جاء تصريح الأمين العام لحلف الناتو بشأن دعم حكومة الوفاق تأكيدا لشرعية هذه الحكومة والإطار الدستوري المنبثقة عنه والمتمثل في اتفاق الصخيرات.
وكذلك دعمًا لموقف العضو الأبرز في الناتو تركيا التي تساند حكومة الوفاق من خلال المعاهدة المبرمة بين البلدين في المجالين البحري والأمني، وهو ما يعطي التدخل التركي الداعم لقوات الوفاق في أرض المعركة شرعية وقبولا أكبر في المجتمع الدولي.
الناتو يدعم الشرعية
الأمين العام لحلف الناتو ” ينس ستولتنبرغ” أكد استعداد الحلف لدعم حكومة الوفاق، مشيرا إلى أنه لا يمكن وضع حكومة الوفاق بقيادة “فائز السراج” المعترف بها دوليا مع حفتر في كفة واحدة.
وكان الأمين العام لحلف الناتو “ينس ستولتنبرغ” أبدى، في يناير الماضي، استعداد الحلف لدعم مراقبة حظر تصدير السلاح إلى ليبيا المفروض من مجلس الأمن.
ترحيب الخارجية
وزارة الخارجية الليبية رحبت بتصريحات الأمين العام لحلف الناتو الداعمة لحكومة الوفاق لوضع حد للعدوان على طرابلس، مشيرة إلى أن حكومة الوفاق تقاتل من أجل إيقاف كل من يحاول أن ينهي أحلام الليبيين في الحرية والديمقراطية، ويريد إرجاع الحكم الشمولي والديكتاتوري للبلاد.
وأكدت الخارجية أن حفتر سيواصل عدوانه وقتله للمدنيين وتدميره لطرابلس طالما يفتقر المجتمع الدولي للإرادة من أجل ردعه ومعاقبته هو وداعميه.
حفتر يستجلب الفاغنر
الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” أكد، في تقرير لمجلس الأمن، أن مليشيات حفتر ما زالت تستقدم المرتزقة الأجانب، وما زالت تتلقى الدعم بالأسلحة والمعدات العسكرية، وهو ما يعدّ انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن، إلى جانب اعتراف الأمم المتحدة ولأول مرة في تقرير سري لمجلس الأمن باستجلاب حفتر لمرتزقة شركة الفاغنر الروسية ومقاتلين سوريين لدعم مليشياته في محاور القتال جنوب العاصمة.
وتابع “غويترش” أن العمليات العسكرية التي قام بها حفتر في غرب البلاد فاقمت الفراغ الأمني في المنطقة الجنوبية، وأكد أن مليشيات حفتر ما زالت تستهدف البنى التحتية في طرابلس وتقصف المدنيين.
دعم لحكومة الوفاق
وتأتي تصريحات الأمين العام لحلف الناتو بخصوص التأكيد على شرعية حكومة الوفاق بالتزامن مع تصريحات الأمم المتحدة والمفوضية الأوربية والبعثة الأممية للدعم في ليبيا، بالإضافة إلى الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وروسيا وتركيا المؤكدة على أن حكومة الوفاق هي الحكومة المعترف بها دوليا وأن اتفاق الصخيرات هو الإطار الوحيد للعملية السياسية حتى الآن.
اجتماع دول حوض المتوسط
في المقابل، أصدر وزراء خارجية دول مصر واليونان وقبرص وفرنسا، بمشاركة الإمارات، بيانا بخصوص الاتفاقية الموقعة بين تركيا وليبيا في المجالين البحري والأمني في نوفمبر الماضي، عدّوا فيه الاتفاقية “تهديدا” للاستقرار الإقليمي، ووصفوها بأنها تتعارض مع القانون الدولي وحظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
وهذا ما اضطر وزارتي الخارجية الليبية والتركية إلى الرد على البيان بوصفه تدخلا سافرا في شؤون دول ذات سيادة.
فاعلية تركيا في الحلف
وانضمَّت تركيا إلى حلف الناتو عام 1952، ولعبت دوراً هامّاً فيه منذ عشرات السنوات؛ إذ تمتلك ثاني أكبر جيش في صفوفه، وتُعدّ نفقات تركيا في المجال الدفاعي ضمن الحلف أكبر بكثير مقارنةً بنفقات دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا.
ويعدّ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أكبر تحالف عسكري في العالم، ويضم أقوى الجيوش وأكثرها تقدما، ويحتل جيش الولايات المتحدة المرتبة الأولى من حيث العدد، يليه الجيش التركي في المرتبة الثانية بنحو 435 ألف مقاتل، بحسب إحصائية نشرها موقع “ستاتيستا” الأمريكي عام 2019.