تشهد المنطقة الشرقية والمناطق التي تسيطر عليها مليشيات حفتر ترديا في الأوضاع المعيشية من نقص في السيولة و انقطاع الكهرباء وفساد لجان مكافحة فايروس كورونا ومنع مساعدات طبية أرسلتها حكومة الوفاق لمحاولة تخفيف النقص الحاصل في المستشفيات.
هذه الأوضاع التي عصفت بالمواطن ساهمت في ارتفاع الأصوات المناهضة لهذه الحالة، وبدأت الدعوات للتظاهر في الشرق تعلوا يوما تلوى الآخر رغم منع حفتر وميليشياته حرية التعبير وإغلاقه للساحات والميادين خاصة في بنغازي.
تردي الخدمات
واذا ما تحدثنا عن أسباب تفاقم أزمة الكهرباء في المنطقة الشرقية وتردي الاقتصاد هناك وليبيا عموما سنجد حفتر وراء هذه الازمات فهو من أغلق الموانئ النفطية وأوقف إمدادات الغاز التي تغذي محطة الزويتينة رغم تحذيرات المؤسسة الوطنية للنفط من ذلك.
وسلم حفتر ثروة الليبيين الوحيدة وهي النفط إلى المرتزقة الروس والجنجويد الذين لا يزالون يرفضون فتح الموانئ والخروج منها رغم الخسائر التي لمست 8 مليارات دولار حتى الآن.
الأصوات تتعالى..
خرج بالأمس مجموعات من الشباب في مدينة القبة تنديدا بسوء الوضع المعيشي وانعدام الخدمات، وأغلق المتظاهرون بعض الطرقات مطالبين بضرورة توفير السيولة والكهرباء والغاز وسبقها عدة مظاهرات في وقت سابق بعدة مدن ونداءات النساء والرجال أمام المصارف للحصول على قوتهم.
وقبل هذه التظاهرة التي خرجت في القبة دعا نشطاء ومدونون في بنغازي إلى التظاهر يوم 23 أغسطس الماضي في ساحة الكيش، احتجاجا على الوضع المعيشي والمطالبة بحقوقهم إلا أن سلطة القمع حالت دون الخروج بعدما أغلقت ميليشيات حفتر ساحة الكيش وهدد بعض النشطاء بالملاحقة.
حلول عاجلة
و في محاوله استباق لحفتر للملمة الشعب ومنع المظاهرات طالب حفتر المسؤولين التابعين له بإنهاء أزمة الكهرباء بالمنطقة خلال عشره أيام، والعمل على تفعيل منظومة الفيزا كرت لحل مشكلة السيولة وتحسين البنية التحتية للمناطق والإسراع في معالجة مشاكلها، وتوفير الوقود لبعض مناطق الجنوب والتي يوجد بها نقص في الوقود كأنه هو رئيس الدولة، متناسيا أن ما يعانيه المواطنون في المنطقة الشرقية هو نتيجة أفعاله.
وعلى ما يبدو فإن محاولة حفتر الأخيرة بالظهور بأنه المنقذ والموفر للخدمات لم تجد نفعا خاصة وأن الدعوات للتظاهر أصبحت تزداد في كل مدن الشرق.