in

ثلاثة أشهر أشغال شاقة في “كلوب هاوس”

“كلوب هاوس” هوس الليبيين النخبة والمثقفين، فبعد أن كان تويتر الأكثر نخبوية وفيس بوك للعامة أصبح “كلوب هاوس” يتربع على عرش تصنيفات مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح الوجهة الأساسية للنخبة – وإن كانت نخبة وهمية أحيانا – حينما تتصارع على ملكية المعجبين تارة وفي امتلاك الفضاءات والغرف تارة أخرى، وفي فرض الرأي وتمرير الرسائل وتوجيه المتابعين والمستمعين نحو الخيار الذي يراه النخبة.

“كلوب هاوس” كأي أداة تتحول إلى ميدان سجالي ليبي، تتناحر فيه الألسن وتتعالى الأصوات وتتشاجر الأفكار حتى يصبح حوار الطرشان حالة مستدامة إلى أن تتفجر الغرفة على من فيها، “كلوب هاوس الليبي” هو ميدان صراع آخر بين المركزية والفيدرالية، بين البركان والكرامة، وبين فبراير وسبتمبر، بين تسليط الضوء على أخطاء هذا وعثرات الآخر، بين الغرفة والغرفة المضادة والناشطين أصحاب الأيدولوجيات ومدفوعي الثمن وآخرين يغردون خارج السرب.

“كلوب هاوس” مجمع التائهين ومرعب السياسيين ووجهة الضالين، ومصدر إلهام الحالمين، مُقزم النخب التي تظهر على القنوات، وفي البرامج الإخبارية، وحينما تصطدم بالجماهير تتقزم وتخرج عن طوعها؛ لأن لكل مقام مقالا، ومحرك الجماهير ومُتعب أجهزة الاستخبارات للدول، ومصدر تأثير لا يستهان به.

في “كلوب هاوس” الذي قفز بتغريدة فاحش الثراء “ايلون ماسك” أصبح يحجز مكانه كعملاق في أوساط مواقع التواصل، كرر فكرة “بال توك” التي عفا عنها الزمن، واجتاز فضاءات ومساحات تويتر وغرف فيس بوك المعقدة.

قواعد “كلوب هاوس” في ليبيا ليست كغيرها فنظام (التنزيل والترقا) يختلف في ليبيا، وعين الرضى عمن لا يتحدث في موضوع الغرفة في العادة تكون كليلة إذا صادفت هوى الموديريتور (مدير الغرفة) أما اذا لم يستسغ فمصيرك إما الاستماع لطرحك بمضض وسط مقاطعات عدة، أو التنزيل لتأخذ مكانك مع المستمعين بكل دكتاتورية، في الـ”كلوب هاوس الليبي” ( اللي سبق غز النبق) ومن تحصل على معجبين وهميين أيام (الرخصة) ليس كمن شق طريقه نحو النجومية وسط المردة والعمالقة.

في الـ”كلوب هاوس الليبي” ليست البدايات كالنهايات، فقد تبدأ الغرفة بعنوان صباح الخير حتى تنتهي بتحليل ما تخفيه كواليس اجتماعات المخابرات الروسية أو الأمريكية مع تعقيدات المشهد وتحليل أبعاد الصراع في منطقة الشرق الأوسط المعقدة والملبدة بالغيوم، ليست الحميمية حين تأسيس الغرفة كمستوى السجال وسطها حتى تنتهي بـ”سامحونا يا جماعة”، والزاعل أكثر من الراضي.

لن أجلد الذات “الكلوب هاوسية” أكثر من هذا، فبين كل الاستقطابات تظل “مربوعة عطية” تلك الغرفة التي استطاعت أن تضم الجميع وتبتعد عن السياسة قدر الإمكان وتهتم بالثقافة والتراث، والَلغة واللهجة وأحيانا الروحانيات أو حل الإشكاليات بين متخاصمين، وسط هدوء ورقي في الحوار، فأصبحت ملاذ المتشبعين بالخصومات بعد يوم متعب من الصراع والشطيح وتكسير الرأس، عطية يجمعهم في مربوعته واضعين أسلحتهم جانبا، وملقين أجنداتهم خلفهم متحابين متآخين، غير الصقور الجامحة التي كانت في خصومات أشبه بكسر العظم في المنتديات الأخرى قبل دقائق.

مستخدمو “كلوب هاوس الليبي” إن اجتمعوا في أحسن الأحوال في غرفة واحدة فلمن يزيدوا عن 600‪ على الأقل حتى كتابة هذا المقال، وبإمكانهم الاصطفاف والتفكك وإعادة التشكل حسب القضية، حينما تتحرك العصبية والنعرة الجهوية والقبلية أو المدنية، حينما تقتضي الحاجة وحينما يتم الاستدعاء لنصرة قضية ما.

إذا استمر هذا الوضع، وهذا الاستخدام السيء لهذا التطبيق فسيزيد من تقسيم المقسم ومن تنافر المجتمع المتنافر، علها “مربوعة عطية” تنجح في جمع الليبيين حقيقةَ كما جمعتهم في “كلوب هاوس”.

باشاغا لـ “كوبيش”: على البعثة قيادة المجتمع الدولي للضغط على كافة الأطراف لإجراء الانتخابات في موعدها

ماذا تعرف عن القلعة التاريخية في بني وليد التي هدمها النظام السابق في تسعينيات القرن الماضي؟