Menu
in

في مقابلة خاصة مع الرائد، المنصوري: تصريحات الرئيس التونسي مخيبة للآمال، وتنم عن عدم دراية

رأى عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور “ضو المنصوري”، في مقابلة خاصة مع الرائد، أن تصريحات الرئيس التونسي “قيس سعيد” ودعوته القبائل لكتابة الدستور في ليبيا ـ مخيبةٌ للآمال، وتنمّ عن عدم دراية بمجرى الأمور السياسية في ليبيا، ويصل حتى لدرجة إهانة الشعب الليبي بوصفه بالقبلية التي هي المرحلة التي تسبق التمدُّنَ، دون أن يعي أن ليبيا كانت من أوائل الدول العربية التي كتبت دستورها بأيدي أبنائها.

1- كيف تقيّم تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد الأخيرة حول ليبيا؟

بصراحة أراها مخيبةً للآمال وتنمّ عن عدم دراية بمجرى الأمور السياسية في ليبيا، وتصل حدّ إهانة الشعب الليبي بوصفه بالقبلية وهي المرحلة التي تسبق التمدّن دون أن يعي أن ليبيا كانت من أوائل الدول العربية بصناعتها للدستور بأيدي أبنائها قبل استقلال تونس، ومن هذه الزاوية أَعُدّ تصريحه جهلا منه بالأوضاع السياسية والدستورية في ليبيا.

ويتعين على السلطات الليبية أن تعض أصابعها ندما؛ لأنها لم تسمح لمشروع الدستور الذي أقرته هيئة منتخبة من الشعب الليبي ـ أن يرى النور حتى اليوم مع مرور 3 سنوات على إقراره في البيضاء بأيادي ليبية وبمختصين من كافة المراكز العلمية المهتمة بالشأن الدستوري.

2-  هل من الممكن أن يكون الحل الذي اقترحه سعيد “دستور القبائل” واقعيا؟

أعتقد أن على الرئيس التونسي أن يواجه نفسه وأنه وصل إلى سدة الحكم في تونس بموجب الدستور التونسي؛ وبالتالي فإن القبائل التونسية لا وجود لها في تاريخ تونس حتى تصنع الدستور، أما أن يضع الشعب الليبي ويماثله ويشبهه بما يجري في أفغانستان فهذا باعتقادي لا يليق برئيس دولة صديقة وجارة وأستاذ في القانون الدستوري؛ لعدم توضيحه على الإطلاق أي دستور صنعته القبائل وسلكت به طريق المدنية والتمدّن.

3-  سعيد قارن ليبيا بالوضع الأفغاني… هل نحن فعلا نعيش هذا الوضع؟

كما أوضحت نحن أسبق من تونس في صناعة الدستور، وبالتالي تشبيهنا بالوضع الأفغاني ينم عن عدم دراية بالشأن الليبي، وهذه المرة الثانية التي ينزلق فيها الرئيس التونسي لعدم إلمامه بالأوضاع السياسية في ليبيا، الأولى عندما استقبل عددا من ذو القبعات البيضاء واعتقد أنهم يمثلون الشعب الليبي في قصر قرطاج، وشدّ على أيديهم، وهذه الفئة هي من يدعوها إلى أن تصنع الدستور!

4- لماذا تجاهل سعيد مسودة الدستور الجاهزة برأيك؟

قد يكون ذلك عن سوء نية، وأستبعد أن يكون عن عن حسن نية؛ لأنه عندما صدر مشروع الدستور تناولته وسائل الإعلام وأقيمت له العديد من الندوات واللقاءات في ليبيا وتونس، وتونس كانت تعج طوال 5 سنوات بالمشاورات التي كانت تجري لصناعة الدستور الليبي، وقد حضر في هذه اللقاءات فقهاء في القانون الدستوري من أكثر من 40 دولة، وكانت في أحضان وفنادق تونس؛ لذلك أعتقد أن هذا تجاهل متعمد، ويعود إلى ما يراه الرئيس التونسي من أن الليبيين عبارة عن قبائل، ولم يرتقوا سلم التطور البشري إلى الآن ،إلا أن الليبيين ـ كما ذكرت ـ صنعوا دستورا في 1951 قبل أن تستقل تونس في 1956م.

5- القبيلة هي مكون اجتماعي…كيف تنظر مسودة الدستور إلى القبيلة؟

نحن نرى القبيلة مرحلة من مراحل التطور وقد تجاوزتها ليبيا في الخمسينيات حيث لم تصنع القبائل دستورنا في ذلك الوقت بل صنعته لجنة من الليبيين، وكان من أرقى مشاريع الدساتير في عهده؛ ولذلك فإن الرئيس التونسي بدعوته هذه ينفي عن ليبيا حتى صفة الدولة!.

6- الرئيس التونسي رئيس مدني جاء بانتخابات ديمقراطية… فلماذا يلجأ إلى الحل في ليبيا عبر طرق غير ديمقراطية؟

يشير هذا إلى رؤية الرئيس التونسي “الدونية” للشعب الليبي، وهي في الحقيقة إهانه حتى للشعب التونسي، فالعلاقات بين الشعبين ليست علاقة جيران فحسب بل أشقاء وأصهار وأنساب، وثمة تداخل جغرافي واجتماعي بين البلدين، ولذلك فهذه النظره لا تعبّر إطلاقا عن نظرة الشعب التونسي الشقيق لأشقائه في ليبيا الذين وقفوا معهم في كافة المحن التي تعرضوا لها، بل يخصه شخصيا.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version