Menu
in

كورونا يستغل الأطفال للانتقال بطريقة غريبة

تتوالى المعطيات التي تفسر نجاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الانتقال بسرعة بين البشر، وآخرها دراسة تكشف أنه يستخدم الأطفال بشكل سري للانتشار، فكيف ذلك؟

الإجابة في تقرير مفصل جمع تصريحات من أطباء وخبراء في العاصمتين القطرية الدوحة والأردنية عمان، كما عرجنا فيه على جوانب أخرى تتعلق بطرق انتقال فيروس كورونا.

وحتى اليوم، تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا عالميا 275 ألف إصابة، وتجاوزت الوفيات 11500. وينتشر فيروس كورونا -في الأغلب- من خلال قطيرات الجهاز التنفسي التي تنتج عند العطس والسعال والتثاؤب، والتواصل مع المرضى المصابين، وتشير دراسات إلى أنه يمكن أن ينتشر أيضا من خلال البراز.

ووفقا لموقع منظمة الصحة العالمية الإلكتروني، ردا على سؤال: “هل يمكن أن أصاب بمرض كوفيد-19 عن طريق براز شخص مصاب بالمرض؟”؛ تقول المنظمة “تبدو مخاطر انتقال مرض كوفيد-19 عن طريق براز الشخص المصاب بالعدوى محدودة. وفي حين أن التحريات المبدئية تشير إلى أن الفيروس قد يتواجد في البراز في بعض الحالات، فإن انتشاره عبر هذا المسار لا يشكل إحدى السمات الرئيسية للتفشي”.

وتعكف المنظمة على تقييم البحوث الجارية بشأن طرق انتشار مرض كوفيد-19، وستواصل نشر النتائج الجديدة. ولكن نظرا إلى ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر، فإنه يعد سببا آخر لتنظيف اليدين بانتظام بعد استخدام دورة المياه وقبل تناول الطعام.

أما المعطيات الجديدة فقد ذكرها خبير الأوبئة والمناعة الدكتور أديب الزعبي من عمّان -في حوار مع الجزيرة مباشر- إذ قال إن دراسة جديدة أظهرت أن الأطفال لا يصابون بالفيروس، أو تكون نسبة الإصابة ضئيلة جدا، وحتى لو دخل الفيروس الرئتين فإنه لا يصيب الرئتين بالمرض، ولكنهم ينقلون الفيروس إلى الآخرين.

ووجد العلماء أن فيروس كورونا موجود بتركيز عالٍ في فضلات الأطفال، ولذلك فإن تنظيف الأطفال آلية ينتقل بها الفيروس إلى الكبار.

واكتشف العلماء أن الأطفال لا يوجد عندهم مُستقبِل في خلايا حويصلات الرئة، الذي يستخدمه الفيروس، أو أن هذا المستقبل موجود لكنه غير قادر على الارتباط بالفيروس.

ولذلك، فإن هذا الفيروس لا يصيب الأطفال تحت عمر التاسعة، وإذا أصابهم فنسبة الإصابة قليلة جدا جدا. في المقابل، هو يصيب كبار السن والأشخاص الذين لديهم جهاز مناعة ضعيف.

ولذلك يحذر العلماء الكبارَ عند تنظيف الصغار، وطلبوا منهم غسل أيديهم بشكل جيد جدا بالماء والصابون بعد تنظيف الصغار، وقال الدكتور أديب الزعبي “والله أعلم أن هذا الفيروس يستخدم هذه الطريقة للمحافظة على الأطفال لكي ينتقل عن طريقهم بشكل سري للكبار”.

تفسيرات بيولوجية

ونشر المركز العربي للخلايا الجذعية الدراسة على موقعه الإلكتروني، نقلا عن نشرة مجلة ذا ساينتست، وذلك بتاريخ ١٦ مارس/آذار الجاري، بعنوان “تفسيرات بيولوجية محتملة لعدم إصابة الأطفال بفيروس كوفيد-19”.

وبينت الدراسة أن هناك اختلافا في البروتين الموجود على سطح الخلايا الرئوية بين الأطفال والكبار، وأن هذا الاختلاف قد يكون السبب الرئيسي في عدم إصابة الأطفال بهذا المرض، حيث يستخدم الفيروس هذا البروتين للدخول إلى الخلية الرئوية واستخدامها للتكاثر.

وأوضحت الدراسة أن الأطفال لا يصابون بالمرض، ولكنهم يحملون الفيروس، وقد وجد العلماء تركيزا عاليا من الفيروس في “المسحات الشرجية” عند الأطفال؛ مما يفتح الباب أمام تكهنات بأن الفيروس قد ينتقل من الأطفال إلى الكبار بهذه الطريقة.

هل الأطفال في مأمن من كورونا؟

من جانبها، أكدت الطبيبة جميلة العجمي استشاري الأمراض المعدية، والمدير التنفيذي لإدارة مكافحة العدوى بمؤسسة حمد الطبية في قطر –في حديث للجزيرة نت- عدم وجود أية دلائل على حصانة الأطفال من الإصابة بفيروس كورونا، موضحة أن نسبة إصابة الأطفال ضعيفة وفقا لأرقام الإصابات في الصين، ولكن لا يوجد أي دليل على حصانتهم من المرض.

وتضيف جميلة العجمي أن أي شخص له قابلية للإصابة بالفيروس الجديد بسبب عدم وجود مناعة لدى الأشخاص ضد هذه الفيروس، لأنه جديد، وهو غير فيروس الإنفلونزا الذي يصاب به الشخص بشكل سنوي تقريبا، فيقوم الجسم بعمل مناعة ضده، داعية المجتمع إلى اتباع التدابير الوقائية، مثل غسل اليدين، والحرص على عدم ملامسة العين والفم والأنف من دون أن تكون الأيدي نظيفة، وتجنب الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الأمراض التنفسية.

وعن البروتوكول العلاجي المطبق في قطر على المصابين بكورونا، قالت جميلة العجمي إنه حتى الآن لا يوجد علاج خاص بكورونا، ولكن قطر توفر العلاجات التي قُدمت في الصين، وأثبتت نجاعتها؛ كالأدوية الخاصة بالإنفلونزا العادية، وهناك أدوية تم استخدامها للكورونا استخدمت سابقا لمرضى الإيدز، وهناك مرضى استجابوا لهذه الأدوية، مشيرة إلى أن معظم الحالات الموجودة حاليا بقطر مستقرة.

وعن الحديث عن انتهاء عدوى كورونا بمجرد ارتفاع حرارة الجو في الصيف، قالت العجمي إن هذه التخمينات مبنية على فيروسات شبيهة بكورونا تتأثر بدرجة حرارة الجو، ولكن في حالة كورونا لا يمكن التأكد من ذلك، ولا يوجد دليل حتى الآن على انتهاء الفيروس بشكل كامل في فصل الصيف.

هل يوجد ارتباط بين مرض الغلوكوما وعدوى الكورونا؟

ثبوت إمكانية نقل عدوى فيروس كورونا عن طريق العين دفع البعض إلى البحث عن إمكانية وجود علاقة بين مرض الغلوكوما (المياه الزرقاء) بالعين وسرعة انتقال فيروس كورونا المستجد؛ الأمر الذي نفاه الدكتور عمر أحمد قدورة اختصاصي علاج الغلوكوما بمؤسسة حمد الطبية.

والغلوكوما مرض يصيب العين، ويؤدي إلى حدوث تلف في العصب البصري، ويحدث هذا التلف عادة -وليس دائما- نتيجة ارتفاع الضغط داخل كرة العين.

ويؤكد اختصاصي علاج الغلوكوما في مؤسسة حمد الطبية -في حديث مع الجزيرة نت- عدم وجود ارتباط مباشر بين انتقال عدوى فيروس كورونا وبين مرضى الغلوكوما، إلا أن هؤلاء المرضى يستخدمون عادة العديد من القطرات التي يمكن من خلالها نقل العدوى في حال عدم التأكد من تطهير هذه القطرات أو أخذ القطرات بأيدٍ تحمل الفيروس.

ودعا قدورة أي مريض يستخدم قطرات العين بش كل يومي إلى ضرورة توخي الحذر عند ملامسة العين أو القطرة، عبر التأكد من نظافة اليدين وغسلهما بالماء والصابون والمعقم، ومراعاة عدم لمس القطرة الرموش أو العين لتجنب حدوث أي تلوث للعين، فضلا عن عدم مشاركة القطرات بين الأشخاص.

المصدر _ الجزيرة

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version