لاتزال أزمة شح الدقيق وارتفاع سعر رغيف الخبز مستمرة في كافة ربوع البلاد دون أن يقدم الرئاسي والجهات المعنية أي حلول جذرية لهذه الازمة التي تمس بشكل مباشر كافة الليبيين.
وأرجع البعض أسباب هذه الأزمة لإعلان المركزي تعديل سعر صرف الدولار إلى 4.48 دنانير مقابل الدولار ما أسفر عن ارتفاع جل أسعار المواد التي تدخل في مكونات الخبز.
بينما يرى البعض الآخر أن أصحاب شركات الدقيق والمخابز يتاجرون في قوت المواطنين في غياب الأجهزة الرقابية للدولة وغياب المخزون الاستراتيجي لمادة الدقيق الذي من المفترض أن يكفي البلاد لمدة 6 أشهر.
القنطار بـ 230 دينار
وأكد نقيب الخبازين أبوخريص محمد، في تصريح للرائد، زيادة سعر قنطار الدقيق في المنطقة الجنوبية إلى 230 دينار للقنطار.
وأضاف محمد أن نقابة الخبازين في المنطقة الجنوبية ستدخل في إضراب كامل بدءا من 1 فبراير المقبل؛ لعدم حصولهم على كمية الدقيق والديزل المطلوبة؛ لتشغيل المخابز.
وكشف محمد أن جُل المخازن لديها مخزون كامل من الدقيق، ويبيعونه بأسعار باهظة؛ لزيادة ربحهم، مطالباً الجهات المعنية ذات الاختصاص بوضع يدها على المطاحن حتى لا يباع في السوق الموازي بأسعار غالية.
إضراب عام
وقال نقيب الخبازين في مدينة سبها ناجي الصغير، في تصريح للرائد، إن أصحاب المخابز في المدينة سيعلنون إضراباً عاما وقفلا لكافة المخابز بالمدينة؛ حتى تتحقق كافة مطالبهم.
وأوضح الصغير أن مطالبهم تتمثل في توفير وقود الديزل لتشغيل المخابز، وتوفير الدقيق المدعوم، لافتاً إلى أنهم يشترون كيس الدقيق من السوق السوداء سابقاً بسعر 80 دينارا، أما الآن فأصبح بـ 125، وقنطار الدقيق وصل إلى 250 دينار.
وأضاف الصغير أنهم تواصلوا مع المسؤولين بصندوق موازنة الأسعار ووزارة الاقتصاد ولم يتلقوا أي استجابة، مشيرا إلى أن الصندوق وفر لهم سابقا كمية من الدقيق المخزن لديهم، وانتظروا قرابة الأربع أشهر إلى أن تحصلوا على موافقة من هيئة الرقابة على الأغذية والأدوية لاستخدامه، لكنهم وجدوه غير صالح للاستعمال، وفق قوله.
مخزون استراتيجي
وأوضح نقيب الخبازين في مدينة بنغازي محمود العريبي، في تصريح للرائد، أن جُل الأسعار الأساسية شهدت ارتفاعاً كبيراً؛ بعد تعديل سعر الصرف للدولار.
وأوضح العريبي أنه في السابق كان سعر القنطار بـ 145 والآن تضاعف سعره، مشيرا إلى أن سعر علبة الزيت وصلت إلى 9 دنانير، وطبق البيض إلى 19 دينار، لافتاً أن الدولة قامت بإعطاء اعتمادات لشركات المطاحن منها من قام بجلب كميات الدقيق، ومنها من أخذ اعتماد ولم يقم بجلب أي كمية، وقامت ببيعه في السوق السوداء بأسعار باهظة.
وأضاف العريبي أن من ضمن أسباب ارتفاع الأسعار هو عدم وجود مخزون استراتيجي للدولة يلجأ إليه في الأزمات، وأن هناك بعض أصحاب المطاحن رفعوا أسعارهم مدعين أنهم اشتروا مادة الدقيق بسعر التعديل الجديد، وهو العكس.
وبين العريبي أنهم تحصلوا حاليا على كميات دقيق مدعوم سببت في انفراج بسيط للأزمة.
غياب الرقابة
أما رئيس لجنة متابعة المخابز بالمنطقة الغربية رمضان التومي فرأى في تصريح للرائد أن سبب ارتفاع سعر رغيف الخبز والمواد المستعملة في تصنيعه هو ارتفاع الأسعار في السوق السوداء.
وأضاف التومي أن مخازن الدولة فارغة من الدقيق، لافتاً إلى أن أسعار الدقيق في مطحنة الدافنية وصل 220 دينار للقنطار، ودقيق الدولية إلى 195 دينار للقنطار، والبريمة إلى 203 دينار للقنطار.
وأفصح التومي أن لدى المنطقة الغربية 6 مصانع دقيق، واحد للدولة، والباقي خاصة لآخرين، وهم الآن ليس لديهم قمح، الامر الذي استغله تجار السوق السوداء؛ لرفع الأسعارز
وطالب التومي وزارة الاقتصاد والحرس البلدية بالقيام بدورهما في تحديد سعر الرغيف، والرقابة على المخابز.