يصر حفتر على استمراره في قتل الليبيين وعدم التزامه بالقوانين الدولية، وما عدم توقيعه على اتفاق وقف إطلاق النار في العاصمة الروسية موسكو في الـ13 من يناير الماضي، وفراره منها، وتلا ذلك تهربه من الموافقة على البيان الختامي لمؤتمر برلين الذي عقد في الـ19 من يناير أيضاً، إلا دليل على ذلك.
أخر تلك الأدلة قيام ميلشيات حفتر بعد صدور قرار مجلس الأمن الليلة الماضية، والمرقم بـ2510 بساعات قليلة بمحاولة الهجوم على قوات الجيش الليبي في مواقع مختلفة كان أهمها المشروع الزراعي ومحور صلاح الدين في خرق واضح للقرار الأممي، الذي لم يكن الأول بعد موافقته على المبادرة الروسية التركية بوقف إطلاق النار في الـ12 من يناير الماضي.
وما أن صدت قوات الجيش الليبي محاولات تقدم ميلشيات حفتر، حتى صبت جام غضبها على المناطق والأحياء السكنية، واستهدفت مطار معيتيقة، وجامعة طرابلس بقذائف وصواريخ، تسببت في مقتل مواطنة في منزلها وإصابة مواطنين أخرين، كما تسببت القذائف في حالة هلع ورعب بين طلبة وطالبات جامعة طرابلس.
تعذر الناطق باسم ميليشيات حفتر أحمد المسماري بأن مطار معيتيقة مستهدف لأنه به تحركات عسكرية، ولكن ماذا في جامعة طرابلس التي تحوي عشرات الألوف من الطلاب من الجنسين، فهل هي أيضاً تحوي مظاهر عسكرية؟، ومساكن المواطنين الأمنين التي كثر استهدافها خلال الأشهر الماضية، هل هي أيضاً أهداف عسكرية؟
لا يمكن إلا أن نقول إن حفتر المتمرد على كل القوانين المحلية والدولية، لن يتورع عن ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات في حق المواطنين والإنسانية مالم تكن القرارات الدولية رادعة، ومالم تلتزم الأطراف التي تدعمه بايقاف إمداده بالسلاح والعتاد والمرتزقة.