in

الدمار والألغام ينغّصان عودة نازحي طرابلس إلى بيوتهم

لا تزال أعداد كبيرة من نازحي مناطق جنوب العاصمة طرابلس لم تعد إلى بيوتها، فمن لم يُدمر منزله، يهدده وجود ألغام زرعتها ميليشيات حفتر قبل هزيمتها على يد قوات الجيش الليبي في عملية بركان الغضب.

لن نجازف

تحتضن عمارات طريق السكة غير البعيدة عن مقر حكومة الوفاق أعداداً كبيرة من النازحين، بينهم “محمد نصر الدين” الذي يعول أسره تضم 5 أطفال، مؤكداً أنه لن يجازف بالعودة لمنزله بمنطقة صلاح الدين.

يقول في حديثه للرائد: “منزلي متضرر، والمنطقة الواقع بها ملوثة بالألغام، ولاتزال فرق الهندسة العسكرية تواصل جهودها”، مضيفاً أن أعدادا كبيرة من النازحين الذين امتلأت بهم العمارات يعيشون ظروفا مشابه لظروفي، وفق قوله.

وفيما يؤكد “نصرالدين” عدم قدرة أعداد كبيرة منها على صيانة منازلها التي دمرها العدوان على العاصمة، يطالب الحكومة الاهتمام بالنازحين الذين نغّص عودة كثير منهم دمار بيته.

عودة آمنة

دمار البيوت وانتشار الألغام دفعا النازحة “وداد عون” إلى الإسهام في تشكيل لجنة تطوعية لترتيب عودة آمنة للنازحين، والإبلاغ عن أي ألغام لانتشالها درئاً للخطر الذي يهددهم.

وتشدد “عون” في سياق حديثها للرائد على أن الألغام واحد من معوقات عودة النازحين لبيوتهم، مضيفة أن عديد من النازحين فقدوا منازلهم، بينهم جارٌ لها دُمر جزء كبير من منزله، وفق قولها.

وتقول “عون” إنها لا تفكر في العودة لمنزلها بطريق الأبيار في عين زارة بعد أن نزحت منه في أول يوم العدوان على العاصمة، مضيفة أنها تفقدته ووجدت به آثار أعيرة نارية وعبارات نابية على جدرانه.

القريب العاجل

في حين لا يفكر المواطن “محمد السنوسي” في العودة لمنزله الواقع في منطقة الهضبة في القريب العاجل بعد أن نزح منه في ثاني أشهر العدوان على العاصمة طرابلس بسبب انتشار الألغام ومخلفات الحرب.

وبيّن “السنوسي” الذي يعول 3 أطفال للرائد أنه لا يزال نازحاً بذات المنطقة، مضيفاً أن منزله والمنازل المجاورة له دمرت، وأن جيرانه يساورهم الخوف من العودة بسبب الألغام، علاوة على انقطاع امدادات وتوصيلات الكهرباء نتيجة الحرب.

واختتم “السنوسي” حديثه أنهم لم يحظوا بدعم الدولة واهتمامها رغم معاناتهم منذ 14 شهراً، مطالباً الحكومة بتوفير كل شيء، وفق قوله.

غير آمنة

جزّأ الرئيس الأسبق للجنة الأزمة ببلدية عين زارة مفتاح الفقي وضع النازحين إلى نازحين عادوا، وآخرين حال دون عودتهم دمار بيوتهم أو زرع ألغام بها، مؤكداً أن أي عودة للنازحين الآن هي “غير آمنة”

وتابع الفقي أن الألغام لا تزال تحصد الأرواح بعد أن تسببت في قتل اثنين من الفرق العاملة على انتشالها، وإصابة 2 من العمالة الوافدة في منطقتي الاستراحة الحمراء والرعايبية.

يختتم “الفقي” حديثه للرائد بقوله إن انتشال الألغام من مناطق عين زارة ومشروع الهضبة وصلاح الدين وطريق المطار وخلة الفرجان والأحياء البرية يمهد لعودة آمنة للنازحين دون وجود ما يهدد حياتهم، وفق حديثه.

القبلاوي: الجنائية الدولية وافقت على توثيق جرائم حفتر بطرابلس وترهونة

دعم حفتر وسانده، فلما هُزم تبرَّأ منه.. غسان سلامة في ليبيا: فشل ذريع أم سقوط مبرَّر؟