ماهي إلا أيام معدودة بعد فرار مليشيات حفتر من المناطق التي كانت تحتلها في محيط العاصمة طرابلس، وباقي المنطقة الغربية حتى أعلن الناطق باسم هذه المليشيات رسميا هزيمتهم أمام قوات الجيش الليبي.
وتتمثل هذه الهزيمة في الإعلان عن إعادة تشكيل غرفة عمليات “الكرامة” وتكليف ضباط جدد حتى يكونوا أقدر على قيادة سير المعارك، وكذلك التستر على الانسحاب بالقول، إنهم اضطروا لذلك من أجل تجنيب المدن والمدنيين الخسائر، وهذا ما يكذبه الواقع حيث تسبب هذه العدوان في خسائر فادحة في أرواح المدنيين وممتلكاتهم.
اعتراف بالفشل
وأعلنت ما يعرف بالقيادة العامة لمليشيات حفتر إعادة تشكيل غرف العمليات الرئيسية لها، وتكليف “ضباط أكفاء وقادرين على التفاعل مع المعركة ومتغيراتها” بحسب بيان منسوب لهم.
وجاء في البيان أنهم سيواصلون القتال في وسط الصحراء، مضيفا أن انسحابهم من المدن كان تجنبا للخسائر في صفوف المدنيين.
هدا الفشل ليس جديدا، فقد فر المدعو عبد السلام الحاسي المكلف من قبل بحفتر بإدارة عملياته في المنطقة الغربية بعد تحرير مدينة غريان في يوليو من عام 2019، وكلف بعده المدعو المبروك الغزوي الذي هزم هو الآخر على يد قوات الجيش، وفقد كل مركزاته في المنطقة بعد فرار مرتزقة الفاغنر من محاور جنوب طرابلس في تسعة أيام فقط.
إعادة تموضع
المسماري كان قد أعلن في إحدى مؤتمراته الصحفية إعادة التموضع والانسحاب إلى حوالى 3 كيلومتر من خطوط النار، لكن هذه الانسحاب استمر لأكثر من 500 كيلو متر باتجاه الشرق.
فقد فرت مليشيات حفتر باتجاه الجنوب، ومن ثم إلى الجفرة وسرت، ومن بعدها إلى الشرق باتجاه بنغازي حيث لم تستطع الصمود إلا أياما معدودة فور انسحاب مرتزقة الفاغنر الروسية في 29 مايو الماضي، بعد أن منيت بخسارة فادحة، جراء تدمير منظومات الدفاع الجوي الروسية الصنع “بانتسير” التي كانت توفر لها الغطاء الجوي، بضربات طائرات بدون طيار التابعة للجيش.
تحرير المنطقة الغربية
ليعلن عقب ذلك المتحدث باسم الجيش الليبي عقيد طيار محمد قنونو سيطرتهم على كامل المنطقة الغربية بعد إحكام السيطرة على جنوب طرابلس والمطار الدولي وصولا إلى مدينة ترهونة المعقل الأبرز لميليشيات حفتر طوال عام وأكثر من العدوان.
مبادرة السيسي
ورافق ذلك الانسحاب إعلان المبادرة المصرية لحل النزاع في ليبيا حيث جاء في مضمون هذه المبادرة ضرورة نزع سلاح قوات الحيش المتواجدة في طرابلس، وخروجها من المدينة وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي، واستبداله برئيس ونائبين يختارون من الأقاليم التاريخية للبلاد.
وقوبلت هذه المبادرة برفض سريع وحاسم من حكومة الوفاق، مؤكدة استمرار العملات العسكرية في كل من سرت والجفرة التي ترابط قوات الجيش على مشارفها منتظرة ساعة الصفر لاقتحامها قريبا.