وجّه أكثر من 200 عالم وباحث رسالة إلى منظمة الصحة العالمية، يؤكدون فيها ما سمّوه وجود “مسار ثالث” بشأن فرضيات انتقال فيروس “كوفيد-19″، وذلك على خلاف ما خلصت إليه المنظمة من حصر أسباب انتقال العدوى، بين التواجد على بعد مسافة قريبة من المصاب، أو ملامسة سطح ملوث بالفيروس.
وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، السبت 4 يوليو/تموز 2020، فإن هذه الرسالة تم توقيعها من طرف علماء وباحثين يمثلون 32 بلداً، يؤكدون فيها أن “مسافة الأمان” أي التباعد الاجتماعي، لن تكون كافية لوقف انتشار العدوى، بسبب بقاء جزيئات في الهواء، ما ينسف هذه النظرية، التي وضعتها المنظمة.
الهباء الجوي: يدافع هؤلاء الباحثون على فكرة أن الجزيئات المعروفة باسم “الهباء الجوي”، وهي النسخ المجهرية للقطرات التنفسية، يمكن أن تبقى عالقة في الهواء لفترات طويلة وتنتشر على مدى عشرات الأقدام، وهو الأمر الذي يجعل الغرف والحافلات وغيرها من الأماكن المغلقة سيئة التهوية خطيرة، خاصة عندما لا تفصل المسافة بين شخص مُصاب وآخر 6 أقدام.
ليديا موراوسكا، وهي أستاذة علوم الغلاف الجوي والهندسة البيئية في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في بريسبان، أستراليا تقول: “نحن متأكدون بنسبة 100٪ من ذلك”.
كما يقول الخبراء إن انتقال الهباء الجوي يبدو هو السبيل الوحيد لشرح العديد من الأحداث “المنتشرة للغاية”، بما في ذلك إصابة رواد المطعم في الصين الذين جلسوا على طاولات منفصلة وأعضاء الكورال في ولاية واشنطن الذين اتخذوا الاحتياطات خلال بروفة.
هذه النتائج التي خلص إليها الباحثون، تم تقديمها في رسالة مفتوحة إلى منظمة الصحة العالمية، كما أنها تحمل اتهامات مباشرة تتهم وكالة الأمم المتحدة بالفشل في إصدار تحذيرات في الوقت المناسبة بخصوص خطر الفيروس.
وفق نفس التقرير، فإن هذه الرسالة تم توقيعها من طرف 239 باحثاً من 32 دولة، كما من المقرر نشرها الأسبوع المقبل في مجلة علمية.
المنظمة تردُّ: اعترف مسؤولو منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق الهباء الجوي لكنهم يقولون إن ذلك يحدث فقط أثناء العمليات الطبية مثل التنبيب الذي يمكن أن ينفث كميات كبيرة من الجسيمات المجهرية.
الدكتورة بينيديتا أليغرانزي، الخبيرة البارزة في منظمة الصحة العالمية في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها، قالت في ردودها على أسئلة من “التايمز” إن الباحثين يستندون في نظرياتهم إلى التجارب المعملية بدلاً من الأدلة من الميدان.
المتحدثة نفسها كتبت في رسالة بريد إلكتروني: “نحن نقدر ونحترم آراءهم ومساهماتهم في هذا النقاش، ولكن في المؤتمرات الهاتفية الأسبوعية، الذي يظم أزيد من 30 عالماً وخبيراً دولياً، والذين يقدمون استشارات للمنظمة، يعتقدون أن الأدلة الحالية غير مقنعة بما فيه الكفاية”.
معتبرة أن “مثل هذا الانتقال كان سيؤدي إلى المزيد من الحالات وانتشار الفيروس بشكل أسرع”.
مواقف المنظمة: منذ اكتشاف الفيروس لأول مرة في الصين، تطوّر فهم كيفية انتشاره بشكل كبير، ما أدى إلى تغيير المبادئ التوجيهية فيما يتعلق باستخدام الأقنعة.
في البداية، قالت منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إن الأقنعة مبالغ فيها بالنسبة للناس العاديين ويجب الحفاظ عليها للعاملين الصحيين، قبل أن تغير موقفها في وقت لاحق وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالأقنعة فقط للأشخاص الذين يعانون من أعراض COVID-19.
ثم في أبريل/نيسان، بعد أن أصبح واضحاً أن الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض يمكن أن ينشروا الفيروس أيضاً، اقترحت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أقنعة للجميع عندما كان من الصعب تحقيق التباعد الجسدي، وهو موقف تبنته منظمة الصحة العالمية في النهاية.
ارتفاع الإصابات: يأتي هذا، في الوقت الذي يتواصل فيه تسجيل أرقام إصابات قياسية بالفيروس عبر العالم، فقد سجلت المنظمة، السبت 4 يوليو/تموز 2020، زياد قياسية في عدد الإصابات بفيروس كورونا على مستوى العالم بلغت 212326 حالة خلال 24 ساعة.
إذ ذكر التقرير اليومي للمنظمة أن أكبر الزيادات سُجلت في الولايات المتحدة والبرازيل والهند.
وتعود الزيادة اليومية القياسية السابقة إلى 28 يونيو/حزيران، حين بلغت 189077 حالة على مستوى العالم.
كما ظل عدد حالات الوفاة ثابتاً عند نحو 5000 حالة يومياً.
وتجاوز عدد الإصابات على مستوى العالم 11 مليون حالة، الجمعة، فيما يشير إلى منعطف جديد في انتشار المرض الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص خلال سبعة أشهر.
المصدر – عربي بوست