Menu
in

مقابلة خاصة مع عضو مجلس النواب السيدة اليعقوبي

كانت عضو مجلس النواب، السيدة اليعقوبي، من أبرز المعارضين بل والمقاطعين لمجلس النواب في طبرق؛ بسبب سياسته التي استفردت بها “شلة” عقيلة صالح هناك.

الرائد انتهزت فرصة للقاء معها، والتحدث عن عدد من القضايا، كان أبرزها مجلس النواب نفسه، ورأيها في العملية السياسية ومستقبلها، وأداء المجلس الرئاسي، والمطلوب من الشعب حيال كل ذلك. سألناها أولا عن رأيها في العملية السياسية وتعاطي مجلس النواب معها ؟

وكانت هذه المقابلة:

العملية السياسية منذ البداية تتسم بشيء من الاستقطاب الخارجي الذي كان مانعاً لها أن تبدأ حقيقةً حتى الآن، كما أن الصراع السياسي الناشئ منذ البداية، وعدم التعايش السياسي والسلمي بين الأحزاب ولَّدا احتقاناً عند الجميع، ومنعا الاستحقاقات السياسية أن تتحقق، فقد تعاطت معها كل الأطراف بكل انحياز، كل لطرفه الداخلي والخارجي والقبلي أحيانا، والآن الإدراك الجمعي الليبي تجاه العملية السياسية أضحى سلبيا لنتائجها التي لم تعبّر عن الطموحات و الآمال المرجوة.

*ما رأيك في أداء مجلس النواب؟

مجلس النواب نشأ مستقطَبا خارجيا منذ بدايته، وأصبح لعبة بيد دول إقليمية منذ الانتخابات، وزادت التدخلات الخارجية من تأزمها وتعميقها.

وانعكس هذا على أدائه المشلول، فالمفترض به أن يكون على مستوى الأحداث، لكنه بدأ مخالِفا واستمر في المخالفة إلى أن قضى على نفسه، وذلك نتاج مجموعة غير مسؤولة يجب أن تحال يوما ما إلى القضاء.

المواطن يعلم كيف تدور العملية السياسية داخل أروقة هذا المجلس فلا رقابة ولا تشريع، كما أن المجلس فقد الشرعية مرة بحكم المحكمة الدستورية، ومرة أخرى بانتهاء مدته، وثالثة بعدم موافقته على الاتفاق السياسي الذي من المفترض أن يكون قد أنتجه من جديد.

وقد قاطعت هذا المجلس منذ البداية للأسباب السالفة الذكر وغيرها، وما أزال مقاطعة له حتى هذه اللحظة، فما خرجنا من أجله لن يحققه أحد من هذه المجموعة التي تثبت كل يوم فشلها في تحقيق الاستحقاقات المنوطة بها.

ولذا فلزامًا عليّ أن أقول كلمة الحق التي ما فتئت أذكرها وهي أن “على الجميع الخروج من المشهد وإنهاء هذه المسرحية الهزلية في حق الوطن والمواطن”.

* كيف رأيتِ أداء المبعوث الأممي غسان سلامة؟ وهل أمكنه أنجاز شيء ما خلال توليه مهمته في ليبيا؟

السيد غسان سلامة لم ينجز شيئا في الملف الليبي، حاول أن يضع خطة ولكنها قوبلت من البداية بعراقيل لم يتعامل معها بالطريقة الصحيحة، غير أنه كشف عدة حلقات للرأي العام عن المعرقلين وأوضح فشل الأجسام الموجودة للعامة، وفسادها أيضا، بل أكد للجميع عدم رغبة من في السلطة في الوصول إلى حلول، وكان صادقا في هذا.

*هل تتوقعين أن ينجح مبعوث أممي جديد في ما فشل فيه سلامة؟

لقد حاول سلامة الوصول بجميع الأطراف إلى حل، ونقول إنه قد فشل أو أُفشل خارجيا بالدرجة الأولى وداخليا بالدرجة الثانية. أما هل ينجح مبعوث جديد في الوصول إلى حل الملف الليبي؟ فأنا لا اعتقد ذلك؛ لأن المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة تدير وتعمق الأزمة في ليبيا بامتياز، ولن يكون هناك حل أممي في أي ملف تديره، ما لم تكن لدى الشعوب إرادة لأن تصنع حلولاً بنفسها.

*ما رأيك في أداء المجلس الرئاسي قبل الحرب وبعدها؟ وما المطلوب من الرئاسي إنجازه عاجلاً؟

تولى المجلس الرئاسي ولايته 2016 نتيجة لاتفاق سياسي لو طبق لأنجزنا كثيراً من الحلول، وهنا لا أضع كل اللوم على كاهل هذا الجسم، الذي بدأ مختلفا منذ اليوم الأول، سواء أكان الخلاف على توليه الرئاسة أو خلاف داخلي بين أعضائه، فكان أقرب لمجلس المصالح الشخصية منه إلى مجلس شُكل لتحقيق المصلحة العامة.

وتعمقت انشقاقات أعضائه والخلافات بين الأجسام السيادية والتنفيذية المسؤولة، وأعطى المجلس هذه الذريعة التي وجدت فيها فرصتها برفضه من بعض التيارات، ولكن رغم دلك كان باستطاعة هذا الجسم أن ينقذ ليبيا، ولكنه أعطي الأمر لغير أهله كالعادة، وقد كان الظرف مهيئاً له لكنه أساء إدارة المرحلة و”أضاع الإبرة” ولم يتعامل مع ملفات كان يجب أن تكون من أولوياته، وكرس جهده لتحويل نفسه إلى طرف صراع بدل أن يكون وسيلة حل.

لقد كان أداء الحكومة ضعيفا وازدادت الأمور سوءا وتعمقت جذور الأزمة، وهذا ما كان سببا في العودة لفوهات البنادق، ومن وجهة نظري من لم يستطع إدارة الأزمة في السلم لن يستطيع إدارتها وقت الحرب، دونما تحيز مني لأي طرف.

إن من لم يستطع تقديم وتسهيل خدمات المواطن خلال 4 سنوات لن يستطيع إدارة البلاد خلال الحرب والنزوح وشح الموارد ونقص السيولة، ومشكله بحجم الحرب تحتاج إلى من يديرها خارجيا وعلى مستوى عال؛ لأن الأزمة تقف وراءها دول ليست بالهينة.

لم يكن مطلوبا من الرئاسي سوى المهام التي أُتي به من أجلها، ولو كان كرس جهده لمهامه المنصوص عليها في الاتفاق السياسي لما وصلنا لما نحن فيه الآن، وبرأيي حتى وإن توقفت الحرب، فلن يفعل الرئاسي أي شيء حيال أي قضية؛ لأنه لم يقدم خارطة طريق مند توليه مقاليد الحكم ولا رؤية واضحة في وجه من يعاديه.

*برأيك ما هي الحلول الأفضل للأزمة الليبية؟

التصدي لمشروع عسكرة الدولة أعاق كل المحاولات لخلق أرضية في أي عملية سياسية تتكلل بالنجاح، كما أن أي طرف لن يستطيع حسم هذا النزاع بالوسائل القسرية.

إذًا برأيي على جميع الأطراف الدخول في مناقشة موضوع النزاع؛ لأن اقتناع كل طرف بأنه قادر على حسم النزاع لصالحة بالقوة ومن دون التفكير في حل سياسي خوفا من تقلص بعض المكاسب ـ يمنعهم من الاحتكام إلى التسوية السياسية.

وحتى إن تأملنا خيرا في الدول الكبرى بوصفها ضامنة للسلم والأمن الدولي فسنجد أن تدخلات هذه الدول تخضع دائما لتقدير مصالحها، فقد تدعم طرفا مادياً ومعنوياً، وقد تجبر الأطراف على التفاوض أو تترك النزاع يأخذ مداه إن كان استنزاف الأطراف يحقق المصلحة الأكبر لها.

وأقول هنا وبكل تجرد ومع عدم التنازل عن مدنية الدولة ورفضي التام والقطعي لمشروع العسكر، إن أي حل يحتاج إلى تنازلات قد تكون مؤلمة على الرغم منالخسائر والتكاليف البشرية والمادية التي تكبدها الطرفان؛ لأن التنازل عن بعض الأشياء قد يوصلنا إلى حل يضمن استمرار دولة ليبيا وحماية حقوق الأجيال القادمة التي إن استمر الحال على ما هو عليه فلن تجد إلا الهجرة إلى العالم الآخر لكي تضمن حقوقها وتنعم بالعيش الكريم.

فيجب أن نضع ثوابت أساسية لا يمكن التنازل عنها كأرضية مشتركة لا يمكن تجاوزها وإلا فإننا سنخضع لأولويات الأطراف الراعية التي تعبر عن مصالحها في هذا الصراع.

اقتناع الأطراف بضرورة الحل السياسي، وبأن الحل بيد الليبيين أنفسهم وعدم الركون للتدخلات الخارجية ـ هو بداية النجاح، فولوج الليبيين إلى مناقشة مصيرهم بأيديهم وبما يعبر عن تطلعاتهم، والوصول إلى مجتمع ديمقراطي تعددي ودولة قادرة بما تختزنه من قدرات طبيعية وبشرية كافية للنهوض بليبيا وتحويلها إلى قوة إقليمية.

* ما رأيك فيما تعرضت له النائب سهام سرقيوة من تعدٍّ على حياتها؟

كنت من المطالبين والمصرين والمهاجمين سياسيا في ما يخص قضية النائب سهام التي تدل كل القصص المروية عن وفاتها من اليوم الأول على يد مليشيا أو عصابة أولياء الدم الذين يدعون أنهم جيش.

هذا هو حكم العسكر “الميلشياوي” الذي تختفي بين أحذيته وقوته غير القانونية كل الحقوق والحريات وينعدم في قانونهم احترام الحرمات أو الآراء.

إن ما حدث للنائب سرقيوة هو أحد الأدله الدامغة على أن مدينة بنغازي مختطفة من قبل “المجرم الميلشياوي حفتر” ودليل مع أدلة سابقة على أن المنطقة الشرقية وأهلنا هناك يعيشون تحت قبضة ظالمة مستبدة أعادتهم إلى عهود القهر والظلم، وتأييدهم لهذا المجرم سيجعل الدور يمر عليهم فهم ليسوا بمنأى لما تعرضت له سهام ونساء ورجال سبقوها من خطف وقتل وذل وتشريد.

وهذا دليل على أن قضايا حقوق الانسان والخطف والإخفاء القسري والإعدام خارج القانون زادت وتفاقمت في شرق ليبيا، وهذا موثق في تقارير دولية، ولن تكون قضية النائب سهام سرقيوة الأولى ولا الأخيرة.

ماذا تودين أن تقولي للشعب الليبي؟

أقول للشعب الليبي أنت صاحب القضية وصاحب الحقوق التي جُردت منها وأنت صاحب الرأي الأول والأخير في كل ما يحدث على هذا التراب الذي يجمعنا، ونعلم أن حابل الأزمات التي تتحملها قد اختلط بنابل الحلول التي من المفترض أن يكون الشعب هو صاحب الرأي الأول والأخير فيها.

وختمت مخاطبة الشعب الليبي، بالقول، لا تسمحوا لزمرة هدفها الكراسي والسلطة أن تستمر في اللعب بمقدراتكم ونهب خيراتكم واللعب بأفكاركم ومستقبلكم، وفي محاولة لتنبيه المواطن، فإنني أقول، إنه يبقى له أن يتحمل إخفاق المجموعة السياسية التي وصلت إلى المساس بقوت يومه، وأختم إنه قد حان للشعب أن يقول كلمته.

أُترك رد

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

Exit mobile version