لم تهنأ المنطقة الشرقية بكاملها بعد أن أوقد من يسمي نفسه بقائد عملية الكرامة خليفة حفتر فيها وفي كامل البلاد فتيل الحرب، وتعاونه مع عدة دول؛ للنيل من مقدرات البلاد، وإدخال جميع أنواع الأسلحة المتطورة عسكريا، ومليشيات متعددة الجنسيات؛ بغية السيطرة عليها عسكريا ولتوطيد حكم الفرد.
شهد شهر أبريل من العام الماضي أكبر عملية عدوان على السلطة المدنية في العاصمة طرابلس عبر تحريك حفتر لكامل ميلشياته، واعدا إياهم بمبالغ مالية ضخمة بعد السيطرة على مؤسسات الدولة، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فور انهزام حفتر في يونيو الماضي لم يلتفت حتى لجرحاه، وتركهم يفترشون الطرقات؛ لعدم تحصلهم على ثمن العلاج.
عمل حفتر والمتحدث على لسانه أحمد المسماري على محاولة تحشيد أكبر قوى للمليشيات في صفهم عبر إقحام شباب مدنيين صغار السن بدون خبرة ولا تجربة عسكرية، واعدا إياهم برواتب وعلاوات مالية مضاعفة لتعويض نقص المجندين، ولكن كامل مليشيات حفتر أيقنت زيف وعوده في حين أجبر جرحاه الذين تلقوا إصابات أن يرجعوا لمحاور العدوان.
مظاهرات غاضبة
مدينة بنغازي تشهد يوميا خروج آلاف من شباب مُظاهرات غاضبة، منددة بسوء الأوضاع المعيشية والصحية، وامتدت هذه المظاهرات إلى مدينة البيضاء بعد ازدياد معاناة الجرحى؛ نتيجة عدوانه على طرابلس ليعلنوا إغلاق مقر المصرف بمدينة البيضاء؛ احتجاجاً على أوضاعهم الصحية وإهمال حفتر لهم..
كما أمهلوا حكومة الثني في 22 من نوفمبر أسبوعاً واحداً لصرف مستحقاتهم واستكمال علاجهم، لكن دون أي رد يذكر من قبل الحكومة أو غيرها من الجهات المختصة في شرق البلاد.
تقرير أمريكي
المُفتش العام الرئيسي الأمريكي لعمليات مكافحة الإرهاب في شرق أفريقيا وشمال وغربها، أكد في تقرير له أن “قوات حكومة الوفاق” هزمت مليشيات حفتر في حربها الأخيرة على طرابلس، وأن مليشيا الكتيبة 106 عانت خسائر كبيرة؛ بسبب تجنيدها مقاتلين عديمي الخبرة.
واتهم التقرير المقدم إلى الكونغرس الأمريكي في الفترة من 1 يوليو إلى 30 سبتمبر 2020 والصادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية” DIA” مليشيا 106 ” التي يترأسها خالد نجل خليفة حفتر بارتكاب نشاطات إجرامية.
وذكر التقرير أن ما يعرف باللواء 12 والذي كان يقوده “ابن نايل” مسؤول عن إيقاف الإنتاج في حقل الشرارة في يونيو الماضي، وما يعرف بـ “الكتيبة 128” في إغلاق آبار النفط في الصحراء ما سبب في تكبد الاقتصاد الليبي خسائر فادحة.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” أكدت، في تقريرها العام الماضي، أن أسرة سرقيوة اتهمت الكتيبة 106 التي يقودها نجل حفتر في المشاركة في اختطاف النائبة سهام سرقيوة، والتي لم يكشف عن مصيرها حتى الآن.
خسائر العدوان
المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت، في أكتوبر الماضي، خسائر قدرت بـ 10 مليارات دولار أمريكي؛ نتيجة إغلاق الحقول والموانئ النفطية من قبل مليشيات حفتر وبإيعاز من الدول الداعمة، وأكثر من 7 آلاف قتيل من مليشياته، ونزوح أكثر من 300 ألف من المنطقة الغربية؛ نتيجة عدوانه، ودمار عدد كبير من المؤسسات ومنازل المواطنين.