لم يعد لقائد ميليشيات الكرامة خليفة حفتر شيء يفعله بعد خسارته الساحقة في الخامس من يونيو الماضي وهروب ميليشياته مدحورة مصحوبة بمرتزقة الفاغنر والجنجويد.
حفتر خرج على مؤديه في صورة مع ميليشياته الناجية من الهزيمة وقياداته الفاشلة التي زجت بأبناء المنطقة الشرقية، ومدينة ترهونة في حرب خاسرة دفع خلالها آلاف الشباب أرواحهم؛ ثمنا ليصعد لكرسي الحكم هو وأبناؤه، لكنه لم يكلف نفسه حتى تبرير هزيمته، ويقول لهم ما ثمن كل هذه الدماء؟
ساعات 2019 الصفرية
ظهور حفتر إعلاميا كان مفارقا منذ إعلانه العدوان على العاصمة طرابلس مطلع أبريل 2019 حيث كان متوعدا مؤكدا على نصره المبين عبر تسويق خطاباته من خلال منابر قنواته وقنوات الداعمين له عربيا، تخللتها إعلانات عدة لساعات صفرية لاقتحام طرابلس لم تحقق إلا أصفر النتائج.
خطابات 2020
علامات الهزيمة والخيبة لاحقت حفتر بعد سحق قواته وفشل عدوانه، وبدء الداعمين له يتخلون عنه واحدا تلو الآخر، عقب إعلان تفويضه وانقلابه مايو الماضي بعد أن تأكد من هزيمة ميليشياته في المنطقة الغربية.
وبدأ التخلي عن حفتر وتصدير رئيس نواب طبرق عقيلة صالح كواجهة سياسية للمفاوضات المقبلة، ولم يبق لحفتر إلا الاستعراضات الخاوية.
فظهر في مشاهد مصورة يخطب في عدد من ميليشياته محاولا رفع معنوياتهم المنهارة مع خلو المشاهِد من القنوات الإعلامية الداعمة له والباحثة الآن عبر داعميها عن تسويات سياسية خاصة بعد ظهور المقابر الجماعية التي خلّفتها ميليشياته في ترهونة.
وكلف موظفا لالتقاط صور له ولقاداته الذين أثبتوا فشلهم، وفي غياب آمر ميليشياته في المنطقة الغربية عبد السلام الحاسي الذي فر مهزوما من مدينة غريان.
قناة ابن حفتر كثفت جهودها؛ لتحشيد مؤديه في بنغازي؛ للخروج في مظاهرة مؤيدة له في ساحة الكيش، ومجبرين المواطنين على الدخول وعدم الخروج إلا باستئذان من ميليشياته، والتلويح بأعلام الدول المساندة لهم في مشهد يعكس الحالة المزرية التي وصلت لها، وهي التي كانت تهدد بالأمس القريب بدخول طرابلس وتعليق صورة هذا المجرم على حائط السرايا الحمراء في ميدان الشهداء قبل أن تقلب حكومة الوفاق وقوات الجيش وحلفاؤها الطاولة على رؤوسهم جميعا.
