Menu
in

مقابلة خاصة مع عضو مجلس النواب “محمد الرعيض”

قال عضو مجلس النواب عن مدينة مصراتة “محمد عبد الكريم الرعيض”، إن ممثلي المنطقة الشرقية في حوار جنيف الذي عقد في فبراير يؤيدون إنهاء الحرب، ويرون أنها لا تحل الصراع الدائر في ليبيا.

وفي حوار مطول مع شبكة الرائد الإعلامية، ذكر “الرعيض” أن “أيوب الفرجاني” التابع لما يسمى بالقيادة العامة هو من أجبر ممثلي المنطقة الشرقية على مغادرة جنيف والانسحاب من الجولة الأولى للحوار السياسي.

وعلّق “الرعيض” على استقالة “غسّان سلامة” بأنها كانت مفاجئة للمشاركين في الحوار الذين كانوا يعقدون العزم على المشاركة في الجولة الثانية من الحوار السياسي بجنيف خلال الأسبوع المقبل، دون أن يخفي تأثير الدول الكبرى على سير الحوار والبعثة الأممية في ليبيا، فإلى نص الحوار ..

1 ـ شاركت في جولة جنيف المتعلقة بالمسار السياسي، هل يمكنك إطلاعنا على تفاصيل ما حدث؟ وكم عدد الحضور؟ وهل يمثلون الأجسام السياسية والمستقلين فقط؟

“حوار جنيف” جاء تطبيقًا لاتفاق برلين وقرار مجلس الأمن رقم 2510 الذي أكد ضرورة انعقاد حوارات عسكرية واقتصادية وسياسية، وقد جرى اختيارنا عن طريق الدوائر لحضور الحوار السياسي بجنيف، وانعقدت الجولة الأولى في موعدها يوم 26 فبراير، وحضرها 25 مشاركا، هم 8 نواب يمثلون 8 دوائر، إضافة إلى 17 ممن رشحهم غسان سلامة، منهم بعض الشخصيات المعروفة في المنطقة الشرقية مثل الطيب الشريف وعبد الرحمن العبار، لإكمال التمثيل الجغرافي والسياسي، ومنهم 10 نساء من الشرق والغرب لتمكين المرأة وتمثيلها بشكل أكبر، ونحن نعرف من حضرن جيداً مثل السيدات آمال السعودي من طرابلس، وماجدة الفلاح، وفاطمة الزهراء لنقي، وهاجر بدر محمد، والسيدة اليعقوبي، وعزة المقهور، وآمال بوقعيقيص وغيرهن.

2 ـ ما الذي حدث في جنيف بالضبط؟

وصلنا إلى جنيف يوم 24 فبراير، وعقد اجتماعا للحاضرين، وحضر معنا 10 من المنطقة الشرقية، وكان حوارا جيدا وبنّاء نوقشت فيه عديد الموضوعات، وعقدنا جلسات جانبية بحضور المبعوث الأممي “غسان سلامة”، وقد كان أغلب الحاضرين رافضين للحرب.

3 ـ هل تقصد أن ممثلي المنطقة الشرقية كانوا ضد الحرب أيضًا؟

نعم، حتى هم ضد الحرب، ويريدون إنهاءها، وقد قالوا ذلك بشكل واضح؛ لأنهم يدركون جيدًا أنها لا تحل المشكلة بل تسببت في ضرر كبير لليبيا وأبنائها وأموالها، لكن، ويا للأسف! ، وصلت إليهم صباح يوم 25 فبراير رسالة أو اتصال من أيوب الفرجاني التابع لما يسمى بـ “القيادة العامة”، وأمرهم بالرجوع إلى المنطقة الشرقية، وأرسل إليهم طائرة عادوا على متنها جميعاً مساء اليوم نفسه، وقد تحدثنا معهم قبل عودتهم كيف أنهم يمثلون المستقلين ويفترض ألّا يستجيبوا لمثل هذه الأوامر؟! وقد أبلغونا بكل وضوح أنهم يخافون على أهلهم وأنهم إذا رفضوا فسيمنعون من العودة إلى بنغازي، وقد غادر 7 من المشاركين الـ 10 ولم يبقَ سوى 3 يمثلون العزيزية والكفرة والخمس.

4 ـ قبل عودة وفد المنطقة الشرقية إلى بنغازي، هل عقدتم أي جلسات مباشرة أم كانت جلسات منفصلة؟

قبل عودة الوفد وبعدها، كانت الجلسات تضم الجميع بكل ود وترحاب وشفافية، وكان يحدونا الأمل جميعاً في إيجاد حل للصراع في ليبيا.

5 ـ هل تحقق تقدّم فعلًا في جنيف كما أعلن المبعوث الأممي “غسان سلامة” في مؤتمره الصحفي الأخير؟

في الحوار السياسي كان هناك تقدم بكل تأكيد؛ لأن النقاش كان بشكل واضح حول آلية الحوار وكيفية اتخاذ القرار، ومسودة جدول الأعمال، وبصراحة فقد أعطت البعثة الحرية لكل الحاضرين لإبداء رأيهم وطرح جدول الأعمال والآلية المناسبة للحوار.

6 ـ أنت عضو في مجلس النواب المنعقد بطرابلس الذي قرر تعليق مشاركته إلى حين الاستجابة لشروطه، فبأي صفة شاركتم في جولة المفاوضات هذه؟ وما هي وجهة نظركم في المشاركة؟

نحن نواب، وشاركنا باسم مجلس النواب، بالتنسيق والاتفاق والتواصل التام مع زملائنا في طرابلس، أما وجهة نظرنا فهي واضحة وهو أنه لا بد من المشاركة؛ لأن الغياب فيه ضرر لليبيا لكوننا نشارك في الحوار لإنهاء القتال، وغيابنا لن يوقفه، ونحن نعلم أن غيابنا هو ما يريده حفتر، بدليل أنه أجبر ممثلي المنطقة الشرقية على العودة وعاد بهم من جنيف بالفعل، وهذا ما زادنا إصرارًا على الحوار؛ لأنه لم يكن في صالح حفتر، وبالتالي فعلينا أن نستمر فيه، وأستغرب كيف أن المجلس الأعلى للدولة يقول إن الحوار ليس من صالحنا ويتوقف عن المشاركة، ومجلس النواب في طبرق وحفتر يتوقف ويقول إنه ليس في صالحنا أيضا، إذن هو بالتأكيد فيه مصلحة للشعب الليبي.

7 ـ هل كان لديكم تنسيق مع مجلس النواب بالخصوص؟

بكل تأكيد لدينا تنسيق مع مجلس النواب في طرابلس، وكنا على اتصال برئيس المجلس “حمودة سيالة”، وأوضحنا أن المشاركة في الحوار هي الحل الصحيح، كما أوضحنا له أن القرار الذي اتخذه مجلس النواب في غيابنا كان قرارًا متسرعًا، ربما رأوا فيه شيئا إيجابيا بالنسبة للعمليات العسكرية، أو الرأي العام بما أن المجلس الأعلى للدولة قرر التعليق فعلقوا هم أيضا مشاركتهم دون أن يفكروا بشكل إيجابي، لكن نحن مع الحوار.

8 ـ هل تعتقدون أن أسباب استقالة المبعوث الأممي “غسان سلامة” من مهامه صحية فقط أم أن هناك أسبابا أخرى؟

ربما تكون هناك أسباب أخرى، نحن لا نعرف، ولكن الأسباب الصحية لها دور؛ لأن الملف الليبي ملف ثقيل وشائك، كما أن انقسام الدول الكبرى له تأثير بالغ على سير الحوار، وأيضاً على دور البعثة الأممية في ليبيا، والله أعلم، وفي المجمل فقد كانت الاستقالة مفاجئة لنا.

9 ـ أي أن استقالة “سلامة” لم تكن متوقعة لديكم.؟

لا لم تكن متوقعة؛ لأنه كان مُصرًّا على استمرار الحوار، وكان يقول إن الجولة الثانية من الحوار السياسي ربما تكون في 11 من مارس، وكما أسلفت فالاستقالة كانت مفاجئة لنا.

10 ـ هل ترون أن غسان سلامة فشل في تفعيل مخرجات برلين؟ وما أسباب فشله؟

هو لم يفشل في برلين، ربما فشل في حل مشكلة ليبيا طوال توليه مهام المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ويُحسب لسلامة نجاحه في عقد مؤتمر برلين الذي كانت آمال عقده معدومة، كما يُحسب له نجاحه في إصدار قرار مجلس الأمن رقم (2510) باعتماد مخرجات مؤتمر برلين.

11 ـ أشرت إلى أن “سلامة” فشل في حل مشكلة ليبيا، برأيك هل كان من السهولة إيجاد حل للمشكلة في ليبيا في مدة تولي “سلامة” مهام المبعوث الأممي التي دامت عامين ونصف العام؟

ربما في البداية كانت أسهل، وأنا صراحة ألقي باللوم في ذلك الوقت على رئيسي مجلسي النواب والأعلى للدولة اللذين شكلا لجنتين لا تمثلان المجلسين، واختارا لجانًا ترجع للرئاسة دون الرجوع لمصلحة ليبيا أو الرجوع لمصلحة مجلس النواب أو المجلس الأعلى للدولة، وبالتالي حدث فشل تام جعل “سلامة” يفكر في حلول أخرى كانت متعثرة، في الوقت الذي كان فيه “خليفة حفتر” يجهز نفسه عسكريا؛ فهو لا يقبل القسمة، ولا يريد الحل السياسي، وهو من قوض الحل السياسي بإفشاله مؤتمر غدامس، والآن يريد افشال جنيف؛ لأنه متمرد ولا يؤمن بالحل السياسي.

12 ـ هل سيجري تناول الإطار الدستوري للمرحلة السياسية القادمة؟ وما مصير مشروع الدستور؟

بكل تأكيد، سنناقش البرنامج الدستوري في ليبيا، وما سيفضي إليه الحوار غير واضح الآن؛ فهناك من يقول إن مسودة الدستور يجب الاستفتاء عليها، وهي تُعدّ بداية على الأقل ولو لمدة مؤقتة، وهناك من يرى بها عيوبا كثيرة ومشاكل قانونية عن طريق المحكمة، وأن الخوض فيها زائد في هذا الوقت، وهناك من يرى الرجوع إلى الدستور المعدل في 1963م، وهناك من يرى اتفاق الصخيرات والإعلان الدستوري هو الأساس، إذن موضوعات عدة ستُناقش، والكثير من الحاضرين يؤكدون أنه لا يمكن الاستفتاء على الدستور أو إجراء انتخابات في ليبيا في حالة وجود حكم العسكر، وانتشار السلاح في كل مكان، وحالة الانقسام، وتردي الوضع الاقتصادي الذي لا يشجع الناس على المشاركة في أي انتخابات أو أي دستور، وبالتالي لا دستور في بلاد تعيش ظروف حرب.

ما أراه أنه يجب الاتفاق على تعديل اتفاق الصخيرات أو إصدار وثيقة جديدة لمرحلة تمهيدية، ثم القيام بإصلاحات اقتصادية تريح المواطن، بعد توحيد المؤسسات الرسمية في ليبيا لإعداد انتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة، ينتج عنها برلمان مستقر يتفق عليه الليبيون، ويسن القوانين اللازمة للدولة الليبية في المستقبل.

13 ـ هل أنت متفائل بنجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مستقبلًا؟

بكل تأكيد، إن شاء الله، بعد حدوث استقرار اقتصادي واستقرار أمني، وبالتأكيد إذا نجحت هذه الخطط الإصلاحية الاقتصادية أولاً ثم الأمنية، فأنا أرى أن الاقتصاد يسبق الأمن؛ لأنه في ظل عدم وجود استقرار اقتصادي لن يتحقق الأمن، فإذا ما استقر الاقتصاد واستتب الأمن ستكون هناك انتخابات، والانتخابات هي الفيصل في كل دول العالم لحل المشاكل وإيجاد مجلس نواب والاستفتاء على الدستور.

14 ـ أعلنت المغرب قبل أيام استعدادها لاستضافة الأطراف الليبية للتشاور فيما بينها، وتجويد اتفاق الصخيرات، برأيك هل ستقبل أطراف الصراع هذه الدعوة؟ وهل بالإمكان العمل على تجويد اتفاق الصخيرات؟

في الحقيقة نحن بدأنا حوارا سياسيا واقتصاديا وعسكريا تحت مظلة الأمم المتحدة وبقرار مجلس الأمن، أيُّ شيء آخر يُعدّ في إطار المصالحة ولمّ الشمل وإيجاد آلية للتوافق، وأتحيّن هذه الفرصة لأحيي المغرب على تعاونها، وعلى هذه الدعوة ووجود الأطراف الليبية هناك ربما للخروج باتفاق يعاون حوار الصخيرات على اتخاذ الرأي السليم الذي من الممكن أن يكون محل اتفاق الغالبية حتى نذهب إليها.

15 ـ بالعودة بالحديث إلى مخرجات برلين، فإن ما سيُتوافق عليه في مسار الحوار السياسي سيعتمده مجلس النواب، فهل مجلس النواب في وضعه الحالي قادر على ذلك؟

بكل تأكيد نحن نسعى للمّ مجلس النواب ولو في خارج ليبيا ولو لجلسة واحدة في جنيف أو المغرب؛ للتصويت على الحكومة أو اعتماد الاتفاق الذي سيخرج عن جنيف.

16 ـ هل لديكم تصور لإصلاح مجلس النواب؟

الحقيقة أن إنهاء الحرب هو الفيصل، ما دام حفتر يسيطر على كثير من المناطق، ويقوم بقمع من يعارضه أو الاعتداء على من يعارضونه أو التضييق على عائلاتهم، نعرف كثيرا من النواب لا يستطيعون حضور الجلسات في العاصمة طرابلس؛ خوفاً على أهلهم وأموالهم من مصير كمصير النائبة “سهام سرقيوة” التي يعدّ خطفها نقطة سوداء لليبيا، ونستغرب صمت العالم والمنظمات الحقوقية عن ذلك، خاصة أنها امرأة، ولم تقم بأي شيء خطأ سوى أنها عبرت عن رأيها.

17 ـ ماذا عن معلوماتك بشأن سرقيوة، هل لا تزال حية؟

اختفت، وهناك غموض كامل بشأن مصيرها، وندعو الله أن يكون خبر قتلها من الساعات الأولى غير صحيح، وإن حدث ذلك، لا قدر الله!، فهو غير مستغرب من ميليشيات تضم “محمود الورفلي” وأمثاله ممن ارتكبوا جرائم لم يحدث لها مثيل في العالم.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version