في سياق التفاهمات التركية الروسية التي تندرج الأزمة الليبية ضمنها أعلنت وزارتا الخارجية التركية والروسية توصل الوفدين المجتمعين في أنقرة لاتفاق بشان الأزمة الليبية يقر بوقف إطلاق حوار سياسي ليبي، وأنه لا حل عسكري في ليبيا.
الخارجية الروسية أكدت أنها اتفقت مع الجانب التركي على مواصلة الجهود لتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار في ليبيا، وعلى حوار سياسي ليبي، وفقا لقرارات مؤتمر برلين.
من جانبها أكدت الخارجية التركية أن محادثاتها مع الجانب الروسي جددت التأكيد أن لا حل للأزمة الليبية عسكري.
هذا الاتفاق الذي يذهب في سياق اتفاقات أنقرة وموسكو السابقة بشأن الأزمة الليبية رآه البعض؛ تمهيدا للجلوس على طاولة الحوار بشأن سرت والجفرة.
التوصل لتفاهمات
الكاتب عبد الله الكبير أشار إلى أن مجمل البيان يشير إلى عدم التوصل لتفاهمات بين تركيا وروسيا، ملفتا إلى أن التأكيد على الحل السياسي جملة باتت مستهلكة من فرط تكرارها.
الكبير أوضح، في تصريح للرائد، أن فقرة أن لا حل عسكري للأزمة الليبية لم تتوقف كافة الأطراف عن تردديها طوال شهور الحرب على طرابلس من دون خطوات عملية تترجم هذا الشعار، مشيرا أن الموقف الأمريكي يعمل على التهدئة مع كل حلفائه المنخرطين في الصراع، وما أراه حتى الآن هو إرهاصات تكريس التقسيم.
تقارب في وجهات النظر
الكاتب المصري علاء فاروق أكد أن هذه التفاهمات الجديدة بين أنقرة وموسكو نتجت عن مشاورات استمرت قرابة عام، ولها عدة دلالات من أهمها تحقيق تقارب في وجهات النظر بين الموقف الروسي المحسوب على فصيل بعينه والداعم لمعسكر الشرق الليبي، وبين دولة تركيا الحليف القوي لحكومة الوفاق، ملفتا أن هذه التفاهمات ربما تسهم في التهدئة خاصة مع ارتفاع أصوات سياسية وقبلية في الشرق تدعو للتهدئة.
فاروق أشار، في تصريح للرائد، أن هذا التفاهم ربما يؤثر في مجريات معركة سرت المرتقبة خاصة إذا قام الروس بسحب مرتزقة فاغنر من المعارك باعتبارهم يشكلون رقما صعبا في المعركة..
فاروق أوعز اإلى أن هذا التفاهم وتشكيل لجنة مشتركة بين الطرفين قد يسهم في طمأنة الجانب الأميركي المتخوف من تمدد الروس؛ كون تركيا حليفا مضمونا لدى واشنطن، مبينا أن هذا التفاهم قد يعطل الحراك والتصعيد من قبل النظام المصري، وربما إيقاف أي تحركات فعلية في العمق الليبي.
التسوية السياسية
الكاتب علي أبوزيد اعتبر أن هذا الاتفاق بداية لإنهاء التصعيد، وتحديد الأطراف الدولية التي سيكون لها الدور الرئيس في التسوية السياسية، وبلا شك فإن تركيا وروسيا في مقدمتها.
أبوزيد أشار، في تصريح للرائد، أن الاتفاق الروسي التركي على الأرجح سيضمن إطفاء تدريجيا لحالة التوتر العسكري يصاحبه في المنطقة الشرقية إعادة ترميم للواجهة السياسية دون أن يوجد فيها حفتر، وعلى الأغلب فإن روسيا ستسعى إلى تصدير وجوه سياسية تضمن من خلالها مصالحها في ليبيا.