Menu
in

ظروف معيشية صعبة يعيشها النازحون من العاصمة وضواحيها مع استمرار العدوان

تتواصل معاناة النازحين في طرابلس، مع دخول العدوان شهره العاشر، ولا أمل قريب للعودة لمنازلهم التي دمر بعضها وسرق أكثرها على يد ميليشيات حفتر الغازية للعاصمة.

— قصص معاناة —

داخل المبيت الداخلي لطلاب جامعة طرابلس بمنطقة الهضبة الشرقية، تقطن عائلات عدة اضطرت للنزوح من مناطق خلة الفرجان وسواني بني آدم ووادي الربيع وعين زارة وصلاح الدين.

مراسل الرائد زار المبيت للقاء بعض سكانه من النازحين وسط ظروف معيشية سيئة وانعدام للكهرباء وانقطاع المياه حيث يعتمد النازحون على طرق بدائية في نقل المياه.

وتتكون الحجرة الواحدة التي تقطن بها عائلات يتراوح عدد أفرادها من 3-8 أفراد، من صالة صغيرة يطل عليها مطبخ وحمام، إذ لا تتعدى مساحة الحجرة الواحدة 30 متر مربع.

— حربٌ مستعرة —

يستذكر “محمد الحمّادي” في حديثه للرائد كيف أجبره تساقط القذائف على الفرار من مسكنه خلة الفرجان في شهر مايو، نتيجة اندلاع الحرب المستعرة حماية له ولأفراد أسرته البالغ عددهم 3 أفراد، وفق قوله.

اللافت في أمر “الحمادي” أنه أحد موظفي الجامعة التي اضطر للنزوح بداخلها يوماً – وفق قوله – مستغرباً عدم اهتمام الدولة بهم أو تقديمها أي دعم لهم، حتى أنه اضطر للسكن بمسكن متهالك، بعد عجزه عن توفير إيجار شهري للمنزل الذي كان يقطنه بمنطقة الحرشة نظير 750 دينار شهرياً.

يطالب “الحمادي” بالاهتمام بهم باعتبارهم مواطنين ليبيين يعيشون ظروفاً وأوضاعاً صعبة، مضيفاً أن الحل الوحيد لإنهاء معاناتهم كنازحين هو حل الأزمة ووقف الاقتتال.

 مساكن غير صالحة

لم يجد نازحون من طرابلس، طريقة للفت انتباه الحكومة بهم إلا السكن في عمارات غير مكتملة غير بعيدة من مقر الحكومة بطريق السكة.

وتواصلت الرائد مع أحدهم – فضل عدم ذكر اسمه – ورغم خطوتهم هذه إلا أن ذلك لم يحرك في الحكومة ساكناً، مضيفين أن معاناتهم التي تجاوزت أشهرا لا أمل في انفراجها على المدى القريب.

في النوافذ الخارجية للعمارات، علقت أغطية وملابس ووضعها فراشات لسد الشبابيك، كإشارة من قاطنيها من النازحين للجميع بأنه “ثمة نازحون هنا”، كما قال محدثنا

— حراك متواصل —

تبذل النازحة من منزلها بطريق الأبيار بعين زارة في أبريل، “وداد عون” – 38 عاماً – جهوداَ مضاعفة، وتقود حراكاً متواصلاً لمطالبة الحكومة الإيفاء بوعودها والاهتمام بهم.

تقول للرائد، إن حراكها من أجل لفت انتباه لجان الأزمة التي لم تقدم لهم شيئاً، وأضافت أنهم ينتظرون صرف 5000 دينار لكل رب أسرة، علها تجد حلاً لمعاناتها وأمثالها من النازحين، مضيفة أن نزوحها كان عندما خرجت من منزلها للعمل بأحد المؤسسات الإعلامية في مطلع أبريل، لتعود وتجد سواتر ترابية قرب المنزل، تضيف بحسرة “لم أخرج معي إلا حقيبة محمول وحقيبة مستلزمات”

واضطرت “عون” لدفع 1300 دينار، نظير ايجار مسكن في قرية صالح بمنطقة كشلاف، حيث تتزايد معاناتها كونها لم تتقاض مرتباتها شهرين اثنين.

النزوح الأكبر

يخلي رئيس لجنة الأزمة الأسبق ببلدية عين زارة “مفتاح الفقي” مسؤوليتهم من التقصير تجاه النازحين، مضيفاً أن بلديته سجلت موجة النزوح الأكبر، بمغادرة 40000 أسرة من سكان عين زارة، وفق قوله.

وأضاف أن بلديته هي من قدمت الدعم لهذا العدد، وتقدم سلة غذائية تكفي ثلاثة أسابيع، قدمها أهل الخير وشركتا ليبيانا، والمدار للهاتف المحمول.

ويتفق “الفقي” مع النازحين بوجود تقصير مع النازحين، وقال، إن الدولة لم تقدم للنازحين في أحيان عدة الا مساعدات غذائية، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الإيجار دفعت عددا من النارحين للمبيت بسيارته.

ويرى أن الحل في تسكين النازحين في فنادق، أو بعمارات شبه مكتملة، متسائلاً، هل عجزت الدولة عن مساعدة النازحين؟

وتواصل ميليشيات حفتر عدوانها واختراقها الهدنة التي أعلنت منتصف يناير ا لماضي حيث تسبب القذائف العشوائية التي تمطر بها أحياء طرابلس في مقتل 41 مدنيا وجرح 31 آخرين دونما أي رادع لإيقاف هدا النزيف المستمر في أرواح المدنيين وتدمير ممتلكاتهم.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version