تستمر فرنسا في موقفها المتناقض والمتخبط في الأزمة الليبية من ناحية تدعم حفتر وانقلابه على الشرعية سياسيا وعسكريا، ومن جهة تتنصل من دعمه عقب هزيمته
وبعد التأكد من احتراق ورقة حفتر هاهي اليوم تذهب للعب ورقة النفط، حيث طالب وزير الخارجية الفرنسي جان لورديان في جلسة مجلس الأمن بإيجاد آلية لرصد عائدات النفط، وعدم وصولها لمن وصفهم بالميليشيات في تدخل سافر في قوت الليبين بالتلاعب في مصدر دخلهم الأساسي، ألا وهو النفط، الذي بلغت خسائر إغلاق إنتاجه من قبل حفتر أكثر من 6 مليارات دولار حتى الآن.
حصة من النفط
المحل السياسي عبدالله الكبير قال، إن فرنسا تشارك على قدم المساواة في الاجتماعات الخاصة بموضوع إعادة ضخ النفط إلى جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة وحكومة الوفاق ومؤسسة النفط ما يعني أنها تريد حصة لحفتر في العائدات.
وأشار الكبير، في تصريح للرائد، إلى أن فرنسا لا تريد لحكومة الوفاق وحلفائها أن تستفيد من النفط، ودعمها لحفتر طوال السنوات الماضية كان من أهدافه الحصول على امتيازات في قطاع الطاقة.
وأوضح الكبير أفرنسا بعد هزيمة حفتر فقدت دورها في لعب دور يحافظ لها على مصالحها وأطماعها ولم يبق لها غير النفط، وأن الإغلاق ممكن أن يكون مفيدا لدول منتجة، وفي هذه الحالة ستعمل فرنسا لمصلحة هذه الدول.
وأكد الكبير أن فرنسا تدرك حجم المنافع التي ستحصل عليها تركيا بدعمها لحكومة الوفاق، لذلك ستدفع باتجاه عدم تحكم حكومة الوفاق في الإنتاج والعائدات، وفق قوله.
استمرار التخبط
المحلل السياسي محمد غميم اعتبر أن تصريحات لودريان تعكس استمرار التخبط في الدبلوماسية الفرنسية في التعامل مع الملف الليبي، وهو ليس بجديد فهي تحاول منذ العدوان أن تنتهج نهجا تصعيديا، وكشفت مؤامرتها في الفريق الأمني الذي قيل إنه مكلف بحماية السفارة، وكان فريق دعم لحفتر في قاعدة الوطية.
وأضاف غميم، في تصريح للرائد، أنه ومع تصاعد الأحداث في ليبيا بدأ تخبط فرنسا في تصريحات بين دعم حفتر، وأخرى تتنصل منه، وبين تقرب من روسيا ومهاجمتها.
ورأى غميم تصريح لودريان تحولا جديدا تتنقل فيه اللعبة إلى المفاوضات؛ للحفاظ على حفتر بقدر الإمكان؛ لأنهم ليس لديهم بديل له حتى ترتب الأوراق، بعد خسارتهم الحل العسكري.
وذكر غميم أن فرنسا تعاني من تخبط داخلي، وافتقار لسناريو للتعامل مع الأزمات، ووجود الحليف التركي هو أكثر ما يثير فرنسا، ويزعج حكومة ماكرون ولودريان.
وبين غميم أن فرنسا لها أطماع في ليبيا في “منطقة فزان” خاصة، وتحاول الاستفادة من المناكفة السياسية مع تركيا بتحريك من الإمارات.
نفاق سياسي
ومن جانبه قال المحلل السياسي فرج دردور إن تصريح لودريان نفاق سياسي، فالحديث عن آلية لصرف إيردات النفط ليس من اختصاص فرنسا، وليس لها علاقة به؛ لأن ليبيا دولة قائمة، ولديها آلياتها، والنفط يصرف على المرتبات، وخدمة جميع المناطق، وبشكل متوازٍ وفق آلية الخزانة الليبية.
وبين درودر، في تصريح للرائد، أن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي تدعي فيه فرنسا أنها لاتتدخل في الشأن الليبي، وأنها لا تدعم حفتر مشيرا إلى أن فرنسا ليست مستفيدة فقط من إيقاف النفط في ليبيا، ولكنها من تفرض عملية الحصار علىه من خلال طيرانها كما حدث في حقل الشرارة ، كما أنها من دعمت قوات الفاغنر الروسية التي سيطرت على حقلي الشرارة والفيل.