in

تقصير واستهتار المعنيين في التعامل مع أول إصابة بكورونا

فور ظهور نبأ تسجيل أول إصابة بفيروس كورنا في البلاد حتى توجهت الأنظار صوب وزارة الصحة والأجهزة المساندة لها التي كان من المتوقع أن تؤدي واجبها الوطني بكل حزم واقتدار.

ومع ظهور وكيل وزارة الصحة محمد هيثم ورئيس الهيئة العامة للاتصالات فيصل القرقاب في مؤتمر صحفي للحديث عن الإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا لمجابهة وباء كورونا وسعيهم لتوفير 500 سرير عناية فائقة وأماكن للعزل الصحي ـ إلا أن ما تناقلته وسائل الإعلام وشهادات المتخصصين عن سوء الأحوال الصحية بالمستشفيات ينفي ذلك كله،
ويجعلنا نتساءل عن مدى قدرة وجاهزية وأمانة هؤلاء المسؤولين أمام كل هذه التحديات الجسام، ولتبدأ التساؤلات عن تقصير هذه اللجنة في دورها واستعداداتها، خاصة بعد تخصيص الرئاسي نصف مليار دينار لمواجهة الأزمة.

وضع مرير

صلاح الجمل أخو المصاب الأول بكورونا قال، إن أخاه في وضع مرير جدا من حيث المكان الموجود فيه الذي يفتقر إلى حمام ومياه وأغطية.

وأكد الجمل، في مداخلة تلفزيونية، أن اخاه لم يدخل الحمام منذ 5 أيام، ولا يوجد بغرفته جرس للتنبيه إذا ما احتاج إلى شيء، بل ولا أسطونة أكسجين.

وأوضح الجمل أن كل الجهات لديها علم بحاله هذا، وتساءل كيف يكون الحال إذا زادت أعداد المصابين ما دامت مستشفياتنا بهذا المستوى؟! مشيرا إلى هرب كل الأطقم الطبية عند تأكيد إصابة أخيه، ولم يبق معه إلا مدير مستشفى طرابلس المركزي فحسب.

تقصير وعدم جاهزية

مدير المركز الوطني لمكافحة الامراض بدر الدين النجار أكد، من جهته، ما جاء في شهادة الجمل، مضيفا أن الواقع أليم، وكل ما قاله الجمل صحيح، فالمؤسسات الطبية مصابة بالقصور وعدم الجهوزية.

وأضاف النجار، في تصريحات تلفزيونية، أن الطواقم الطبية لم تكن جاهزة، وكذلك لا توجد أماكن للحجر والإيواء، مشيرا إلى أن كل حالات الاشتباه تلقى صعوبة في إيجاد اماكن الكشف وأخذ العينات؛ لأن الأطقم الطبية تهرب باستمرار عند سماعها بوصول أي حالة.

وطالب النجار وزارة الصحة بتوفير كل مستلزمات الحماية للأطقم الطبية والتعامل بحزم مع المقصربن في عملهم، محذرا من أن الفيروس إذا لم ننجح احتواؤه الآن فسنفقد السيطرة عليه ونكون أمام كارثة كبرى.

وتابع النجار قائلا لا تنقصنا الخبرات، ولكن ما ينقصنا هو إدارة صحيحة وسريعة للأزمة.

الحد الأدنى

وفي السياق ذاته، طالب قسم الأمراض السارية بمستشفى طرابلس المركزي مدير المستشفى بتوفير الحد الأدنى من وسائل الحماية الطبية والأجهزة التي تستخدم في غرف العزل التي لا وجود لها بالقسم، وذلك لتطبيق أساسيات مكافحة العدوى.

وأضاف المكتب الإعلامي للقسم عبر صفحته بفيسبوك، أنه لا يوجد حمام، والماء منقطع عن القسم منذ مدة، مشيرا إلى أنهم شرعوا في علاج الحالة فور قدومها والتعامل معها بمواد بسيطة جلب أغلبها الأطباء والعاملون بمجهود ذاتي.
وأوضح المكتب أن العينات الثلاث أخذها أطباء القسم وأوصلوها بسيارات العاملين الخاصة،
كما أن الأطباء لم يتغيبوا عن العمل بل طردهم مدير المستشفى من القسم.

ويلقي متابعون باللائمة على المجلس الرئاسي والوزارات المعنية على أي تقصير في هذا الوقت الحساس سيعرض المواطن البسيط لأهوال هذا الوباء الفتاك الذي أرهق دولا كانت بالأمس مثالا للعلم والطب والإدارة.

قرابة 100 قتيل من مليشيات حفتر في 48 ساعة

أين وصل العالم في تطوير لقاح لفيروس كورونا؟