Menu
in

هل ستتخلى الدول الداعمة لحفتر عنه بعد الانتصارات المتتالية للجيش الليبي


بعد الانتصارات التي حققتها قوات الجيش الليبي في المنطقة الغربية بدءا من تحرير مدينة غريان في غضون شهرين من بداية العدوان على طرابلس، وما كانت تمثله من أهمية إستراتيجية وعسكرية عند قائد الميلشيات المعتدية.

وتوالت الانتصارات التي حققها الجيش الليبي والهزائم التي منيت بها ميليشيات حفتر، وكان التطور الكبير والملحوظ في سلاح الجو الليبي الذي أثبت قدرته وكفاءته في السيطرة على أجواء المنطقة الغربية بالكامل، وتكبيده الميلشيات المعتدية خسائر وهزائم في معداتها وآلياتها وأفرادها، وقطع الإمدادات والتموين والوقود عنها، كان انتصاراً آخر يسجل لصالحه.

وفسح هذا التطور والسيطرة على المجال الجوي لقوات الجيش الليبي بحرية الحركة، وقدمت، منتصف الشهر الماضي، ملحمة تحرير عدد من مدن المنطقة الغربية والساحل الغربي في يوم واحد، وتلا ذلك الانتصار الباهر الذي حققته قوات الجيش الليبي بتحرير قاعدة الوطية التي كانت تعتبر معقلاً حصيناً يصعب الوصول له.

المجتمع الدولي يعترف بالقوي

المحلل السياسي محمد غميم، رأى أن الانتصارات العسكرية التي تحصدها قوات الوفاق ستؤثر إيجابيا على قبولها كشريك فعلي عند بعض الدول، وأيضاً ستكون عاملا مساعدا لتغيير مواقف دول أخرى تجاه تقاربها مع حكومة الوفاق، لأن المجتمع الدولي يعترف بالقوي، وأي انتصارات ستحققها الوفاق ستجلب لها داعمين أكثر، وستعزز موقفها ومكانتها على الساحة السياسية الدولية.

وتوقع غميم في تصريح للرائد، تغيراً في المواقف الدولية، والتي ستخدم بالإيجاب القضية الليبية، وستكون فيها تخل واضح عن رهانهم على حفتر، لأنه لم يجلب لهم إلا الوعود الكاذبة التي تعززها خسارته مواقع ومساحات ومدن كان قد أحكم سيطرته عليها فى فترة ضعف وتخبط الحكومة فى الفترة الماضية.

بداية نهاية مشروع حفتر

ومن جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي عبدالله الكبير، أن هزائم حفتر المتتالية ستغير الكثير من المواقف الدولية والإقليمية في القريب، كما وأن الانتصارات التي تحققها قوات الجيش الليبي وحكومة الوفاق، ستكون بداية النهاية لمشروع حفتر.

وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن حفتر بعنجهيته وغروره المعهود تجاهل الكثير من الرسائل من المجتمع الدولي حتى أدت لهزائمه المتسارعة هذه، وما على الرئاسي إلا التمسك بموقفه الرافض لأي تسوية سياسية مع حفتر، وعدم القبول به شريكا في مستقبل ليبيا السياسي العسكري.

لن تتغير مواقفها إلا بعد تحرير ترهونة

ومن جانبها قالت عضو المجلس الأعلى للدولة فوزية كروان، إنها لا تظن أنه سيكون هناك تبدلا كبيرا في مواقف الدول الداعمة لحفتر، إلا بعد تحرير مدينة ترهونة، لأن تلك الدول قدمت له من الدعم ومن المبالغ الكثير.

وباعتقاد كروان في تصريحها للرائد، فإنه قد تتغير مواقف فرنسا وروسيا بعد تحرير مدينة ترهونة، ولكن الإمارات والسعودية ستبقي معه حتي نهاية مشروعه، أو إيجاد بديل له، معربة عن أملها في انتفاضة أهلنا في الشرق لإفشال خطة التقسيم التي قد يلجأ لها حفتر وداعموه في سبيل بقاء مشروعه حيا.

وعن دور الرئاسي، قالت كروان، إن عليه استكمال تحرير كامل الأراضي الليبية، وتقديم الدعم والإمكانيات للجيش الليبي، والبدء في مصالحة وطنية تشمل كل أبناء الوطن، وإيجاد المناخ المناسب للاستفتاء على الدستور، وإجراء انتخابات دستورية، وتسليم السلطة لجسم منتخب.

مراجعة خياراتهم

وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الرواياتي، إن انتصار اليوم كان ضمن منهجيات التغيرات الدولية تجاه الملف الليبي، وخاصة التصريحات الأمريكية وحلف الناتو التى أكدت دعمها للوفاق، وعدم قبولها باستمرار هذا العدوان الهمجي الذي يودي بأرواح الأبرياء ويدمر الاقتصاد الليبي، ويقوض أي سبل أو محاولات للوصول لتسوية سياسية بين الليبيين.

وأضاف الرواياتي، في تصريح للرائد، أن هذه التغيرات هي من أعطت لقوات الوفاق الدفعة المعنوية لتحقيق هذا النصر الكبير، ولكنه أيضا نصر قد يلزم داعمي حفتر لإعادة مراجعة خياراتهم بشأن هذه العملية وخاصة مصر أو فرنسا.

وأوضح الرواياتي أن الإمارات من الصعب التكهن بردة فعلها، وقال، أعتقد أنها لن تتراجع بسهولة عن الخيار العسكري، ولكن ماذا لديها من مناورات عسكرية جديدة، سننتظر ونرى، وفق تحليله.

أُترك رد

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

Exit mobile version