بدأ ينكشف على السطح الدور الذي تقوم به روسيا عبر شركة الفاغنر المسلحة في ليبيا المتورطة مند أكثر من عام في العدوان على طرابلس، ومساندة ميلشيات حفتر بقصف الأحياء السكنية في طرابلس وغيرها من مدن الغرب الليبي، خاصة بعد فرارهم إلى مدينة بني وليد في وضح النهار.
هذا التدخل الروسي الذي ظهر بأنه قوي وليس كما تدعي موسكو يبدو أنه أزعج واشنطن فخرج قائد القوات الأمريكية في إفريقيا “الأفريكوم” “ستيفن تاونسند” مصرحا بأن روسيا تحاول قلب الموازين لصالحها في ليبيا باستخدام مجموعة “الفاغنر” المدعومة من الحكومة رغم محاولة روسيا إنكار ذلك.
وأكد “تاونسند”، في بيان لـ “الأفريكوم” على موقعها الرسمي، أن حفتر أعلن إطلاق حملة جوية جديدة مستخدما طياريين من المرتزقة الروس لقيادة الطائرات التي زودته بها روسيا لقصف ليبيا، مُوضحا أن روسيا ليست مهتمة بما هو أفضل للشعب الليبي، ولكنها تعمل على تحقيق أهدافها الاستراتيجية بدلا من ذلك.
وجاء في بيان “الأفريكوم” أن طائرات عسكرية روسية توفر الدعم الجوي والضربات الهجومية لمجموعة “الفاغنر” الروسية التي تدعم حفتر، وأن هذه الطائرات الروسية المقاتلة وصلت إلى ليبيا، منطلقة من قاعدة جوية في روسيا مرورا بسوريا حيث أعيد طلاؤها هناك لتمويه أصلها الروسي.
التدخل المباشر
وحول هذا الموضوع، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير، إن روسيا تتجه نحو التصعيد، ولكن الملفت أن الأفريكوم قد نوهت بأن التدخل بات مباشرا وهذا يعني وجود رد فعل مرتقب من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الكبير في تصريح للرائد، بأن استمرار الحرب في ليبيا يخدم مصلحة روسيا التي ماتزال تعمل على ابتزاز الغربيين بالتمدد في البحر المتوسط، مشيراً إلى أن السيناريو السوري يلوح في الأفق، وحرب الوكالة في ليبيا ستشهد تدخلا مباشرا من القوى الدولية المتصارعة على مناطق النفوذ الحيوية.
خطوات أمريكية أكثر جرأة
المحلل المصري المهتم بالشأن الليبي علاء فاروق رأى أنه قد لوحظ مؤخرا تغير في الخطاب الأميركي الدبلوماسي والعسكري تجاه الملف الليبي، وهذا الأمر يحمل دلالة اهتمام جديدة من واشنطن بالأزمة الليبية.
وأضاف فاروق للرائد أنه ومنذ ظهور أزمة “فاغنر” والولايات المتحدة تحاول ضرب الروس في مقتل بإثبات تورطهم في الحرب الليبية، وهو ما حاولت أجهزة الاستخبارات الأميركية إثباته وإظهاره وتسريبه لوسائل الإعلام هناك، وتم توثيقه مؤخرا من قبل حكومة الوفاق بعد فرار هؤلاء المرتزقة من مدينة بني وليد.
وتوقع فاروق أن يكون هناك خطوات أمريكية أكثر جرأة في الداخل الليبي-ربما بدعم لأنقرة وتواجدها هناك- لقطع الطريق على الروس وحليفهم العسكري “حفتر”
قد تترجم إلى مواقف سياسية
من جانبه بين الكاتب الصحفي علي بوزيد أن الموقف الأمريكي بدأ يخرج من حالة غض الطرف وترك المجال للدول الداعمة لحفتر وهي شريكة مهمة لواشنطن في ملفات إقليمية أخرى.
واعتبر أبوزيد في تصريح للرائد أن بيان الأفريكوم بمثابة تحذير لإدارة البيت الأبيض من الوجود الروسي المتنامي في ليبيا، مضيفا أنه يعتقد أن اللهجة “المنزعجة والصريحة” ضد الوجود الروسي قد تنعكس وتترجم في مواقف سياسية تضغط على الإمارات وتدعم حكومة الوفاق، ومن ورائها حليفها التركي.