مرّ أكثر من شهر منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا الجديد يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً. وتخطت الإصابات بالفيروس في جميع أنحاء العالم الـ10500 حالة، وزادت الوفيات عن 3500 حالة منذ بدء تفشي المرض.
وبينما يعمل المسؤولون على وقف انتشار الفيروس، من الصعب ألا نتساءل عما سيحدث بعد ذلك. متى وكيف سينتهي الفيروس؟ إليك نظرة عبر التاريخ حول ما حدث أثناء تفشي الأمراض المعدية الأخرى.
الإيبولا
ويتدخل العلماء غالباً أثناء تفشي الأمراض المعدية باللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات.
هذا ما كان عليه الحال في العام 2014 عندما انتهى تفشي فيروس الإيبولا في غرب إفريقيا مع توقف “السلالات” كما أعلنت منظمة الصحة العالمية في مارس/آذار 2016. وتوقف انتشار المرض بعد “استجابة دولية منسقة”، على حد تعبير الدكتور بيتر هوتيز عميد الكلية الوطنية لطب المناطق الحارة في كلية بايلور للطب.
وعندما ظهر التفشي مجدداً في العام 2018، تم توفير علاجين كانا قد طُورا من التفشي الأول للمرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال هوتيز “في الحالتين، أحدث التدخل البشري فرقاً كبيراً”، مضيفاً أن الشيء نفسه يمكن أن يكون صحيحاً بالنسبة لفيروس كورونا، بحيث لا يوجد حالياً أي لقاحات أو علاجات محدّدة مضادة لهذا الفيروس، ولكن الكثير منها قيد التطوير.
وأضاف: “أنا متفائل للغاية بأننا سنحصل على دواء مضاد للفيروس في الأسابيع والأشهر المقبلة”.
ووفقاً لتيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، يتم الآن تطوير أكثر من 20 لقاحاً لفيروس كورونا، وأن أول تجربة سريرية لدواء مضاد للفيروس جارية.
وبينما أن فريق هوتيز من بين أولئك الذين يعملون على لقاح، إلا أنه قال إنه غير متفائل بأن هذا سيتم في الإطار الزمني لهذا التفشي. أولاً، يجب أن تخضع اللقاحات للتجارب السريرية، ثم يجب أن تحصل على الموافقة، ومع مقدار الفحص اللازم في اختبارات سلامة اللقاحات، قال إنه من غير المحتمل أن يكون اللقاح متاحاً للاستخدام في الوقت المناسب لضبط هذا التفشي.
السارس
وقال جون نيكولس، أستاذ في علم الأمراض السريرية في جامعة هونغ كونغ (HKU)، إن تفشي مرض السارس قد انتهى في يوليو 2003 عبر ممارسات النظافة الجيدة مثل غسل اليدين بشكل متكرر، وبعض العوامل البيئية مثل ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في الصيف.
وأوضح الدكتور هوارد ماركيل، من جامعة ميشيغان، أن السارس هو نوع من سلالة فيروس كورونا وقد أصاب أكثر من 8000 شخص في العام 2003. وقد انتهى بحلول شهر مايو/آيار من ذلك العام.
كيف ينتهي تفشي الفيروس؟ وقال ماركيل، إن ذلك يحدث بسبب تغير الطقس أحياناً أو بسبب إصابة عدد كاف من الأشخاص بالعدوى ما يؤدي إلى تحصينهم.
وأضاف: “إذا كنت سأتوقع، فسأقول على الأرجح أنه بحلول مايو أو يونيو أو يوليو، هذا الفيروس سينتهي بنفسه”.
لكن هذا لا يعني أنه سيذهب للأبد.
H1N1
يمكن أن تتغير حالات تفشي الأمراض مع تغير الفصول.
وتسببت سلالة إنفلونزا H1N1 في حدوث جائحة في العام 2009، والآن أصبح هذا الفيروس يحدث بشكل موسمي.
وقال هوتيز إن الفيروسات الموسمية يمكن حدوثها على مدار السنة، لكن في نصف الكرة الشمالي تكون حالات الذروة وقت البرودة في الشتاء، وتنتهي مع ارتفاع درجات الحرارة. وقال إنه ليس لذلك سبب واضح، ولكن قد تكون مستويات الرطوبة والوقت الذي تقضيه الفيروسات في المنازل من الأسباب المحتملة لذلك.
الدروس المستفادة
وأشار هوتيز إلى أن الأمر الأكيد هو أن تفشي فيروس كورونا الجديد ينعش الدروس المستفادة من تفشي الأمراض قبله.
وتكون هناك طريق وعرة في البداية، ثم تعيد السلطات تجميع صفوفها مع ادراكها كيف يتصرف المرض وينتقل إلى الأشخاص المستضعفين.
وقال ماركيل إن الأمر الأكثر شيوعاً هو “فقدان الذاكرة على مستوى العالم”. حين يختفي الفيروس ويعود الناس إلى حياتهم العادية، دون أن يفكروا في تفشي المرض.
وقد يكون ذلك مشكلة، إذ بدلاً من ذلك، قال ماركيل، يجب أن يبقى الناس بحالة يقظة واستعداد.
المصدر _ CNN