تعددت المبررات التي يسوقها إعلام حفتر للعدوان على العاصمة تارة لإنقاذ الليبيين من الأزمة الاقتصادية، َوطوابير المصارف، وتارة من أجل الخلاص من الميليشيات والقضاء على الإرهاب، لكن الهدف الحقيقي انكشف أمام الليبيين، وهو طمع حفتر في السلطة فقط.
فالأزمة الاقتصادية وشح السيولة حلت بعد توقيع المجلس الرئاسي لحزمة الإصلاحات الاقتصادية عام 2018 وتوفرت السيولة وانخفض سعر صرف الدولار إلى 3:86 دينار، وأيضاً فككت جل المجموعات المسلحة، وأطلقت الداخلية برنامجها لتوحيد العمل الأمني على كافة مناطق ليبيا، وشهدت المنطقة الغربية استقرارا أمنيا واضحا إلا أن حفتر وميلشياته نسفوا كل شيء بعدوانهم.
تتمثل إنجازات حفتر الحقيقية في صرف مليارات الدولارات في شراء الأسلحة، لقتل الليبيين وتدمير مدنهم وقراهم، وتكبيد الدولة خسائر بالمليارات، جراء إغلاق النفط والاقتراض من بنوك المنطقة الشرقية.
وبدل أن تستثمر هذه الأموال في بناء وترميم ما أهلكته آلة حفتر العسكرية في كل من بنغازي ودرنة وطرابلس يستمر هو وميليشاته في استجلاب المعدات بآلاف وملايين الدولارات بأغلى الأثمان.
أسلحة ومعدات
واستخدم حفتر في حملته العسكرية على طرابلس عديد الآليات المسلحة والباهضة الأثمان من مروحيات هجومية من طراز “مي 24 بي” (MI 24P) إلى الطائرات الخفيفة من نوع “إيوماكس أي تي 802″(IOMAX AT-802) المعروفة أيضا باسم “إير تراكتور” (Air Tractor) أميركية الصنع
كذلك ناقلات جنود مدرعة من طراز “تايغر” التي يصل سعر الواحدة منها إلى 140 ألف دولار ، ومدرعة “نمر 2” المصرية ومدرعات أردنية، والمئات من سيارات الدفع الرباعي المعدلة من نوع تويوتا
وذكر تقرير الامم المتحدة للعام 2019 بخصوص ليبيا أن الأردن سلّم حفتر عربات عسكرية؛ من بينها المركبة “Al Mared 8×8″، والمركبة المدرعة “Mbombe 6×6”
ومدرعات “الوحشMRAP ” التي يصل سعرها إلى 500 ألف دولار
كما أشارت صحيفة ذا غارديان البريطانية في نوفمبر 2019 أن الإمارات زودت حفتر بطائرات دون طيار نوع وينج لونج صينية الصنع بتكلفة تقديرية تتراوح ما بين مليون دولار إلى مليوني دولار.
بينما عثرت قوات الوفاق عند تحريرها لمدينة غريان في يونيو الماضي على عدد من صواريخ الجافلين الأمريكية الصنع، والذي يقدر ثمن الواحدة منها بحوالي 246 ألف دولار.
ديون حفتر
ترافق ذلك مع تراكم ديون حفتر قاربت 35 مليار دينار خارج النظام المصرفي الرسمي، عبر سندات غير رسمية وأموال نقدية مطبوعة في روسيا وودائع من بنوك المنطقة الشرقية من أجل تمويل مليشياته، إضافة إلى تخصيص ميزانية طوارئ لميليشياته بقيمة 20 مليار دينار، من قبل مجلس نواب طبرق في يناير الماضي، وخسائر مالية تجاوزت أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي، بسبب إغلاقه لحقول النفط في يناير الماضي.
ملايين الدولارات
وبالإضافة إلى ذلك فقد دمرت قوات سلاح الجو بالجيش 9منظومات دفاع جوي روسية الصنع من نوع بانتسير لمليشيات حفتر، حيث قام سلاح الجو بقصف عربتين بالأمس، أحدهما داخل قاعدة الوطية، كما تم استهداف منظومة أخرى من نفس النوع جنوب سرت، بالإضافة إلى أخرى رابعة تم تدميرها في محيط غريان حيث يقدر سعر الواحدة منها 14.5 مليون دولار على أقل تقدير.
حرب يعقبها دمار
وترافقت جميع الحروب التي خاضها حفتر بدءا من بنغازي مرورا بدرنة وصولا إلى طرابلس بدمار كبير وغير مسبوق حل بالبنى التحتية، والأملاك الخاصة والعامة على حد سواء.
فقد ذكرت تقديرات لمختصين في بداية العدوان على طرابلس أن الخسائر المادية تقدر ب5 مليارات دينار كتقدير أولي، وأن الرقم في ازدياد مادامت المعارك مستمرة، بينما يعيش الليبيون في غالبية المناطق أزمات متتالية عنوانها الأبرز شح السيولة وطوابير المصارف وارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي، والذي ينعكس في غلاء الأسعار الذي بات بؤرق حياة المواطن ويضيق عليه سبل العيش.