تماما على أداء عملها كحكومة وحدة وطنية

وأضاف تيهوساي أن هذه الخطوة من قبل مسؤولي الحكومة في برقة تمثل حالة من العبث وإعادة إنتاج الانقسام وترسيخ قيم الأنانية السياسية وضمور حاسة الشعور بالمسؤولية حيال الأوضاع المزرية التي تمر بها البلاد من أزمات إنسانية واقتصادية

القطراني: الدبيبة لم يلتزم بالاتفاق السياسي ونحمله مسؤولية ما قد يحدث من تصعيد

البعثة الأممية تدعو الحكومة إلى معالجة ما جاء في بيان” مسؤولي برقة” دون تأخير