بعد 9 سنوات من ثورة قدموا فيها أطرافهم، وبعد 8 أعوام من تأسيس جمعيتهم التي تُعنى بكل المصابين بإعاقات مستديمة من مبتورين ومشلولين ومُقعدين وفاقدي الجهاز التناسلي أو وظيفته، أو إحدى العينين أو كليهما.
في حوار مع شبكة الرائد الإعلامية، يتحدث رئيس جمعية أبطال ليبيا لفاقدي الأطراف وأحد مؤسسيها “ربيع خليل أبو عود” عن وضع الجمعية اليوم وجهود القائمين عليها في إنشاء مرافق متكاملة للجمعية تضم مركزاً للأطراف الصناعية، وآخر للتأهيل البدني والنفسي، ومسبح، خدمةً لأعضاء الجمعية البالغ عددهم 320 عضواً.
فإلى نص الحوار..
ماذا عن الجمعية وظروف تأسيسها؟ ومن هم أعضاؤها؟ وهل مبتورو ومقعدو الثورة من مصراتة فقط أو من مدن ليبية أخرى؟
جمعية أبطال ليبيا لفاقدي الأطراف هي جمعية تهتم بشريحة ذوي الإعاقة المستديمة من الذين أصيبوا أثناء حرب التحرير خلال الفترة الممتدة من 15 فبراير 2011م إلى إعلان تحرير ليبيا في 23 أكتوبر من العام ذاته؛ دفاعًا عن الوطن ونصرة لثورة 17 فبراير ضد النظام السابق.
تأسست الجمعية في 15 مارس 2012 بمدينة مصراتة، وأُشهرت تحت رقم 25 على اعتبار أنها من مؤسسات المجتمع المدني التابعة لوزارة الثقافة والمجتمع المدني، بهدف المطالبة بجميع حقوق أعضائها، وتمثيلهم أمام جميع المؤسسات الحكومية في ليبيا وخارجها.
تضم الجمعية 320 عضواً من مدن الغرب الليبي، يتوزعون بين فئتين اثنين، إعاقة مستديمة جسدية أو إعاقة جسدية حسية، وبمعنى أكثر وضوحاً فأعضاء الجمعية هم من مبتوري أحد الأطراف أو أكثر، والمشلولين والمقعدين وفاقدي الجهاز التناسلي أو وظيفته، أو الفاقدين لإحدى العينين أو كليهما.
تمر اليوم 7 أعوام على تأسيس الجمعية، هل اكتمل بناؤها بالفعل أو لا يزال الكثير أمامكم لإنجاز ذلك؟
الجمعية بالنسبة لنا كانت حلما قبل 8 أعوام، تحول بعدئذٍ وبفضل الله إلى واقع ملموس، ومع تأسيس الجمعية كان حلمنا إنشاء مركز للأطراف الصناعية، واليوم، ولله الحمد، لدينا جمعية مشهرَة رسمياً، وبها ملاحق، بينها مركز للأطراف الصناعية بالفعل، ومرافق متكاملة تخدم دوي الإعاقة من منتسبيها، والآن في العيد التاسع للثورة، نواصل الجهود لاستكمال بناء الجمعية وسعداء بمشاريعنا التي ما تزال قيد الإنجاز، والتي سترى النور قبل نهاية العام الجاري، إذ إننا تواصلنا مع شركة أوتوبوك Ottobock الألمانية للأطراف الصناعية، وهي أفضل شركة أطراف صناعية في العالم، وساعدتنا الشركة بالفعل في تصميم مبنى الجمعية، كما تمكنّا من توريد مصنع متكامل منها يختص بإنشاء الأطراف الصناعية، إضافة إلى معمل لصيانة الأطراف.
اليوم بعد 9 سنوات من الثورة كيف يبدو وضع أعضاء الجمعية؟ وهل أتم جميع أعضاءها علاجهم؟
خلال الأعوام الماضية تحصل أعضاء الجمعية على العلاج والاهتمام اللازمين، لكن حالياً تواجهنا مشكلة وهي المقعدون من أعضاء الجمعية الذين يحتاجون لعلاج بشكل دائم، في الأسبوع الماضي فقدنا أحد أعضاء الجمعية من المقعدين نتيجة إهمال طبي وعدم متابعة حالته الصحية، الآن لدينا 15 من أعضاء الجمعية يواصلون علاجهم بالخارج، ندعو الله أن يشفيهم ويعيدهم سالمين.
ماذا عمّا تقدمه الجمعية لأعضائها، هل أسهمتم بالفعل في توفير فرص عمل للراغبين في العمل منهم؟
الجمعية هي مؤسسة مجتمع مدني، دورها هو مساعدة أعضاء الجمعية ومساندتهم، ولم نوفر فرصة عمل بمعنى الكلمة، ولكننا نمنح رسائل دعم وتزكية لأعضاء الجمعية من الراغبين في الحصول على وظيفة، كما أننا نحاول الحصول على بعض الدعم من الدولة للجمعية لكي تواصل دورها ومهامها.
لكن وزارة العمل والتأهيل أعلنت في ديسمبر الماضي استحداث قسم خاص بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم في سوق العمل، ما مدى استفادتكم من ذلك؟
تواصلنا مع الوزارة، واتضح أن تصريحاتهم وحديثهم كلام ووعود فقط، وفي الواقع لم نرَ أي فعل.
يشتكي قطاع كبير من ذوي الإعاقة في ليبيا من تهميش الدولة لهم، فهل ينطبق ذلك على منتسبي جمعيتكم؟
ربما ما يتحصل عليه أعضاء الجمعية هو فرصة الحج، ومنحة تصرف أحياناً وتتوقف في أحيان أخرى، لكننا نقاسي ذات المعاناة التي يقاسيها ذوو الإعاقة، ويقلقنا أن عددا من منتسبي الجمعية يشترون احتياجاتهم من المواد الطبية على نفقتهم الخاصة.
هل مُنح منتسبو الجمعية أي إعفاءات من رسوم تذاكر الطيران والعلاج وغير ذلك؟
لم نتحصل على أي إعفاءات، رغم مساعينا المتواصلة، كما أننا تواصلنا مع مدير صندوق التضامن، نعم لدينا بطاقات بها إعفاء تام، لكنها على أرض الواقع لا تعني أي شيء بل هي حبر على ورق.
هل وضعت الحكومات المتعاقبة ملف مبتوري ومقعدي الثورة على قائمة أولوياتها؟
أبداً، لو لم نضغط ونواصل الضغط لما تحصلنا على حقنا، حتى التأسيس لجمعيتنا لم يكن سهلاً، وإنما جاء بعد ضغط متواصل قامت به شريحة المبتورين والمقعدين، ولا ندري السبب في عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة، ونأمل ألّا يكون السبب هو عدم إحساسهم بنا وإلمامهم بمعاناتنا.
كيف تابعت إفراج القضاء الليبي عن عدد من رموز النظام السابق بعضهم ممن أصدر أوامر بالقتل؟
نحن مع إعطاء كل ذي حق حقه، لكن كيف تم الإفراج عنهم؟
لو أردنا ليبيا دولة مؤسسات وقانون فيفترض أن يكون القضاء فيها نزيهاً، دون سلب لأي من حقوق المظلومين والضحايا، وقد سمعنا وتابعنا الإفراج ولم يكن لنا أي حراك أو تدخل أو ضغط؛ لأن من أفرجت هي الدولة الليبية.
ما هي مطالبكم وماذا عن خططكم المستقبلية؟
ما نطالب به اليوم هو توفير العلاج والتأمين الطبي، وكذا الاندماج في الدولة؛ لأنه، وطبقاً للقانون، مؤسسات الدولة الليبية مطالبة بتخصيص نسبة لا تقل عن (5%) من ملاكها الوظيفي لتشغيل ذوي الإعاقة، كما أننا نُريد مواصلة الدعم لجمعيتنا، لكي تغني عن علاج المئات من منتسبيها في الخارج، ويتوقع قبل منتصف العام الجاري أن تستكمل جمعية أبطال ليبيا بناءها، بما تضمه من مرافق.
كيف ترى ثورة فبراير في ذكراها التاسعة؟
وما هي أبرز رسالة توجهها لليبيين في هذه الذكرى؟ ثورة 17 فبراير تعني الحرية والعدالة وحق التعبير، في السابق كان الحديث عن ظلم أو فساد الحكومة نتيجته التغييب في الزنازين أو القتل، اليوم الثورة وفرّت حق التعبير، والتداول السلمي على السلطة.
رسالتي لليبيين جميعاً أن نتوحد ويلتئم شملنا ليسير المركب ويعبر بر الأمان، فليبيا للجميع وبالجميع، ولا بد من التوافق، وأن يجلس الليبيون على طاولة واحدة هنا في ليبيا، وأن يتفقوا على شيء لهم، وللأجيال المقبلة، بعيداً عن الحرب، وبعيداً عن الانصياع لـ “خليفة حفتر” الذي يريد حكم الليبيين بالحديد والنار.