بعد دعمه غير المحدود للعداون على طرابلس منذ أبريل الماضي، وطلبه تدخل الجيش المصري تحت قبة البرلمان المصري في القاهرة.
خرج رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح أمس على قناة “الغد” الممولة من الإمارات ليعلن استئناف العداون وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار، ليعيد إشعال فتيل القتل والتهجير والمجازر من جديد، في حين لا تزال الهدنة قائمة إلى يومنا هذا بعد تصريح وزارة الدفاع الروسية أن حفتر ينظر للاتفاق بإيجابية وأنه طلب مهلة للاستشارة قبل التوقيع.
المتابعون للمشهد السياسي الليبي أجمعوا على أن تصريحات عقيلة جوفاء هزيلة لا معنى ولا قيمة لها، بل هي تعبّر عن الأوامر التي تلقاها من المسؤولين في مصر.
طبول بدون حرب
المحلل السياسي السنوسي إسماعيل رأى أن تصريح عقيلة صالح هي دق للطبول بدون حرب، إذ ليس بإمكانه أن يعلن الحرب، وهو يدق طبولها ليعبّر عمّا في نفسه اتجاه الليبيين الآخرين المختلفين عنه، ولا يهمه سوى أن يبقى رئيسا لمجلس النواب، أمّا ما يحدث في البلاد وما سيحصل لها فلا يبالي به.
إسماعيل أوضح للرائد، أن تصريح صالح ليست له أي قيمة عسكرية أو سياسية، وإنما هو انعكاس لشخصيته السادية، التي من المؤسف أن يكون صاحبها رئيسا لمجلس النواب.
وأضاف إسماعيل أن صالح متأثر بما يسمع في مصر من نداءات ودق لطبول الحرب، ولكنها أيضا طبول فارغة، مثل صراخهم على تركيا وحكومة الوفاق، وصالح إنما يردد ما يدور في الإعلام المصري من تهديدات جوفاء.
عبد مأمور
المحلل السياسي محمد غميم يقول إن عقيلة صالح لم يعُد يملك شيئا، وهو يحاول منذ مدة أخذ أي دور، وهو يسعى لاستعطاف تيار خليفة حفتر بإطلاقه تصريحات مستفزة، ولكن بسبب إخفاقاته المتكررة في إدارة مجلس النواب ورهنه إرادة المجلس لدول تزيد تأزيم الأزمة الليبية ـ أصبح خالي الوفاض.
وأضاف غميم أن عقيلة صالح عبد مأمور للإرادة المصرية ولمخابراتها، ولاوزن له سياسيًّا بالداخل ولا قيمة لتصريحاته، وهو إنما يحاول ملء الفراغ ليوضح أنه موجود بتصريحاته التي يغازل بها أنصار حفتر.
وأشار غميم إلى أن عقيلة يحاول الآن استدراك الموقف، وأن يجد لنفسه مكانا في الصورة الموجودة الآن، ولكن تصريحاته لا وزن لها، فهو لا يملك قرار إيقاف الحرب ولا استمرارها، وهو خالي الوفاض من أي قيمة سياسية، موضحًا أن عقيلة أثبت فشله دائما، فحينما حاول السيطرة على البرلمان أصبح مضرب المثل على الفشل المؤسساتي، وحينما وضع نفسه في مواجهة تركيا لتوقعيها على اتفاقية مع حكومة الوفاق، كما فشل خلال زياراته للسعودية واليونان.
إحراج حفتر
وقال المحلل السياسي المصري علاء فاروق، إن صالح يقوم بدور مرسوم له وهو الإبقاء على التصعيد العسكري لمعرفته أن المفاوضات السياسية والحلول السلمية ليست في صالح معسكر حفتر؛ ولذلك يسعى للقيام بدور الشرير في حين يتفاوض ممثله العسكري في موسكو وقريبا في برلين.
ورأى فاروق، في تصريح للرائد، أن عقيلة ربما يحاول من وراء تصريحه إحراج “حفتر” من خلال رفضه لهدنة وافق عليها الأخير، وإحداث فتنة بينه وبين القبائل في الشرق، وأن يُظهر أنه الحريص على تحقيق مكاسب للشرق الليبي أكثر من حفتر، ومن الملاحظ أن هذه التصريحات جاءت من قلب القاهرة لتؤكد مغازلته للحكومة المصرية طلبا للمزيد من دعمها للوقوف بجانبه.
الحرب والخراب
أما الكاتب عبد الله الكبير فيؤكد أنه ليس بغريب أن يعلن عقيلة صالح رغبته في مواصلة الحرب والخراب.
الكبير بينّ أن قرار الحرب والسلام ليس بيد صالح طبعا وإنما هو ينطق بما يرغب به حلفاؤهم، خاصة مصر، فكل تصريحاته النارية باتجاه الحرب يطلقها من مصر.
فهل يعي عقيلة ما يقول خاصة أن جُلّ أعضاء مجلس النواب المنتخبين رافضون للعدوان وموجودون في طرابلس منذ مايو الماضي، وقد اختاروا لهم رئيسا جديدا، ويمارسون عملهم التشريعي بكل حرية في عاصمة البلاد التي يريد لها عقيلة وأمثاله الخراب والتدمير على أيدي مرتزقة جلبوا من السودان وروسيا وبعض المغرر بهم من أتباع حفتر.