بعد طول انتظار وأخد ورد أعلن مجلس الأمن الدولي موافقته على مشروع القرار البريطاني الداعي لوقف إطلاق النار في ليبيا بـ 14 صوتا مع امتناع وروسيا على التصويت بقرار تحت رقم 2510 لسنة 2020.
قرار مجلس الأمن تبنى مخرجات مؤتمر برلين، وأدان الحصار الذي فرضته ميليشيات حفتر على المنشآت النفطية، كما دعا مشروع القرار البريطاني إلى استمرار اللجنة العسكرية من أجل الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وضرورة تسمية لجنة العقوبات لأي فرد أو كيان ينتهك حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا.
وعقب تصديق مجلس الأمن على القرار توالت ردود الأفعال المحلية والدولية بين مرحب به وطالب الالتزام بتنفيذه
فشل المغامرة العسكرية
وقال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة الطاهر السني، إن اعتماد مجلس الأمن للقرار رقم 2510 حول ليبيا يعد إعلانا رسميا عن فشل المغامرة العسكرية التي أقدم عليها حفتر وداعموه والمراهنون عليه.
وأضاف السني، في كلمته أمام مجلس الأمن، أن هذا القرار أفشل مشروع اغتصاب السلطة بالقوة والانقلاب على الشرعية، مضيفا أنه حان الأوان ان تقتنع الدول الداعمة للعدوان التي تسببت في قتل الليبيين وتهجيرهم بأن عهد فرض الحلول بالقوة قد ولّى.
وأكد السني بأنهم حريصون على الحل السلمي وحقن الدماء والعمل على إيجاد قاعدة للحوار بين كل الليبيين دون إقصاء، ولكن سنكون أيضاً مترقبين ومستعدين لأي محاولة للغدر، مستشهدا بالحديث الشريف ” لا يلدغ المؤمنُ من جحرٍ مرتين“
الأهم الالتزام به
ورحب وزير الخارجية محمد سيالة بتبني مجلس الأمن للقرار البريطاني، مشيرا إلى أن الأهم الآن هو الالتزام بتطبيقه على أرض الواقع .
وأكد سيالة، في تصريح لوكالة “سبوتنك” الروسية، أن الخارجية نسقت مع روسيا مسبقا حتى لا تستخدم حق النقض ضد قرار المشروع البريطاني في مجلس الأمن، معربا عن شكرها على هذه الخطوة.
رسالة قوية
من جهتها رحبت البعثة الأممية للدعم في ليبيا باعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار الذي يصادق على نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا، مطالبة جميع الدول الأعضاء بالامتثال التام لحظر التسليح.
وأكدت البعثة، في بيان لها، أن القرار يعد رسالة قوية إلى الشعب الليبي بأن المجلس يدعم الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار.
خطوة حقيقية
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اعتبر أن تبني القرار يعد خطوة حقيقة لإنهاء الصراع بالبلاد.
وأشار ماس في تصريحات صحفية أن اعتماد القرار من المجلس أصبح ملزما للجميع، معتبرا أنه تمت مكافأة مفاوضتهم المكثفة في نيويورك حول القضية الليبية خلال الأسابيع الماضية.
أمريكا ترحب
من جهتها أكدت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “شيري نورمان شاليه “أن هذا القرار يدعم بوضوح الخطوات الهامة التي اتخذتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لحث الطرفين في ليبيا على الحد من التصعيد واتخاذ خطوات فعالة لإقرار وقف دائم لإطلاق النار من خلال محادثات اللجنة الليبية العسكرية المشتركة 5+5 التي يجب أن تستمر دون عوائق.
وعبرت “شاليه” عن خيبة أملها من امتناع روسيا عن التصويت على القرار رغم الالتزامات التي وافق عليها القادة في برلين، مشيرة إلى أن المرتزقة الأجانب في ليبيا ومجموعة “فاغنر” الروسية المرتبطة بالكرملين، مسؤولون عن تقويض فرص التوصل لحل سلمي للأزمة الليبية”.
إدانة حصار النفط
بدورها رحبت المؤسسة الوطنية للنفط بالقرار رقم ” 2510″ الذي يجيز اتخاذ تدابير ضد التصدير غير المشروع للنفط الليبي.
وأدانت المؤسسة في سياق متصل محاولات الحكومة الموازية للسيطرة على الإدارة العامة للتفتيش والقياس التابعة للمؤسسة والتي تلعب دورا أساسيا في عملية تصدير النفط، مؤكدة أن أي محاولة للتدخل في عملها يعد تصرفا غير قانوني بموجب القانون الليبي.
اعتراض روسي
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن موسكو امتنعت عن التصويت على مشروع القرار البريطاني بشأن ليبيا لأنه ليس من الواضح ما إذا كانت جميع أطراف النزاع مستعدة لتنفيذ قرارات برلين، وفق تعبيره.
وأضاف “فاسيلي ” في تصريحات نقلتها وكالة سبوتنك الروسية أن الليبيين فقط هم من يجب أن يتخذوا القرار بشأن بلادهم.
فهل سيسلتزم حفتر بقرار مجلس الأمن ؟ ونشهد تثبيت وقف إطلاق النا أم أن ميليشياته ستستمر في قصف الأحياء المدينة في طرابلس دون رادع ولا حسيب.