يبدو أن أهالي المناطق الواقعة تحت قبضة حفتر قد ضاقوا ذراعا بأساليب الخطف والقتل والإخفاء القسري التي تتّبعها مليشياته لإسكات كل معارضيها.
وبعد أن خسر حفتر وبان عوار جيشه المزعوم عقب طرده من كامل تراب المنطقة الغربية على يد قوات الجيش الليبي ـ بدأت تجمعات محلية وأهالي لضحايا الإخفاء القسري بالتظاهر للتعبير عن رفضهم لنهج هذه المليشيات والمطالبة بعودة ذويهم المخطوفين.
مظاهرة في شحات
أهالي مدينة شحات بالمنطقة الشرقية الواقعة تحت قبضة مليشيات حفتر خرجوا في مظاهرة استنكارا لاستمرار اختطاف وتغييب وزير المالية بحكومة الثني “كامل الحاسي” والمواطنة “مقبولة الحاسي”، دون سبب أو مبرر.
وقالت مصادر من أبناء القبيلة، إن إحدى عمليات الاختطاف نفذتها مليشيا تتبع المدعو “سعد فركاش العقوري”، كما جدد المحتجون رفضهم لاختطاف وزير المالية كامل الحاسي منذ مايو الماضي.
ولا ننسى ما ارتكبته مليشيات أولياء الدم من خطف وإخفاء للنائبة “سهام سرقيوة” في يوليو 2019 من منزلها في بنغازي، بعد انتقادها عدوان حفتر على طرابلس، ولم يُعلم عنها شيء حتى الآن.
قتلى في هون
وفي السياق ذاته، تظاهر عدد من سكان مدينة هون في الجفرة أمس؛ تنديدا بقتل مليشيات حفتر لمدنيين من أبناء المدينة، داعين إلى عصيان مدني يشمل كل مدن الجفرة.
كما أكدت مصادر مطلعة للرائد، وفاة المواطن عماد عبد السلام جطيلاوي في مدينة هون على يد مليشيات حفتر ومرتزقته من الجنجويد السودانيين، ليرتفع عدد من قتلوا على يد تلك المليشيات إلى 3 مواطنين في أقل من أسبوعين، بعد مقتل “طارق محمد “و ” زياد العربي”.
وقفة في ترهونة
كما نظم عدد من الأطفال والنساء في مدينة ترهونة، في 2 يوليو الجاري، وقفة طالبوا خلالها بالكشف عن مصير ذويهم المفقودين والمختطفين على يد مليشيات حفتر.
وناشد أهالي الضحايا من وصفوهم بـ “عقلاء المنطقة الشرقية”، المساهمة في الكشف عن مصير أبنائهم، بعد ورود أخبار عن وجودهم في سجون سرية هناك.
مقابر جماعية
وزير الخارجية محمد سيالة كشف، في 14 يونيو، في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن، عن العثور على 11 مقبرة جماعية في ترهونة.
وشدّد سيالة، بحسب الرسالة، على ضرورة أن يتخذ المجلس الأممي “موقفاً حازماً” حيال الجرائم التي ارتكبتها مليشيات حفتر في ترهونة التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
ووافقت المحكمة الجنائية الدولية، الثلاثاء الماضي، على إرسال فريق للتحقيق في جرائم مليشيات حفتر في ليبيا عقب اكتشاف مقابر جماعية تضم أكثر من 200 جثة في ترهونة وجنوب طرابلس عقب هرَب مليشيات حفتر منها.